حول المناهج التعليمية بين طلاسم ثقافة الكاوبوي.. ويوسف العظمة!

يشير تقرير التنمية البشرية إلى أن تصنيف سورية في التعليم عالمياً انخفض في هذا العام من مرتبة 108 إلى 110على عكس الـــدول المجـــاورة مثل الأردن ولبنان وأوضح التقرير بأن نسبة الأمية بين من تتجاوز أعمارهم 15سنة تتجـــاوز 25 بالمئة، والسؤال: كيف لمجتمع أكثر من ربعه أمي أن يواجه المستقبل وتحدياته وكيف لأجيال أن تواجه المستقبل وهي تقرأ في كتب غير فاعلة ولا تكسب أي مهارة حقيقية؟.

جهابذة التخطيط الفاشل

إن المناهج الدراسية ليست وحدها التي تحتاج إلى تطوير وتغيير بل المدارس جميعها بحاجة إلى تجديد قبل كل شيء آخر، فالمدارس أصبحت تفتقر إلى أبسط المتطلبات كالمقعد النظيف والجدران النظيفة والمقاعد والطاولات التي تتناسب مع أعداد الطلبة، واليوم أينما ذهبت تصادفك مدارس أصبحت كالسجون، الطلاب مكتظون في الباحات و مكدسون في الصفوف فوق بعضهم، وجدران لا تعرف لها لوناً، ونوافذ مكسورة، وأشباه أبواب وحمامات تزكم الأنوف، وكتب ودفاتر في دروج مكسورة بائسة، ومدرس صف وصل إلى المدرسة من دوامه الثاني وربما الثالث، ولو كانت الوزارة وإدراة أي مدرسة في قطرنا ركزت على تحسين الصف والمدرسة كما تهتم باللباس الموحد، لكنا وصلنا إلى المريخ قبل المسبار، ويقومون بتفتيش الطلاب للتأكد من التزامهم باللباس الموحد، ومهمة العديد من الإدارات المدرسية تنحصر في هذا فقط، علماً أن من فرض هذا اللباس الموحد لم يلزم به أولاده لأنهم يتعلمون في مدارس هاي لايف ليس فيها أي موحدات، وليس من مهمتنا نحن المعترين تصريف فوائض السوق من الأقمشة الكاسدة ذات الألون القادمة من زمن آخر ولكوكب آخر.

ثم تأتي عملية التقسيم الجديد للمراحل الدراسية إلى مرحلتين أساسيتين وذلك عبر الصف الرابع وليس السادس كما كان سابقاً، لتثبت فشلها الذريع ككل التجارب التي يطبقونها علينا نحن فئران التجارب الحكومية الفقراء لأننا لا نستحق أن يؤخذ برأينا في أي أمر على اعتبارنا قاصرين عقلياً ومعاقين فكرياً أمام جهابذة التخطيط الفاشل.

مدرس محترف في جميع المواد

ويأتي ضمن الإطار ذاته تغيير وتبديل المناهج على مستوى واسع، وإدخال اللغة الإنكليزية والفرنسية من بداية التعليم الأساسي مما سبب مشاكل عديدة لا تحصى فالأكثرية الساحقة من هؤلاء الطلبة الصغار لا يعلمون ماذا يفعلون تجاه كل هذه الصعوبات، ومن المعروف أن المناهج أصبحت أكثر صعوبة و لم تقم الوزارة بتدريب المعلمين على ما تم تجديده من مناهج بشكل فعال لذا لم تعد المعلومة تصل للطالب عبر المدرسة بل أصبح الموضوع برمته يتعلق بالاجتهاد الشخصي أو مساعدة الأهل في البيت وكأن مهمة المدرسة الآن حبس الطالب في تلك الصفوف البائسة لحين عودة أهله الذين أضيف إلى مهماتهم العائلية مهمة مدرس محترف في جميع المواد.

أين تكمن أولويات وزارة التربية

ولا ننسى انقراض الدروس العملية سواء دروس العلوم التي تحتاج إلى مخابر أو حتى دروس الموسيقا والرياضة والرسم التي تساعد الطفل على كسب بعض المهارات والهوايات الجديدة. ونعلم الحالة المزرية التي وصلت إليها مدارسنا من حيث قلة الموارد التي تصرف لتنشئة جيل يفترض أن يكون متنوع الثقافة والعلوم، فأين غرف الرياضة في المدارس وقاعات الموسيقا و المرسم،  لقد تحولت هذه الحصص إلى حصص فراغ في غالبية المدارس. هل يعقل أن نربي أجيالاً كاملة بهذه الطريقة البدائية، جيل لا يفقه شيئاً عن الفن والرياضة والموسيقا وإذا لم تكن هذه من الأولويات كما يدعون فدعونا نعرف أين تكمن أولوياتهم إن لم تكن في التعليم وفي التربية وفي تنمية الهوايات. 

