بيدرسون بإحاطة لمجلس الأمن: وحدة سوريا لا تبنى بالقوة وسفك الدماء بل بالتفاهم والحوار
حذَّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، في إحاطة أمام اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في سوريا الخميس (21 آب 2025)، من أنّ البلاد لا تزال هشّة للغاية، وإنّ عملية الانتقال ما زالت تمر بمرحلة دقيقة. وأشار إلى أنه على الرغم من تراجع العنف في السويداء بعد وقف إطلاق النار، فإن خطر تجدد الصراع لا يزال قائماً.
وحذَّر بيدرسون من أنه «في غياب تدابير ملموسة وملزمة أكثر، بما في ذلك بناء الثقة، سيكون وقف إطلاق النار مهدَّداً بالبقاء هشاً«.
وأعرب بيدرسون عن القلق من أنّ «شهراً من الهدوء العسكري النسبي يخفي وراءه مناخاً سياسياً متدهوراً، مع تصاعد حدة الخطاب التصعيدي«.
وفي إشارة إلى استمرار انتهاكات جيش الاحتلال «الإسرائيلي» في جنوب غرب سوريا وتوغلاته البرّية، قا بيدرسون: «هذه الأعمال غير مقبولة». ورأى بيدرسون أن هناك «مجالاً واضحاً» لمعالجة القضايا «دبلوماسياً ودون مزيد من المواجهة« بحسب تعبيره.
وأوضح المسؤول الأممي أنّ هذا الاجتماع يتزامن مع الذكرى الأليمة لهجوم الغوطة بالأسلحة الكيميائية عام 2013.
وقال: «أحث هذا المجلس على مضاعفة جهوده نحو المساءلة وحماية المدنيين، وتجديد الالتزام بمساعدة سوريا على الخروج من ماضٍ مظلم نحو مستقبل أكثر إشراقا«.
وفي إشارة من بيدرسون إلى إجراء ما وصف بأنه «انتخابات غير مباشرة» لثلثي أعضاء مجلس الشعب المؤقت في سوريا رأى بيدرسون أنه: «يتطلب نجاح هذه العملية اتخاذ تدابير تضمن الشفافية والانفتاح، وتُشرك فيها جميع الفئات السورية الرئيسية - وليس فقط الأفراد الموثوق بهم - كناخبين ومرشحين، مع مشاركة متساوية وواضحة للنساء«.
وقال بيدرسون في ختام إحاطته: «إن الطريق إلى سوريا ذات سيادة وسلمية وشاملة يتطلب شجاعة التنازل، والانضباط اللازم لاحترام سيادة القانون، والحكمة اللازمة لتذكر أن الوحدة لا تبنى بالقوة وسفك الدماء، بل بالتفاهم والحوار».
ومما قاله بيدرسن أيضاً خلال الجلسة نفسها لمجلس الأمن حول سوريا: «نرحب بتشكيل لجنة لوقف إطلاق النار في سوريا ونرصد انحسارا للعنف في السويداء... نراقب الأوضاع في السويداء عن كثب ونحث جميع الأطراف على إزالة كل مسببات التصعيد وتأمين وصول المساعدات، ولا بدّ من الانخراط في عملية الانتقال السلمي بما يضمن لسوريا وحدة سيادتها وسلامة أراضيها«.
كما أشار بيدرسن إلى وجوب احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأنه على السلطات الحاكمة في سوريا اتخاذ تدابير حاسمة لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
ورحب بجهود الولايات المتحدة والأردن وسوريا لتشكيل مجموعة عمل لدعم وقف إطلاق النار.
معلومات إضافية
- المصدر:
- موقع الأمم المتحدة