يزن بوظو
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تجري مفاوضات إنهاء الحرب الأوكرانية بصعوبة بالغة على جميع الأطراف، وما من تقدم حقيقي يذكر، أو من الممكن أن يحصل، ما لم يقبل الغربيون هزيمتهم، ويتراجعون عن الأسباب الرئيسية والأولى التي أدت للحرب أساساً، والمتمثلة بجعل الأراضي الأوكرانية نقطة عسكرية تابعة للناتو وبعقلية عدائية، توسعية، تجاه موسكو.
يتضح يوماً تلو آخر أن «حلم» ترامب السابق بإنهاء الصراع في أوكرانيا «خلال أقل من 24 ساعة» غير قابل للتطبيق، ويصطدم تياره مع حقائق عامة، تتلخص بتمسّك موسكو بحلّ الأسباب الجذرية للصراع كشرط للحل، والتورط الكبير والعميق للولايات المتحدة في الصراع الأوكراني، والتداخل العضوي مع أوروبا الذي لا يمكن فصله بـ 24 ساعة.. ومنه نرى استمرار الصراع والمفاوضات التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً إذا ما استمر الغربيون بالعمل بالطريقة نفسها.
شهدت الأيام الأخيرة تطورات جديدة في الملف الفلسطيني، وسط استمرار نهج الحرب والإجرام الصهيوني، كان عنوانها الأبرز إعلامياً «مظاهرات ضد حماس» في قطاع غزة، وموافقة حماس على مقترح جديد للإفراج عن بعض الرهائن «الإسرائيليين».
جُنّ جنون الصهيوني كما كان متوقعاً كأحد الخيارات الضيقة والمحدودة له، باستئناف الحرب على قطاع غزة، مستهدفاً إياه وقاطنيه عشوائياً وبشكل همجيّ، ساعياً بذلك إلى نسف الاتفاق الذي جرى مع المقاومة الفلسطينية قبل أن يدخل مرحلته الثانية.. لكن في المقابل، بدأ بركانّ داخليّ يُظهر بعضاً من حِممه.
تضيق الحياة وأفقها أمام رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، وأمام الكيان الصهيوني استراتيجياً، باعتباره أحد أكثر الرؤساء الصهاينة تطرفاً، وقد يكون آخرهم من هذا الصنف، قبل أن يفرض على الكيان الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة، وهو اعتراف كفيل بأن يدق مسمار نعشه، أما الآن فتتقلص الخيارات أمام نتنياهو، ويناور ما استطاع قبل رضوخه للمرحلة الثانية من الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية، وبالتوازي مع ذلك، يكبر شبح داخليّ أمام وجهه..
أقيمت يوم الثلاثاء 4 أذار قمّة طارئة للدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة رداً على المشروع الصهيوني لتهجير الفلسطينيين، ومن أجل إعادة إعمار غزة، يوضح سلوك الدول العربية عموماً، وخاصة خلال القمة الطارئة الأخيرة وبيانها الختاميّ، وجود موقف واحد ومشترك يتصدى لمشروع تهجير الفلسطينيين، ولوقف الحرب على قطاع غزة، والتأكيد على حلّ الدولتين، وإعادة إعمار غزة،
يحاول الكيان الصهيوني- انطلاقاً من أزمته الوجودية- كل استطاعته إفشال مفاوضات غزة والعودة إلى الحرب، أو فرض مشروع تهجير سكّان قطاع غزة نحو مصر والأردن، وبالتوازي مع ذلك يعمل على تقسيم سورية، وتفجير المنطقة بأسرها.
ما إن وُقِّع الاتفاق وتوقفت الحرب على قطاع غزة، وبدأ تبادل الأسرى فعلياً بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، حتى بدأت الارتدادات السياسية تظهر داخل الكيان نفسه وترتفع تدريجياً.
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة تصريحات حول أوكرانيا، والعلاقة مع روسيا والصين تحديداً فيما بتعلق بالإنفاق العسكري والأسلحة النووية، كما اتصل وزيرا خارجية موسكو وواشنطن، واتفقا على ضرورة استعادة الحوار بين البلدين.. فهل نشهد خطوات عملية نحو سلم عالمي؟
يحاول الكيان الصهيوني بكل استطاعته إفشال الهدنة بمرحلتها الثانية، والعودة إلى الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة بالدرجة الأولى، ويضغط باتجاه تهجير الفلسطينيين بشكل شبه كامل من قطاع غزة نحو مصر والأردن.. فهل سيتمكن من تحقيق ذلك؟