كورنيش « التعاسة » في الميادين
مدينة الميادين في محافظة دير الزور الواقعة على ضفاف الفرات، مدينة جميلة وعريقة وموغلة بالقدم، وأوابدها الأثرية تشهد على ذلك.
مدينة الميادين في محافظة دير الزور الواقعة على ضفاف الفرات، مدينة جميلة وعريقة وموغلة بالقدم، وأوابدها الأثرية تشهد على ذلك.
يعاني سكان حي الجادات في قدسيا من مشاكل عديدة، تبدأ من مشاق الذهاب والإياب من والى الحي، ولا تنتهي عند غياب بعض اشكال الخدمات «الإنسانية» التي يحتاجها البشر عادةً مثل مياه الشرب التي لا تتوفر باستمرار نتيجة التقنين والانقطاع المتكرر، والنظافة التي ما تزال في حالتها الدنيا .
نت أنوي أن أكتب عن الخريف بما يشبه أغنية فيروز«دهب أيلول»، بنوع من الرومانسية الطائشة، هروباً من مناخ كابوسي يخنق أرواحنا جميعاً منذ أشهر. كان هذا الإحساس يرافقني في الثامنة صباحاً من يوم عطلة، لكن صوت قطرات ماء يتسرب من أنبوب يربط حنفية المطبخ ببقية التمديدات الصحية، أطاح رومانسيتي المستعارة.
لقد وصلنا إلى الحد الذي بات يعامل الإنسان كأي دابة تدب على الأرض دون إعطاء إي اعتبارات للوجود الإنساني ولا للمعاملة الإنسانية التي تليق به والشعور بمعاناته ومأساته.
لا يختلف اثنان أن «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، لكن يبدو أن بلدية صافيتا الحالية لا تؤمن بهذه المسلّمة البسيطة, فهي لا تفوّت فرصة إلا وتؤكد لجميع أبناء المدينة أنها تنتظر وقوع الكارثة حتى تبدأ بالصراخ، متناسية قول نبيّ (جبران): «ويل لأمةٍ لا تصرخ إلا وراء النعش».
تعد ناحية الصور وقراها الواقعة شمال شرق دير الزور بمسافة خمسٍة وخمسين كم على طريق الحسكة، والتي يبلغ عدد سكانها من الفلاحين وأسرهم نحو خمسين ألفاً، وتضم نحو ثلاثين قرية، من أكثر أماكن المنطقة الشرقية تضرراً من الجفاف والتصحر والإهمال والفساد، وخاصة بعد جفاف نهر الخابور منذ سنوات بسبب الاستجرار العشوائي للثروة المائية الباطنية بحفر عشرات الآلاف من الآبار، وقد كانت كما يقال تتمتع بالماء والخضرة والوجه الحسن، وقد هاجر على الأقل نصف السكان إلى الداخل، ويسمون حالياً غجر المنطقة الشرقية، ومن تبقى منهم فقدوا الماء والخضرة وأصبحت وجوههم كالحة بسبب الفقر والجوع والعطش، وأصبحوا عرضة لمختلف الأمراض والجائحات، وما يقدم للبعض منهم من سلال غذائية لا يسمن ولا يغني من جوع، وما يزيد المعاناة ألماً وقسوة هو الإهمال والتلوث بأنواعه.
بعد مرور شهور الغرق في الوحل المشفوع بحلمنا بالشبكات الجديدة والإصلاحات الجديدة, انتظرنا بصبر فرج التجديد ونعمة الحداثة المنفذة بأيدي متعهدين عملوا تحت رعاية البلدية الموقرة، لرعاية مصالح أبناء جرمانا.
فضحت الأمطار الخريفية المتقطعة التي هطلت في الربع الأخير من شهر أيلول على بعض قرى ومناطق ريف دمشق سوء الواقع الخدمي فيها، فقد طافت العديد من شوارعها، وتصدعت معظم طرقاتها المزفتة حديثاً، وانقطعت الكهرباء عن أغلب أحيائها.
شكا أهالي القرى المترامية الأطراف في ريف منطقة منبج لـ«قاسيون» إهمال الحكومة وتجاهلها لهذه المنطقة الهامة، التي كانت يوماً سنداً وداعماً للاقتصاد الوطني بمساهمتها بزراعة القطن والقمح والشوندر السكري، ولكن هذه المنطقة تعاني الآن، كما يعاني الريف السوري بمجمله من الجفاف وتغير المناخ، ويضاف إليه إهمال الحكومة للمشاريع التنموية التي قد تكون بديلاً هاماً عن قصور المطر، وهذا يؤدي إلى خسارة جزء هام من منتوجاتنا الزراعية الاستراتيجية التي تساهم بدورها في تأمين وتعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي.
في نهاية العام 2010 تم حفر وتمديد خط الصرف الصحي في شارع بور سعيد، الجهة الجنوبية، وبعد الانتهاء من التمديد تم ردم الخط بسرعة كبيرة، بواسطة آليات هندسية ولكن دون إشراف هندسي، وكأنه لا يوجد مهندسون في الدائرة.