أمام نتنياهو شهران ونصف فقط!

أمام نتنياهو شهران ونصف فقط!

يسعى العدو الصهيوني وحكومته المتطرفة كسب المزيد من الوقت بشكل يوميّ، بل ولحظيّ أحياناً، لإدامة الحرب على قطاع غزة قدر الإمكان، وإفشال مفاوضات الدوحة، إلا أن رمل ساعته بات قليلاً جداً، ودخلت حكومته مرحلتها الأكثر خطورة، مع ما يعنيه ذلك من احتمالات بنشاط حربي ووحشي أعلى.

تسعى حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة منذ السابع من أكتوبر قبل 21 شهراً ما بوسعها لإدامة حكمها كيفما كان، عبر زيادة وتوسيع رقعة الحرب، أملاً وبحثاً عن أيّ انتصارات سياسية فعلية يمكن الاستناد إليها لإنقاذ تماسك ائتلافها وتجنيبها المحاكمات القضائية، وبذلك أيضاً تسرّع على عجل بإنجاز أهداف الصهيونية في المنطقة.

لكن حتى الآن لم تحقق هذه الحكومة أي تقدم سياسي يذكر، وجلّ ما فعلته هو التدمير والإجرام في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وإيران وسورية، دون تحقيق أي هدف فعلياً، وتوتير علاقاتها الهشّة أساساً مع مصر والأردن وتركيا والسعودية، بل وتراجعها سياسياً على المستوى الدولي، وعلى مستوى الرأي العام.

وأكثر من ذلك، بات من الواضح وجود خلافات «إسرائيلية» – أمريكية تتزايد، فعلى الرغم من أن «إسرائيل» كانت ولا تزال وستبقى الطفل المدلل والقاعدة العسكرية المتقدمة لواشنطن في المنطقة، وستحافظ واشنطن عليها ما استطاعت، إلا أنه من غير المسموح لهذا الطفل تهديد المصالح الأمريكية سواء الاستراتيجية أو التكتيكية، وضمن هذا المسار، فإن حكومة نتنياهو ورغم أهميتها بالنسبة لواشنطن، من غير المستبعد أن يجري التخلّي عنها عند لحظة فاصلة ما.

وبهذا السياق، فإن الولايات المتحدة تضغط على حكومة نتنياهو جدياً لتّخفيف ولضبط سلوكها في المنطقة، في إيران، وسورية، ولبنان.. وفي غزة تضغط باتجاه إنجاز اتفاق لوقف إطلاق نار، بل ومن الممكن إنهاء الحرب بأقل الخسائر بالنسبة لـ «إسرائيل» بهدف ضمان المصالح الأمريكية مع المنطقة لا أكثر ولا أقل... لكن، وبسبب هذا الأمر، بدأ ائتلاف نتنياهو يدخل مرحلته الأخيرة، حيث انسحبت حركة «شاس» من الحكومة الإسرائيلية، وهي ثاني أكبر مكوّن ضمن ائتلاف نتنياهو بعد الليكود في الكنيست اليهودي، ولديها 11 نائباً، ومثل هذه الخطوة تمثل تهديداً جاداً بأن يتبعها انسحاب من الائتلاف، مع ما قد يلحقها من انسحابات أخرى تؤدي لانهيار ائتلاف نتنياهو وسقوط حكومته، وبدء محاكمات جادة.

أمام هذه التحديات يسعى نتنياهو للحفاظ على ائتلافه بأي طريقه حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل، حيث يذهب الكنيست بعطلة حتى شهر تشرين الأول، وبذلك فإن أمامه قرابة شهرين ونصف لتحقيق «أهداف حربه» على مختلف جبهات القتال، وإلا فمن المرجح أن يجري هذا الانهيار والسقوط أواخر العام الجاري.

إن ذلك يعني أن احتمالات زيادة العدوان والإجرام الصهيوني في المنطقة ستكون أكبر، وستتعاظم خلال هذه الفترة ضد جميع دول المنطقة، فإما أن يجري تفكيكها وتفتيتها في إطار «الشرق الأوسط الجديد» الصهيوني وتنجو حكومة نتنياهو المتطرفة، أو أن تنجو دول المنطقة، متّحدة، ومتحمّلة كل التحديات والضربات مهما بلغت من وحشية، ويسقط «الصهيوني».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1235