الكيان الصهيوني.. فقاعة عسكرية وهزائم سياسية متكررة

الكيان الصهيوني.. فقاعة عسكرية وهزائم سياسية متكررة

يمضي الكيان الصهيوني بحربه على فلسطين والفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية على حدٍّ سواء، حيث شهدت الأخيرة بشكلٍ مستمر عمليات توسع استيطاني واقتحامات واعتقالات وعمليات قتل شبه يومية منذ أكثر من عام، ومؤخراً أعلن وزير المالية «الإسرائيلي» اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن برنامج استيطاني جديد في القدس الشرقية والضفة الغربية.

خلال إعلانه عن البرنامج الاستيطاني يوم الخميس 14 آب الجاري، كشف سموتريتش صراحةً عمّا كان تحت الطاولة، حيث قال: إن «الدولة الفلسطينية تشكّل خطراً على [إسرائيل]، الدولة اليهودية الوحيدة في العالم» وهو بذلك يؤكد أن حرب الكيان الصهيوني تشمل كل الفلسطينيين أينما كانوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في قطاع غزة والضفة الغربية، ومع أو بدون «مقاومة مسلحة»، حيث أن وجود الفلسطينيين داخل فلسطين يهدد بإقامة الدولة الفلسطينية حقيقةً وفعلاً.

وادعى سموتريتش أن «الضفة الغربية جزء من [إسرائيل] بوعدٍ إلهي» وبات هذا الخطاب الديني المزعوم والمتطرف جزءاً طبيعياً من خطاب الحكومة الرسمي عموماً، بما فيها رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، وهم بذلك يُحضِّرون ويدفعون مجتمع المستوطنين الصهاينة لتصعيد إجرامي أعلى وأكبر، وأكد سموتريتش، أن الخطة تهدف لبناء مستوطنات جديدة لمليون مستوطن.

في هذا السياق، جرت في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين عدة اقتحامات وجرائم، منها: إصابة شابين بالرصاص الحي في قرية الشيخ سعد جنوب شرق المدينة، واعتقل شابان آخران في نابلس، كما اقتحمت القوات الصهيونية عدّة مناطق في بيت لحم، وهاجمت مجموعة من المستوطنين مزارعين فلسطينيين في منطقة ظهر البو وردان في بلدة حلحول بالضفة، ومثل هذه الأحداث عموماً تجري بشكل شبه يومي في الضفة الغربية.

اقتحام زنزانة البرغوثي دليل على الإفلاس

في سياق النشاط الصهيوني الإجرامي والتصعيدي نفسه على مختلف المستويات العسكرية والسياسية والمدنية وغيرها، نشر الكيان فيديو لاقتحام وزير الأمن «الإسرائيلي» اليميني المتطرف الآخر إيتمار بن غفير لزنزانة الأسير مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح مهدداً إياه وكل الفلسطينيين من خلاله قائلاً: إنه سيمحو كل من يعادي «إسرائيل» و«إنكم لن تنتصروا، ويجب أن تدركوا ذلك»، الخطوة الاستفزازية هذه هدفت لإضعاف عزيمة الفلسطينيين، ولكنّها مؤشر على مستوى الضعف السياسي الذي وصل إليه الكيان، والذي يدفعه لاقتحام زنزانة أسير فلسطيني يجري تعذيبه وحرمانه من الطعام الكافي كآلاف غيره للتشفي منه، وتصوير مثل هكذا حدث.

التصعيد الجاري على الضفة الغربية يمهد ويسعى لفتح جبهة قتال وإجرام واسعة جديدة يمكن البدء فيها متى اقتضت الضرورة والحاجة والفرصة لذلك، وهذا في سياق الحرب الشاملة التي يشنها الكيان الصهيوني.

وفي قطاع غزة رفع الكيان من عملياته العسكرية وفق خطته الأخيرة، بل وأعلن عن استعداده لتطويق مدينة غزة في وقت أبكر من المزمع، وتحضيره لتهجير الفلسطينيين منها إلى جنوب القطاع، وأكد جيش الاحتلال أنه يسعى لتقليص فترات الجدول الزمني للعملية.

هذا التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة مرتبط جزئياً بفترة الشهرين، ريثما يستأنف الكنيست «الإسرائيلي» أعماله بعد العطلة الصيفية، بما يحمله من مخاطر على تفكك ائتلاف نتنياهو الحاكم ويهدد بانهيار الحكومة... وحتى الآن لا يبدو الرصيد السياسي داخل فقاعة التوسع العسكري الجاري وإجرامه الواسع بأنه يمضي لصالح هذا الائتلاف على المستويين الداخلي والخارجي.

احتجاجات متصاعدة ورفض متزايد

في الداخل، تتصاعد حركة الاحتجاجات المناهضة لهذا الائتلاف المتطرف، وكان آخرها حملة إضراب وموجة احتجاجات واسعة يوم الأحد، دعا إليها تجمع «عائلات الأسرى افي غزة» سميت بـ «إضراب الشعب» وشملت مظاهرات انطلقت من 350 موقعاً مختلفاً، وإغلاق عشرات الطرق الرئيسية، وإشعال الإطارات لعرقلة حركة السير، كما حدثت عدة تظاهرات أمام منازل الوزراء «الإسرائيليين» وأمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب وغيرها.

أما خارجياً، تتصاعد أكثر فأكثر الإدانات والمواقف الدولية المناهضة لـ «إسرائيل» وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية الكاملة، إلا أن الجديد في هذا السياق، هو التحوّل في مواقف ألمانيا التي ظلت حتى وقت قريب تدعم الكيان الصهيوني بشكل كامل، بما فيه سياسياً، وتتجاهل كل إجرامه، لتعلق من توريد الأسلحة إلى «إسرائيل»، وتعلن الحكومة الألمانية رفضها الخطط الاستيطانية الأخيرة في الضفة الغربية وتجرمها، باعتبارها تنتهك القانون الدولي، وتعيق جهود التوصل لحل الدولتين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1239