بلدية صافيتا تنتظر وقوع الكارثة
لا يختلف اثنان أن «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، لكن يبدو أن بلدية صافيتا الحالية لا تؤمن بهذه المسلّمة البسيطة, فهي لا تفوّت فرصة إلا وتؤكد لجميع أبناء المدينة أنها تنتظر وقوع الكارثة حتى تبدأ بالصراخ، متناسية قول نبيّ (جبران): «ويل لأمةٍ لا تصرخ إلا وراء النعش».
إن ما يحدث في الكورنيش الجنوبي لمدينة صافيتا هو خير مثال على القعود بعجز بينما الوبال وشيك، فهناك أخطار كبيرة بحدوث انهيارات في هذه المنطقة بسبب الحفريات غير المدروسة وغير المسؤولة وغير المراقبة المتناثرة هنا وهناك على امتداد الكورنيش، دون أي حراك يذكر من البلدية لتدارك الأمور. وكما هو معلوم فإننا على أبواب الشتاء، والأمطار في صافيتا غزيرة ومستمرة وتتسبب دائماً بسيول وانجرافات وتهدمات في أغلب المواسم الشتوية وينتج عنها خسائر متنوعة. لذلك، والحال على هذا النحو غير المطمئن، فإن هناك أسراً اضطرت لترك منازلها خوفاً من انهيارها عليهم، خصوصاً بعد يأسهم من احتمال تخلي البلدية عن تقاعسها، وهي المنوط بها حماية الناس وتوعيتهم وتقديم الخدمات لهم والدفاع عن مصالحهم..
ونذكّر هنا بقول أفلاطون: «الخير الوحيد الموجود في هذا العالم هو العلم, والشر الوحيد في هذا العالم هو الجهل»..
ومع الأسف الشديد، يبدو أن بلدية صافيتا تجبرنا على التعاطي مع المقطع الأخير من هذا القول الحكيم.