حول المرجعية الفكرية للموضوعات البرنامجية
في كتابهما المشترك «لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية»، أكد كل من ماركس وأنجلز أن نظريتهما العلمية لتحليل المجتمع والتاريخ، والطبيعة، كي تكون علمية حقاً، وللحؤول دون تحولها إلى أيديولوجية شأنها شأن بقية الإيديولوجيات، عليها بعد كل اكتشافات هامة في التاريخ والمجتمع، أو على مستوى العلوم الطبيعية، إعادة النظر ببعض الخلاصات والمسلمات التي توصلت إليها ضمن معطيات سابقة، وقد ألحا على هذه المسألة كثيراً، وطبقا هذا النهج في حياتهما، ومن يراجع تاريخ الاشتراكية العلمية، يجد أن هذه الرؤية العلمية والأسس التي استندت إليها شهدت إعادة صياغات بصورة دائمة، بدءاً من مخطوطات عام (1844)، مروراً بالبيان الشيوعي، وانتهاءً بوثيقة «نقد برنامج غوتا» التي شكلت أهم وآخر وأكمل صياغة للرؤية الاشتراكية العلمية.