التعليم في قسم العناية المشددة!
لم يعد خافياً على أحد واقع العملية التعليمية التربوية في البلاد التي تتراجع كماً ونوعاً منذ مايقارب عقد من الزمن وصولاً إلى مايشبه الأزمة في الظرف الراهن.
لم يعد خافياً على أحد واقع العملية التعليمية التربوية في البلاد التي تتراجع كماً ونوعاً منذ مايقارب عقد من الزمن وصولاً إلى مايشبه الأزمة في الظرف الراهن.
أصبح الحديث عن الواقع التعليمي في بلادنا أمراً مؤلماً، ويبعث على الكثير من الكآبة والحزن لسببين:
يشير تقرير التنمية البشرية إلى أن تصنيف سورية في التعليم عالمياً انخفض في هذا العام من مرتبة 108 إلى 110على عكس الـــدول المجـــاورة مثل الأردن ولبنان وأوضح التقرير بأن نسبة الأمية بين من تتجاوز أعمارهم 15سنة تتجـــاوز 25 بالمئة، والسؤال: كيف لمجتمع أكثر من ربعه أمي أن يواجه المستقبل وتحدياته وكيف لأجيال أن تواجه المستقبل وهي تقرأ في كتب غير فاعلة ولا تكسب أي مهارة حقيقية؟.
اختارت الأرض ثيابها حيث تعرف الفصول كيف تنتقي الألوان، ورفض الثلج أن يخلع ثوبه، وبقيت العصافير ترفرف سعيدة بريشها، أما الحرباء فوحدها التي نسجت أثوابها على أنوال كثيرة.
أجبرتنا السياسة التعليمية خلال العقود الماضية على إتقان الخوف والرهبة عند كل امتحان، والجميع يبحثون عن أساليب التخويف، شرطي المرور يخافه السائقون، موظف التموين يخافه البائعون، ورجل الجمارك يخشاه المهربون، والمخبرون يتجنب العقلاء أقلامهم السوداء وافتراءاتهم الموحشة، ووزارة التربية تحتار كيف تدخل الخوف إلى قلوب الطلاب. هي نجحت ولاشك في ذلك، ولكنها لم تنجح في خلق متعلمين مبدعين، طلبة يجمعون العلامات عوضاً عن جمع التقانة، وهم في مصيرهم كمن يجمع المال ويكدسه في صناديق مغلقة تتآكل مع الأيام دون أن تضيف للاقتصاد شيئاً.
مع بداية العام الدراسي تتكرر الحكاية... البعض سيأكل البيضة كاملة، والآخرون سترمى القشرة لهم...
تستدعي الضرورة في كل عام وبعد إعلان نتائج الشهادة الثانوية إلى المراجعة فيما آلت إليه الأمور. ومن الواضح أن التعليم في سورية تحول إلى ما يشبه استنبات البندورة في البيوت البلاستيكية، النمو بالهرمون والسقاية بالتنقيط، والنتيجة حبات من البندورة، قياسية الحجم، مقاومة للصدمات، نضرة في شكلها ولونها ولكن لا طعم لها ولا رائحة.
تلقت «قاسيون» الرسالة الألكترونية التالية من أحد طلاب البكالوريا في حمص، جاء فيها:
■ طلاب يلجأون إلى عالم آخر.. دون دروس...
■ محاولتا انتحار سجلهما مشفى المجتهد...
■ جامعات خاصة للقادرين مادياً «والفاشلين دراسيا» سيساهم في خفض المستوى العلمي وسيعمل على زيادة التناقضات الحدية بين طبقات المجتمع وخاصة على حساب الفئات المتوسطة المسحوقة أصلاً..