جمعية حماية المستهلك  تحذر من الهمبرغر والسجق.. والرقابة تغطي 50% من السوق

جمعية حماية المستهلك تحذر من الهمبرغر والسجق.. والرقابة تغطي 50% من السوق

أطلقت جمعية حماية المستهلك، في دمشق وريفها، تحذيرات من تناول الجبنة الناعمة المباعة في الأسواق، لغياب الرقابة على مراحل التصنيع، والتي قد تشكل تهديداً للصحة العامة، فيما كشف باعة الحلويات عن ابتكارهم طرق خاصة لغش المنتجات، وخاصة التي تحتاج منها إلى المكسرات، عبر استخدام البازيلاء الخضراء بعد تحضيرها بطرق خاصة.

وتأتي هذه الأساليب الجديدة في الغش، والانتشار الواسع للمنتجات الغذائية غير مضمونة السلامة، في ظل غياب الرقابة اللازمة على الأسواق، وتقصير الجهات المعنية ممثلة بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، «غير القادرة على ممارسة واجبها بضبط الأسواق من ناحية الأسعار والجودة أو حتى المواصفات»، على حد تعبير أحد المواطنين.

مواطنون: الحكومة  تعترف بالغش ولا تحاربه

ومن جانبه قال فادي 27 عاماً، موظف في القطاع الخاص، إنه «قبل أن نسأل الناس عن الغش المنتشر في الأسواق يجب أن نتوجه بالسؤال للحكومة التي تعترف بانتشار الغش بين التجار، فأساليبه تنوعت بشكل كبير، إضافة لوجود مواد منتهية الصلاحية تباع علناً للناس دون خشية رقيب».

وأضاف «السوق تعيش في حالة فلتان بغياب الرقابة، خاصة في دمشق وحلب، إذ تعاني المدينتان من إهمال الرقابة لهما، ونلحظ بيع المواد الغذائية غير النظامية، والفاسدة كذلك».

وقال أحمد رب أسرة مكونة من أربعة أشخاص ويسكن في باب مصلى، إن «بعض العائلات التي تحصل على مساعدات، تبيع المعكرونة التي تأتيها في تلك المساعدات لتجار يقدمون على شرائها بكميات كبيرة، ويقومون بطحنها وبيعها في السوق على أنها سميد، ليستخدم في صناعة الحلويات، فضلاً عن الغش في حشوة الحلويات، حيث يستخدمون الفستق العبيد أو البازيلاء عوضا عن الفستق الحلبي».

بائع حلويات: البازيلاء تذوب  وفستق العبيد أرخص

من جهته نفى أحد باعة الحلويات استخدام البازيلاء الخضراء، بقوله إنه «لا يتم غش الحلويات باستخدام البازيلاء لأنها تذوب عند تعرضها لدرجة حرارة عالية، كما أن سعر الكيلو منها يبلغ 1200 ليرة، بينما الفستق العبيد أرخص سعراً، وهو المادة التي يستخدمها البعض في غش الحلويات عوضاً عن الفستق الحلبي»، منوهاً إلى أن البعض كان يستخدم سابقاً فستق أخضر اللون، لكنه غير موجود حالياً في الأسواق، إذ يوجد فقط الفستق الحلبي والفستق الإيراني.

وعن أكثر الحلويات التي تتم فيها عمليات الغش، قال «الغش يكثر في البقلاوة والكول وشكور».

ووصل سعر كيلو غرام الكاجو النيئ إلى 2٧٠٠ ليرة وسعر الكغ المحمص إلى 4٠٠٠ ليرة، في حين وصل سعر الكغ من الفستق الحلبي النيئ إلى ٧٥٠٠ ليرة، وسعر الكغ من الفستق العبيد ٩٠٠ ليرة والمحمص ١٥٠٠ ليرة وذلك حسب نوعيته، أما بالنسبة إلى أسعار الجوز فقد وصل سعر الكغ إلى ٤٠٠٠ ليرة واللوز إلى ٤٥٠٠ ليرة والبندق إلى٣٠٠٠ ليرة والصنوبر إلى 15 ألف ليرة.

وكان رئيس « اتحاد الجمعيات الحرفية بدمشق»  مروان  الدباس أوضح أن هناك حالات غش كبيرة في صناعة الحلويات، فغالبية المحلات تستخدم السمن النباتي ومن أرخص الأنواع وتقوم بخلطه بالسمن الحيواني، أو إضافة منكهات للسمن النباتي، كما أن غالبيتهم لا يستخدمون الفستق الحلبي في صناعة الحلويات، والذي يحملونه سبب الارتفاع، بل يلجؤون إلى استخدام البازلاء بعد تحضيرها بطرق خاصة لاستخدامها بدلاً من الفستق .