إن تطوير مناهجنا ضرورة تفرضها التطورات السريعة للعلم في العالم الذي يسير بخطوات عملاقة مقارنة مع رؤانا السلحفاتية. 

لا أحب الذهاب إلى المدرسة

حسان في الصف الخامس ولا يعرف القراءة والكتابة وأبسط العمليات الحسابية ولا يعرف حتى بعض الأحرف الأبجدية ويجيب بخجل: «لا أحب الذهاب إلى المدرسة لأنني أخجل من المعلمة وزملائي ولا أستوعب ما تقوله المعلمة في الصف لأنه صعب وغير مفهوم بالنسبة لي، والمديرة تهددني بالرسوب دوماً».

وبدل أن تقوم المدرسة بمساعدة حسان وإعطائه وظائف تتناسب مع مشكلته في التعلم، ليتحسن مع الوقت، فهو منبوذ ومهدد دائماً بالرسوب. 

عمر يعاني من صعوبات التعلم في جميع المواد وخاصة الحفظ فهو في الصف الثاني ويفهم كل ما تشرحه المعلمة في الصف لكن فهم فقط، ويرى بأن المدرسة تطالبه فقط بالدفاتر النظيفة والكتب والملابس النظامية قبل العلم، والمطلوب من أهله إنقاذه وإلا فمصيره الرسوب أي على الأهل تعليم ابنهم في البيت، لأن المدرسة لا تستطيع تأمين ذلك له، فهي تقوم بدور التربية وعلى الأهل التدريس. 

طلاسم!

وليد في الصف الأول يكره الاستيقاظ صباحاً والذهاب إلى المدرسة، والحروف الأبجدية عنده طلاسم ولا يفهم ما يدور في الصف علماً أنه يجيد تشغيل الكمبيوتر والدخول إلى البرامج الملحقة لفتح أي لعبة في الكمبيوتر. 

ويجيد الإجابة على العديد من الأسئلة في المنزل لكنه يخجل في الصف فهو يخاف ويتلعثم. 

إسراء في الصف الثالث تعاني من مشاكل في الرياضيات وكذلك العربي وينطبق ذلك على إخوتها علاء في الصف الأول ومحمود في الصف السادس، الذي يعاني صعوبة أكبر في مادة الرياضيات ولا يجد من يساعده في تجاوز المشكلة، وتضيف إسراء لو كان هناك تركيز أكثر على الحاضر في مناهجنا بدلاً من الدروس التي تتحدث دوماً عن الماضي المجيد لوجد الطالب سهولة أكبر في حفظ وفهم المعلومات التي ترده وهي تستغرب منعها استخدام الآلة الحاسبة في دروس ومذاكرات الرياضيات فهي غالبا ترسب فيها لأنها تضيع في الأرقام الكبيرة في الضرب والقسمة وكأنها عقوبة تعذيب للطالب.

فكيف له أن يعرف الحمار

زهير  لايزال في الروضة، انطوائي يخاف وهو كأقرانه يعاني من صعوبات في التعلم فهو لم يدخل حديقة عامة قبل دخول المدرسة ولا حديقة للحيوانات والألعاب ويبدو ما يتعلمه في الروضة غريباً عليه لأنه نظري فكيف له أن يعرف الحمار مثلاً وهو لم يره ولا مرة.

وأحمد الذي يعمل في السوق بائعا للأكياس يقول بأنه مهما درس وحصل من الشهادات فلن يتقاضى مثلما يتقاضى الآن في السوق لذلك فهو ينصح أصدقاءه في الحارة بالعمل معه ودخل أحمد الشهري ابن العشرة أعوام يتجاوز ضعف راتب والده. 

جودي ابنة مدرسة لغة فرنسية، ووالدها أستاذ في جامعة دمشق، لديها عجز كامل في حفظ جدول الضرب والمسائل الرياضية رغم أنها في الصف الخامس، لا تستطيع قراءة قصة بسيطة، لديها تقصير في أغلب المواد، المدرسة الخاصة تساعد جودي في النجاح كل سنة لكن من ينقذ جودي في الشهادة، إنها مشكلات آلاف الطلاب الذين يتعلمون في المدارس الخاصة. 

الجمعة والسبت أجمل أيام الأسبوع

آلاء ومحمد توأمان في الصف الرابع يعتقدان أن يومي الجمعة والسبت هما أجمل أيام الأسبوع، لأنها عطلة للخلاص من ضغط الوظائف والحفظ، ولديهما مشكلة حقيقة في الرياضيات وباقي المواد ليست أفضل حالاً. 

