أحمد الرز
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
لسنواتٍ عدّة بعد تفكّك الاتحاد السوفييتي عام 1991، بدت الولايات المتحدة الأمريكية كما لو أنّها المتحكم النهائي، لا بمصير الشطر الغربي من الكرة الأرضية فحسب، بل وبمصير البشرية بأسرها. امتلأ «الفضاء الفكري» السائد في حينه– وقد كان فضاءً قاحلاً بمعنى الكلمة- بتنظيرات هزيلة من شاكلة «نهاية التاريخ» لفرانسيس فوكوياما، والتي سعت إلى تثبيت انتصار الولايات المتحدة بوصفه انتصاراً لنموذج نهائي وجاهز لحكم العالم... في غمرة الانتصار ومحاولات تأبيده بدا أنّ حقيقة بسيطة وواضحة قد غابت تماماً: الولايات المتحدة إنما هي إمبراطورية، تتشكّل، تتطور وتصعد، تضعف وتزول.
في التاسع من الشهر الجاري، قررت شركة «Raytheon Company» الأمريكية المصنعة لصواريخ «كروز» وأنظمة الدفاع الجوي، إلى جانب المجموعة الصناعية العسكرية الأمريكية «United Technologies Corporation»، دمج أصولهما في كيانٍ واحد سيحمل اسم «Raytheon Technologies Corporation»، على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في النصف الأول من عام 2020.
كالعادة في كل اجتماعٍ لها، تتأخر التحليلات المرتبطة بالاجتماع السنوي لمجموعة «بيلدربرغ»، والذي عقد هذا العام في فندق «مونترو بالاس» في سويسرا، خلال الفترة ما بين 30 أيار إلى 2 حزيران، بمشاركة قرابة 130 شخصية من 23 دولة. فما الذي ناقشته هذه المجموعة التي يرى البعض بأنها «المجموعة الأكثر سرية في العالم»؟
«يستحق الفلسطينيون تقرير المصير، ولكن تحررهم طموح عالٍ». صحيح أن هذا التصريح لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، أعاد إلى الأذهان منطق التصريحات الاستعمارية الإنكليزية والفرنسية الذي ساد النصف الأول من القرن العشرين، إلّا أن قاسماً مشتركاً بين المنطقين عصيَ فهمه على من بالغ في تقدير تبعات تصريح كوشنر حول ما يُعرف بـ«صفقة القرن»، وهو أن المنطقين كليهما صادران عن «مندوبين سامين» لإمبراطوريات تتهاوى.
أنت تشاهد الآن واحدة من القنوات الفضائية الخاصة التي باشرت بثها من خارج البلاد في الموسم الرمضاني الماضي. ما إن ينتهي إعلانٌ دعائي عن مشروع «ماروتا سيتي»- نموذج الإعمار النيوليبرالي السوري- إعلانٌ «يتغنى» بدمشق بوصفها مساحة استثمارية رابحة، حتى تفتح القناة المذكورة ستار شاشتها على برنامجٍ يأخذ على عاتقه مهمة عريضة موازية: «إعادة إعمار أحلام السوريين».
يلعب البعدُ الدولي دوراً حاسماً وأساسياً في صياغة المنظومات الإقليمية على امتداد العالم، بحيث تنفتح أو تتضيَّق هوامش «المناورات» لهذه القوة الإقليمية أو تلك، تبعاً لمحددات البعد الدولي بالدرجة الأولى. وبالتوازي مع التغير الحاصل في موازين القوى العالمية اليوم، يمكن القول: إن فضاءً إقليمياً جديداً يتم بناؤه على أرضية التوازنات الجديدة.
«تخوف أوروبي من سلوك ترامب أثناء لقائه ببوتين في هلسنكي»، «استطلاع: بوتين سيكون الرابح من قمة هلسنكي»، «صفقة كارثية قد يتوصل إليها ترامب وبوتين في هلسنكي»، «هل ترامب مؤهل لقمة هلسنكي؟»، «الظلال السوفييتية تغطي قمة ترامب_ بوتين»، «بوتين سيحتال على ترامب في هلسنكي... كيف سيحدث ذلك؟».
يكاد يكون مضحكاً الدرك الذي وصلت إليه السياسة الأمريكية اليوم، ولعلَّ وصف الصحفي الأمريكي، مايكل ديان، لها بأنها «كمن يسير في ممر ذي أبواب عدّة مفتوحة على بعضها، لكن بابيه الرئيسين موصدان بأقفالٍ لن تتحرر» فيه شيء من الدقة. سوى أن المثير للغثيان_ والذي لم يعد مسلياً بعد الآن على الإطلاق_ هو الطريقة التي تتفاعل فيها ما ابتلينا من «نخبٍ» ثقافية وسياسية في منطقتنا مع كل إشارة رديئة تنطلق من البيت الأبيض.
استدعت الخطوة التي قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جملة من ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية، التي صبّ أغلبها في سياق التحليل القائل: أن إجراء ترامب هذا هو إجراء هجومي يرمي فعلياً إلى تثبيت وترسيخ «أمر واقع» في مدينة القدس بالقوة. غير أن موازين القوة ذاتها التي يجري الحديث عنها اليوم، تدفع للاعتقاد بأنه من الضروري إعادة تقييم هذا الانطباع الذي تعمل وسائل الإعلام على تثبيته لدى المتابع.
في وقتٍ كان يحصي العالم الغربي خساراته الجديدة التي حملتها قمة «بريكس» في مدينة شيامن الصينية، كانت تصريحات الساسة الدوليين وتقارير الإعلام بشتى اتجاهاته تنصبُّ على أعمال العنف التي يشهدها إقليم راخين غرب دولة ميانمار (المعروفة أيضاً باسمها القديم: بورما)، في سياق محاولاتٍ محمومة لإبراز صورة محددة عن طبيعة الصراع الجاري هناك.