تحذيرات من الجبنة الناعمة

قدم أحد أعضاء جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها محاضرة موجزة عن «الجبنة الناعمة» التي تباع في الأسواق، والتي هي أحد أسباب انتشار مرض الحمى المالطية نتيجة عدم غلي الجبنة وطحنها مع بقايا ومخلفات منها، وتم التوجيه بعدم شراء تلك المادة من الأسواق لما لها من آثار صحية سيئة لعدم اتباع الشروط الصحية في صناعتها.

من جهته قال رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني «زادت حالات الغش في السلع والمواد بالأسواق بعيداً عن أعين الرقابة، نظراً لقلة عدد المراقبين التموينيين وعدم كفايتهم لتغطية الفعاليات المتواجدة في الأسواق الرئيسية أو المستحدثة بعد حالات النزوح».

وأضاف دخاخني «في أحسن الأحوال ممكن أن تصل نسبة الرقابة على الأسواق إلى 50%، حيث لا يمكن للمراقبين تغطية الأسواق ومنع المخالفات».

وتابع دخاخني إن «الجبنة الناعمة التي تباع في الأسواق تحضر من بقايا الجبن غير المغلي، والتي تعد سبباً رئيسياً للإصابة بالحمى المالطية، كما أن الجبنة الشلل بحاجة للتقصي عن طريقة تحضيرها والحذر من الأنواع المباعة في السوق، ليبقى ضمير البائع العامل المتحكم بمدى سلامة المنتجات المباعة».

وأشار دخاخني إلى الغش في الألبان عبر استخدام الحليب البودرة عوضاً عن الحليب الطازج، ما يؤثر على جودة ونكهة اللبن الناتج، إضافة للغش في الحلويات بخلط أنواع السمون الحيوانية بالنباتية أو استخدام الفستق العبيد عوضاً عن الفستق الحلبي، منوهاً إلى أنه لابد من إعلان واضح عن المواد المستخدمة في تصنيع الحلويات بعيداً عن الغش.

اللحم المفروم مغشوش حتماً

وعن أنواع المخالفات الأخرى في الأغذية، أوضح دخاخني إن «اللحوم المهربة والمجمدة والتي تأتي من الخارج دون رقابة صحية أو جرثومية، وتحل لتباع للمواطنين على أنها طازجة، تعد مصدر قلق وخطر على الصحة العامة، حيث من غير المعروف المدة الزمنية التي استغرقتها حتى وصلت للأسواق، فضلاً عن أنها غير معروفة المصدر والمنشأ».

ودعا دخاخني إلى الابتعاد عن شراء اللحم المفروم مسبقاً، والذي يضم الهمبرغر والسجق وغيرها، فهذا النوع من اللحوم يعد باباً لأساليب غش متنوعة قد يلجأ لها اللحامة، عبر خلط أكثر من نوع لحم معاً، وإضافة الملونات لها لتبدو طازجة.

وكان رئيس جمعية اللحامين في دمشق بسام درويش كشف في تشرين الأول الماضي، إن لحم الجاموس المنتشر في الأسواق يخلط بـشرحات الدجاج كي لا يغمق لونه، كما تملأ رئة العجل بالماء وتجمّد بالثلاجات ثم تفرم مع العروق، أو يضاف «صباغ كرزي رقم 11» وهو صناعي ليمنح اللحوم لوناً أحمراً، أو تخلط الرئة بالكبد وتفرم، معتبراً أن «أكبر دليل على ذلك، أن كيلو اللحم المفرومة في باب سريجة يصل سعره إلى 400 ليرة فقط».

وأضاف أن نسبة الغش في هذا النوع من اللحوم تصل إلى 10% في الأسواق، بعد تصريحات سابقة له عن أن نسبة غش لحوم العواس (الغنم الشامي) تصل إلى نحو 20% وتتمثل بذبح الإناث على أنها ذكور، مؤكداً أن ذلك يحدث في صالات ذبح سوق الهال بمنطقة الزبلطاني، لكن بدون صور وتسجيلات توثق هذه المخالفات في الصالة المذكورة.

وعن لحم الأسماك، ذكر درويش أن معظم الأسماك في أسواقنا مجمدة ولونها زهري أما القديم فيأتي تهريباً من لبنان، ولونها غامق وهو منتهي الصلاحية، ومن المتعارف أن نسبة المياه عالمياً يجب أن تكون 20% في سمك الهامور، إلا أنها تصل في أسواقنا إلى 60%، أي أن 60% من سمكة الهامور هي ماء، وهذا نوع من الغش أيضاً، ويصل سعرها لنحو 600 ليرة للكيلو.