عماد في الصف التاسع ورغم تسجيله في دورات تقوية في أغلب المواد، إلا أنه يجد صعوبة كبيرة في تطبيق ما يحفظه، يقول عماد:« لا أدري ما فائدة نظرية الهندسة وحفظها إذا كان ليس بإمكاني تطبيقها على أي مسألة هندسية، وكذلك قوانين الفيزياء ومعادلات الكيمياء، هذه ليست مشكلتي أنا وحدي بل مشكلة جميع الطلاب فنحن نحفظ ونذهب للامتحان دون فهم ما نقرأ لأننا نقرأ للامتحان فقط، وعلى ما يبدو هكذا صممت مناهجنا. 

ولا أدري لماذا الاستمرار في هذا الأسلوب رغم ثبات فشله فعندنا الطالب يصل لشهادة البكالوريا منهك القوى، وهذا حال أغلب الطلاب وخاصة أصحاب الاجتهاد المتوسط الذين يعيدون البكالوريا، ولأننا نعتمد على الحفظ فإذا خانتنا الذاكرة في الامتحان ونسينا إجابة ضاعت السنة الدراسية وأصبحت الإعادة أمراً حتمياً. 

عصام في الصف الرابع متفوق دراسياً وهو من الرواد على مستوى مدرسته في مادة الرياضيات يتحدث عن الأسلوب الممل في تدريس مادة القراء ة فهي تخلو من أي متعة وكذلك مادة الديانة، ويشكو من الكثافة في المعلومات والحفظ قائلاً: »وكأننا طلاب جامعة، حيث يطلب منا حفظ عشرات الكلمات للامتحان والآيات صعبة وطويلة لا تناسب أعمارنا نحن طلاب الصف الرابع، وفي الرياضيات صادفتني مشكلة تمثيل الكسر على مستقيم لكني تجاوزتها بمساعدة من والدي ولكن هذه المشكلة الطلاب في صفي يعانون منها واللغة لفرنسية والإنكليزية هي مشكلة جميع الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي. 

ممنوع دخول المكتبة

هلا في الصف الخامس تعاني صعوبات كبيرة في المواد الحفظية ولاسيما جدول الضرب واللغة الفرنسية وكذلك الديانة وهي تقول: «أتمنى لو تم إعفاء الطلاب منها حتى السادس فهي مادة كبيرة ولا أدري لماذا يطلب مني حفظ كل هذه الآيات، أما لماذا لا يهتمون بدروس الموسيقا والرياضة وحتى الرسم فلا أدري، وفي مدرستنا يحذفون بعض العلامات من هذه المواد لأجل الترتيب النهائي في الصف كما يحرموننا من دخول المكتبة الموجودة في مدرستنا وكذلك قاعة الكمبيوتر».

سمكة قرش تتحول إلى دلفين

كيف للوزارة السكوت على كل هذه الحقائق وتصوير العملية التعليمية وكأنها تسير في الاتجاه الصحيح ورغم تغيير بعض الكتب المدرسية والحذف والإضافات إلا أن الأمور لم تسر نحو الأفضل فالمفهوم العام لم يتغير وظلت ميسون تساعد أمها في المنزل وراح رامز ليساعد والده في الأرض أو المعمل وهناك إحصائية أشارت إلى وجود نسبة أكثر من 70% من الصور الواردة في الكتب المدرسية هي صور للرجال ونسبة 30% من النساء فقط أكثريتهم من المحجبات، مما يدل على التوجه الديني الواضح خلاف ما كان سابقاً، بالإضافة إلى أخطاء علمية متكررة في أكثر من مادة دراسية حيث نرى صورة لسمكة قرش مكتوب عليها دلفين وكأن الأطفال لا يشاهدون أفلام الأطفال ولا يدركون الفرق بين الأسماك والثدييات.

تخيلوا الأرقام الحقيقية الآن

 إن تطوير مناهجنا وتغييرها وتجديدها هي مهمة صعبة ومعقدة تحتاج إلى رؤية عميقة يتدخل في صياغتها المجتمع بأسره، بتقديم المقترحات التي تساعد اللجان التي تتابع كل الملاحظات التي من شأنها أن تساعد على الوصول إلى الحل الأمثل، إن الأهالي المتضررين من هذه المناهج باستطاعتهم إبداء الرأي وبالتعاون مع المختصين نستطيع تطوير المناهج بطريقة علمية وعصرية عبر إعادة النظر في العملية التعليمية برمتها دون أن ننسى تضمين جميع الأطفال فيها  بحيث لا يبقى طفل خارج هذه العملية. فالأرقام المعترف بها من قبل وزارة التربية حول التسرب من التعليم الأساسي مفزعة، فهي تتجاوز 66ألف متسرب والواقــع أكثر بكثير لأن هذه الأرقام تعتمد على الإحصائيات السابقة التي تعتبر التعليم الأساسي حتى الصف السادس فقط وليس إلى الصف التاسع فتخيلوا الأرقام الحقيقية الآن. 

