ألا يحق للشيوعيين أن يكون لهم برنامج نضالي؟
في البدء، يجب الاعتراف بأهمية القرار الصادر عن مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بطرح مشروع الموضوعات البرامجية للنقاش العام، فهذه الجرأة تؤكد مدى الجدية في التوجه إلى أوسع الجماهير الشعبية على نطاق الوطن، وبالتالي إعطاء الحق لكل مواطن بغض النظر عن انتماءاته السياسية، أن يبدي رأيه بكل حرية، لكي نفعّل هذه الموضوعات قبل إقرارها في الاجتماع الوطني التاسع لوحدة الشيوعيين السوريين.
لذلك يجب النظر إلى الموضوعات من حيث كونها سلاحاً بيد الشيوعيين وأصدقائهم وجماهيرهم تساعدهم بتنفيذ مهامهم المباشرة الملحة والعامة. لذلك لا أرى فائدة بتغيير شكل جملة معينة أو تعبير لفقرة ما، فهذا من شأن لجان صياغة معينة، أما نحن فيجب أن نتعاطى مع أهمية الموضوعات بالعمق، وأن نعتمدها في عملنا اليومي تماشياً مع دورنا الطبقي والوطني، وإلا كيف نستطيع أن نستعيد الدور الوظيفي والتاريخي للشيوعيين السوريين دون العمل الدؤوب بين الجماهير، ودون أن نكون في الخندق المتقدم لكي نكسب ثقتها بنا؟ هذا النضال لاستعادة الدور الوظيفي والتاريخي للحزب طريق أساس لوحدة الشيوعيين السوريين، أي أن يتعمد الجميع في النضال الوطني والمطلبي والطبقي لشعبنا، وبالتالي تتقلص الخلافات والفوارق بين الشيوعيين من خلال هذا العمل، فتصبح الوحدة واقعاً ملموساً.
اللافت أن بعض شيوعيي الفصائل المصابين بقصور النظر والبعد عن الجماهير بدؤوا يطرحون قضية أحقية اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بطرح مشروع الموضوعات البرامجية، ويقولون إن هذا يتنافى مع وحدة الشيوعيين السوريين، ويتباكون قائلين إنه يجب دراسة وتوحيد البرامج للأحزاب الثلاثة. وهم بذلك يؤكدون بأن الفصائل هي أحزاب ذات شخصيات اعتبارية كاملة.. وهذا مؤسف، ودموع هؤلاء كدموع التماسيح!! يجب الاعتراف بأن الحركة الشيوعية في سورية ممزقة ومبعثرة والحزب الشيوعي الذي سيلعب الدور الوظيفي والتاريخي هو من سيأخذ اعترافه من الطبقة العاملة والشعب السوري، وليس من اعتبارات أخرى أو من أحد آخر.
إن الموضوعات المطروحة للنقاش تؤكد أحقية اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وجديتها في استعادة الدور الوظيفي والتاريخي، وخصوصاً من ذلك من خلال دعوتها آلاف الشيوعيين السوريين وأصدقائهم ومؤيديهم للمشاركة في الحوار وصولاً لتوحيد النضال اليومي، الطبقي والوطني والديمقراطي.
إن الموضوعات تؤكد إعادة الاعتبار لمنظومة الأخلاق الشيوعية في العمل بين الجماهير، وبالعودة إلى جريدة قاسيون أو الموقع الإلكتروني يستطيع القارئ ببساطة أن يرى مدى التفاعل بين كوادر الشيوعيين السوريين في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وبين جماهير شعبنا.
لقد تحولت قاسيون ببساطة، إلى ناطق حقيقي باسم الجماهير المسحوقة من عمال وفلاحين ومثقفين، وذلك بحكم العمل التحتي في المجتمع وبين الناس.
إن مرجعيتنا الفكرية الماركسية، والإرث المجيد للشيوعيين السوريين، يلحان علينا بالتفاعل مع هذه الموضوعات، وإيجاد أفضل السبل للعمل من أجل كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.