جشع التجار يسرق فرح السوريين بالأعياد.. والكهرباء مصدر قلقهم
تحول موسم الأعياد في دمشق إلى هم وعبء على الأسرة السورية، ما أفقده بهجته وفرحة الاحتفال به، إذ لم تكن الحرب وفقدان الكثير من العائلات السورية لأحد افرادها أو تهجيرهم من منازلهم وحدها من يقف وراء معاناة المواطن، ليكون دور التجار والمستغلين مكملاً ورديفاً، بإثقال كاهل الأسرة، وحرمانها من الشعور ولو بجزء من فرحة العيد.
وتعتبر مواسم الأعياد من وجهة نظر التجار، فرصة ثمينة لتحقيق المكاسب والأرباح، باستغلالهم رغبة السوريين في الابتعاد عن أجواء الحرب، بممارسة تقاليد وطقوس العيد ولو بحدودها الدنيا، ليقوم أولئك المتاجرين برفع أسعار كافة السلع المتعلقة بهذا الموسم، ابتداء من الأطعمة والملابس والزينة والحلويات وغيرها...
أسعار الملبس تصل إلى 3500 ليرة
ومع حلول موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، وتزامنه مع عيد المولد النبوي الشريف، وفي سبر لأسعار أهم مستلزمات العيد، بلغ سعر كيلو الملبس المحشو بالفستق العبيد حوالي 800 ليرة، وكيلو الملبس باللوز قشرة سميكة بين 1800-2500 ليرة، وسعر كيلو الملبس باللوز قشر رقيق بلغ 2500- 3500 ليرة سورية..
ومن المتعارف عليه هو صنع (المحلاية) بمناسبة عيد المولد النبوي، وبكميات كبيرة وتقديمها للمارة في الحي، إلا أن ارتفاع التكاليف أدى إلى تراجع مثل هذه العادات، واقتصار ممارستها على العائلات الميسورة فقط، إذ يحتاج هذا النوع من الحلويات إلى المكسرات التي توضع على وجه (الزبدية) لكن ومع وصول سعر كيلو الفستق الحلبي إلى 7 آلاف ليرة، باتت ممارسة هذه الطقوس أمراً يحتاج لحسابات أكثر وأعمق.
لشجرة الميلاد وزينتها ميزانيتها الخاصة
أما منها بشجرة الميلاد، فقد شهدت أسعار الأشجار والزينة الخاصة بها ارتفاعاً كبيراً، بحيث من الممكن أن تبلغ تكلفة الشجرة مع زينتها بالحد المتوسط حوالي 10 ألاف، حيث تباع الشجرة الصغيرة المصنوعة من البلاستيك بـ 5 آلاف ليرة سورية، ويتراوح سعر الكرة الصغيرة الملونة الخالية من الزخرفة بين 50 و100 ليرة، بينما تراوح سعر المتوسطة الحجم منها والمزخرفة بين 250 و500 ليرة، في حين بلغ سعر الكرات الكبيرة بين 500 و1500 ليرة.
كما بلغ سعر الأجراس وما تُزيّن به الشجرة بين 200 و1000 ليرة، حتى أن النجمة التي توضع في قمة الشجرة بلغ سعر البسيطة منها 500 ليرة، وتراوح سعر أحبال الزينة المصنوعة من النايلون بين 100 و450 ليرة، حسب طولها وسمكها، وتراوح سعر سلسلة الأضواء الكهربائية بين 150 ليرة للرديئة الصنع التي تتساقط لمباتها بسهولة ولون سلكها أبيض، و200 ليرة للسلسة الممتازة ذات السلك الأخضر.
تكلفة ملابس لشخصين لا تقل عن 30 ألف
أما الملابس، فقد تناستها الكثير من العائلات كطقس من طقوس العيد، وباتت محصورة بالضروري والهام، بغض النظر عن توقيت الحصول عليها، حيث تبدأ أسعار الكنزات النسائية من 5 آلاف ليرة، والرجالية 3-4 آلاف ليرة، بينما البنطال النسائي فيبدأ سعره من 6 آلاف ليرة، والفيزون يباع بـ3 آلاف ليرة، والبنطال الرجالي يبدأ من 4 آلاف للنوع العادي جداً، وبالنسبة للأحذية فتباع الجزمات النسائية بأسعار تتراواح بين 5-12 ألف حسب طول ساقها، في المحال العادية وليس الماركات، بينما الحذاء الرجالي فبياع وسطيا بـ5 آلاف ليرة، أما الجواكيت فتباع بسعر يبدأ من 8 آلاف للأنواع العادية وحتى في سوق البالة أيضاً.
ومن جهة ثانية، أعرب عدد من المواطنين عن استيائهم وقلقهم من تمضية أمسيات الأعياد على ضوء الشموع والشواحن، مع عدم تخفيف أو تراجع ساعات تقنين الكهرباء، والتي لا تزال في مختلف مناطق دمشق وريفها بمعدل 4 قطع و2 وصل، حيث اعتبر الكثيرون أن فيه مضيعة لفرحة أو بهجة الاحتفال.
وبهجة طفولة مسروقة
واذا ما قارنا بين تكاليف تلك المتطلبات مع مستويات الدخول، يتبين سبب عزوف الغالبية من المواطنين عن الاحتفالات، كما جرت عليها العادة بتلك المناسبات وغيرها، بسبب تآكل دخل المواطن وعدم كفايته لمتطلبات معيشته اليومية الأساسية، وبالتالي لم يعد للأعياد تلك البهجة المصاحبة لها، وخاصة للأطفال، الذين لم يعرفوا بهجة الأعياد ولم يعيشوا أجواءها بعد، باعتبار أن طفولتهم قد تم سرقتها بحكم أهوال الحرب الدائرة، وبحكم سيطرة تجار الأزمة حتى على الأفراح والمناسبات.