إبقاء مجانية التعليم وإلزاميته مهما كلف الأمر

وما يجب البدء به فعلا هو تحسين أوضاع المدارس الموجودة وفق متطلبات العصر بالإضافة إلى بناء مدارس جديدة لاسيما في القرى البعيدة التي على أطفالها قطع كيلومترات للوصول إلى اقرب مدرسة وفي المناطق المكتظة بالسكان ويدل عليها وجود أكثر من دوام في المدرسة، وإعادة الاعتبار للمعلم وتحسين حياته المعاشية والاهتمام والعناية بحصص الرسم والموسيقا والرياضة والمخابر وتأمين ما يلزم من صالات ومراسم وملاعب مع إبقاء مجانية التعليم وإلزاميته مها كلف الأمر. 

صقور واشنطن رصدوا 145 مليون دولار للإسراع بمحاولات اختراق العقل العربي

باول يقول «نأمل أن نستطيع التأثير عليها»

عبر وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) عن الهجمة الجديدة التي يجب أن يتأهب لها العالم العربي بالقول خلال مقابلة صحفية: «إنني مع احترامي لتقاليد دول المنطقة (العربية)! فعليها أن تعيد النظر في تقاليدها وممارساتها بهدف معرفة ما إذا كان التغيير ممكنًا». وأضاف باول: «بالنسبة إلى الدول الصديقة لنا في المنطقة، كل واحدة لها نظامها الخاص، وكل واحدة عليها أن تحكم بنفسها ما إذا كانت تريد أن تتغير، ومدى السرعة التي ستتغير بها، ونأمل أن نستطيع التأثير عليها من حيث كيف يتحقق التغيير».

جهود تغيير نظم التعليم!!!!!

ومما يؤكد أن الإدارة الأمريكية عازمة على تحقيق سيطرتها الثقافية على المنطقة ما اعترف به آخر تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول تلقي بلدان في منطقة الشرق الأوسط في عام 2002 وحده 29 مليون دولار من أجل ما أسماه «جهود تغيير نظم التعليم»، وفي عام 2003 وصل الإنفاق الأمريكي في نفس الإطار إلى ثلاثة أضعاف حيث قفز إلى 90 مليون دولار!! ومن المتوقع أن يشهد العام الجديد 2004 زيادة كبيرة في المبالغ المخصصة لتغيير التعليم في المنطقة، حيث طالبت الإدارة الأمريكية الحالية الكونجرس بتخصيص 145مليـــون دولار فـــي ميـــزانيـــة 2004 ومن الواضح أن هذه الميزانية ليست لتطوير التعليم بل لتغييره وفق الإرادة الأمريكية.

نزع روح المقاومة

ولا يغيب الحضور القوي للكيان الصهيوني في الأبواب الخلفية الضاغطة باتجاه تعديل المناهج التعليمية بما يخدم توجهات الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة، ونزع روح المقاومة، وهناك من التقارير المنشورة ما يشير إلى اهتمام صهيوني كبير برصد مناهجنا التعليمية وتحديد المحاور التي تحتاج -وفق النظرة الصهيونية- إلى تعديل.

إن مناهج التعليم تحتاج لتعديل برؤية وطنية أصيلة بعيدًا عن المخططات والأولويات الأمريكية.

الطريقة الأمريكية في المنهجة التخريبية

إن حياة المجتمعات الحديثة في سياستها وسلمها وجدها ولهوها منظمة تنظيماً علمياً منضبطاً ودقيقاً وآن الآوان لكي نعترف بشجاعة وحزم بأن عصر التلقائية والعشوائية قد ولى وأن النظرة العلمية وحدها السبيل لدخولنا إلى القرن الواحد والعشرين، دخولا ليس على الطريقة الأمريكية وإنما على طريقتنا الخاصة، حفاظا على هويتنا الوطنية وتوجهاتنا المستقلة.

 إن التغييرات التي تنبع من خصوصيتنا الوطنية لا من أوامر خارجية، تقتضي احترام ماضينا وتراثنا الحضاري واحترام التراث العالمي والإنساني، وإذا كانت مناهجنا الحالية تحتاج إلى تطوير، فهذا يتطلب أن تبنى على الصدق والعلم وإزاحة جميع العقبات والخرافات التي تقف عائقاً، وتعريف أطفالنا ليس بماضيهم فقط بل وبحاضرهم أيضا حيث أنه ليس من المعقول ألا يعرف الطفل السوري من هو يوسف العظمة وفرج الله الحلو وناجي العلي وسعد الله ونوس وعبد الرحمن منيف ومارسيل خليفة وزياد الرحباني وفيروز.

■ ابراهيم نمر وعروب المصري

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.