خلاف بين النفط والكهرباء حول تغذية المحطات وسبب التقنين
لا تزال انقطاعات الكهرباء عن مختلف المناطق متصدرة حديث المواطن، بعد الأيام المظلمة التي عاشها في الأسبوع الماضي، والتي تمكنت وزارة الكهرباء من إيجاد مبررات جديدة وغير مطروقة لها، حيث التمست عذراً لها في موجة الصقيع التي طرأت على المنطقة..
وبمنطق غير بعيد عن ازدواجية التصريحات، وسوء التنسيق، أظهرت تصريحات متضاربة لنقابات عمال الكهرباء وعمال النفط في دمشق خللاً في القضية، يجعل المواطن أمام لغز مطلوب تفسيره.
الصقيع والاعتداءات على الشبكة
خفّضا الطاقة المولدة
وفي اتصال مع نقيب عمال الكهرباء في دمشق، قال علي مرهج لجريدة (قاسيون) إنه «خلال اليومين الماضيين، أدت موجة صقيع والطلب المتزايد على الطاقة بغرض التدفئة مع نقص المازوت لدى المواطنين، إلى أعطال فنية في خطوط الشبكة، فضلاً عن حدوث بعض الاعتداءات، ما أدى لانخفاض الكميات المولدة من الطاقة من 700 ميغا واط إلى 300 ميغا واط».
وعن حاجة المحطات من الوقود، بيّن مرهج أن «المحطات تحتاج 15 ألف طن فيول يومياً، بينما يصلها 5 آلاف طن فقط، بعد أن كانت 3 آلاف طن في الصيف، بينما تحتاج مايقارب 20 مليون متر مكعب من الغاز ويصلها فقط 6 مليون متر مكعب».
المحطات تعتمد على الغاز فقط ومايصلها كاف
ومن جهته أكد علي مرعي نقيب عمال النفط في تصريحات إذاعية أن «توليد الطاقة حالياً يتم عن طريق الغاز، حيث يتم تزويد المحطات بالمادة عبر الشركة السورية للغاز، وشركة حيان، وشركة إيبلا للنفط، وما يتم توريده لهم لا يغطي الحاجة فقد كنا نرفدهم بضعفي الكمية الحالية»، مشيرا ً إلى «تزويد المحطات بفترات سابقة بالمازوت، إلا أنه مكلف جداً، خاصة مع خروج الحقول الشرقية والشمالية عن السيطرة».
وتابع مرعي أن «المشكلة في الكهرباء هو عطل بالشبكات، بينما ما يتم ضخه من كميات يعتبر كافياً، خاصة مع خروج عدة مناطق ومحافظات خارجة عن سيطرة الدولة لا يجري توليد الطاقة الكهربائية لها».
التقنين 4-2 وكل زيادة هي أعطال
وفيما يخص الأعطال بالشبكة، بين نقيب عمال الكهرباء بدمشق علي مرهج أنه «تم تشكيل خلية أزمة خلال اليومين الماضيين لإصلاح الخطين خلال 24 ساعة، والتقنين العادي هو 4-2 وزيادة ساعات التقنين عن ذلك هو نتيجة الأعطال».
وحول تأخر وصول الطاقة الكهربائية أو قطعها قبل موعد تقنينها، قال مرهج إن «بعض المخارج حمولتها كبيرة، لذا يتم إعادة التيار الكهربائي فيها بالتدريج حفاظا على الخطوط».
مواطنون: تقنين غير عادل والوضع لا يطاق
وقالت سالي من سكان جرمانا إن «الكهرباء في جرمانا 8 قطع وساعة أو أقل وصل، ونحن بفترة امتحانات لطلاب المدارس، ولا يمكن الاعتماد على ضوء الشواحن أو الشموع غير الكافية».
من جهته عبر منهل من سكان الزاهرة القديمة أن «الكهرباء كانت منتظمة، وقد تأقلمنا معها حيث نظمنا حياتنا وفقاً لموعد وجودها، أما الآن فتقطع لمدة سبع ساعات متواصلة، وتأتي فقط ساعة أو أقل، وبالتالي لا يمكن اتمام أي عمل في هذا الوقت القصير جداً».
وأشار منهل إلى أنه « في حينا عدة منازل لاتنقطع عنهم المياه أو الكهرباء نهائياً».
بينما اشتكى مواطنون آخرون انقطاع الكهرباء في منطقة المواساة والميدان والشام القديمة حيث تنقطع 10 ساعات وتأتي ربع ساعة فقط.