الملف الأوكراني يدخل المرحلة النهائية stars
تشير التطورات المتسارعة في الملف الأوكراني دخوله المرحلة الأخيرة، حيث يجري حراك سياسي دولي من مختلف الأطراف، تحضيراً وتجهيزاً لوضع اللمسات الأخيرة قبل الوصول والإعلان عن اتفاق سلام ينهي الحرب.
تشير التطورات المتسارعة في الملف الأوكراني دخوله المرحلة الأخيرة، حيث يجري حراك سياسي دولي من مختلف الأطراف، تحضيراً وتجهيزاً لوضع اللمسات الأخيرة قبل الوصول والإعلان عن اتفاق سلام ينهي الحرب.
تتعرض الحكومة «الإسرائيلية» برئاسة بنيامين نتنياهو لضغوط هائلة من أجل إنجاز الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية، ووقف الحرب على قطاع غزة، في حين لا تجد أحداً يساندها بمماطلتها أكثر من الحكومة الأمريكية الحالية بأيامها الأخيرة.
يستمر العدو الصهيوني بارتكاب جرائمه ومجازره يومياً بحق الشعب الفلسطيني الصامد، وبينما تتوجه الأنظار لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الجارية، أملاً بوقف معاناة الفلسطينيين، تمر الأيام والأسابيع بين أخذ ورد سياسيّ، وبعد كل تقدّم تصدر إشارة مغايرة تفيد بوجود عقبات في المحادثات، فهل تكمن المشكلة في المفاوضات بعينها حقاً، أم أن «إسرائيل» تتلاعب بالوقت؟
تدل المؤشرات كافة، أن الصراع الروسي الأوكراني يمضي نحو تسويته وحله في عام 2025، وذلك على الرغم من كل محاولات التصعيد التي يقوم بها النظام الأوكراني مؤخراً... لكن، تبقى احتمالات التفجير الواسع قائمة حتى تحقيق هذا الأمر.
ربما أن العد التنازلي قد بدأ لانتهاء الصراع في أوكرانيا موضوعياً، وباتت الظروف جاهزة لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات روسية أمريكية-أوكرانية، إلا أن الأطراف المتشددة ضمن الولايات المتحدة، وأوروبا، والنظام الأوكراني، تحاول قدر الإمكان الاستفادة من الوقت المستقطع المتبقي، متأملةً إفشال هذه التطورات، وتفجير العالم بأسره!
بالرغم من ثبات روسيا في ساحة المعركة داخل أوكرانيا، وتحقيقها نتائج ملموسة بشكل متواصل، لا تزال هناك أصوات كثيرة تحرض على التصعيد، ما يمكن أن يقود العالم إلى نقطة مواجهة لن يستطيع أحد إيقافها.
بات واضحاً أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى جاهدةً فيما تبقى لها من وقت إلى تحقيق أكبر تصعيدٍ ممكن في الملف الأوكراني، وتسليمه لإدارة ترامب بطريقة تعيق تنفيذ وعود هذا الأخير –إن صدقت- لحلّ الملف سريعاً، بل ومحاولة فرض المسار نفسه بغض النظر عمّن يجلس في المكتب البيضوي. إلّا أن هذا التصعيد يهدّد حقاً بنشوب صراع عسكري أعنف وأوسع، قد يشمل دولاً أوروبية أخرى، ويدفع بالأمور خطوةً أخرى باتجاه الحافة النووية.
يُظهر الكيان الصهيوني حالةً من التخبّط حيال الجبهات المختلفة المفتوحة ومستقبلها، فعلى الرغم من أن طيرانه الحربي ومدافعه لم تهدأ منذ عام، إلا أنّ هذا بالضبط ما يسبب هذا التخبط: إلى متى؟ يؤجج هذا السؤال، مشكلةً داخليةً تنضج على نار هادئة، تعكس إلى حدٍ كبير حجم المغامرة العسكرية التي يخوضها الكيان وتأثيراتها على الأزمة الداخلية المتفاقمة.
يحارب الكيان الصهيوني لأجل «وجوده/ احتلاله» منذ نشأته على طول الخطّ، ويحارب الآن بإجرامٍ أعلى بمواجهة تهديدٍ وجوديٍ بات أقرب من أيّ وقتٍ مضى، وإذا ما كان منذ نشأته يضرب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعرض الحائط، بات اليوم يهاجمُ الأمم المتحدة مباشرةً سياسياً ودبلوماسياً ومؤخراً عسكرياً.
في كل مرة يُقدم فيها الغربيون، وتحديداً حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، على خطوة استفزازية وتصعيدية جديدة تجاه موسكو، يظهرون كمن يلعب «الروليت الروسية» بانتظار الخطوة التي ستتسبب بصراع أوسع، وربما عالمي.