صالح علماني.. ثروة وطنية يجب تأميمها
عرضت «الجزيرة الوثائقية» فيلماً عن المترجم الفلسطيني صالح علماني، من إعداد وسيناريو علي الكردي وإخراج الفوز طنجور. تناول الفيلم شخصية صالح علماني عبر ثلاثة محاور هي: البحث عن الطفولة، البحث عن الذات، الحياة ـ الترجمة.
في القسم الأول ذهبت الكاميرا مع الترجمان الشهير إلى بيت الأهل الضائع في مخيم حمص، والذي لم يعد يعرف له مكان، وتحدث صالح عن ذكريات الطفولة القاسية في ذلك المكان. أما في القسم الثاني فتركز الحديث على سفره إلى إسبانيا حيث ذهب لدراسة الطب وتركه بعد سنتين، ثم توجهه لدراسة الصحافة التي عافها بعد سنة واحدة، ليعود دون شهادة لكن مسكوناً بلغة سرفانتس التي سيكون ممثلها الأول في الثقافة العربية، عبر الترجمات الكثيرة التي سيعمل عليها منذ ذلك الوقت، وحتى يومنا الحاضر، والتي بلغت حتى هذا التاريخ واحداً وتسعين كتاباً.
في الفيلم يروي الشاعر أحمد دحبور حكاية عن صدور مختارات إسبانية للشاعر رفائيل البرتي، وطلب محمود درويش ترجمة البعض منها لمجلة «شؤون فلسطينية» حيث قام دحبور بتكليف صالح الذي أنجز الترجمة وأرسلها، فما كان من درويش إلا أن اتصل بدحبور ليسأله عن هذا المترجم المبدع، ويصفه بإعجاب كبير: «هذا الرجل ثروة وطنية يجب تأميمها».
يتحدث صالح عن أصدقائه، وعن بيته، وعن شريكة حياته نادية خليل التي يدين لها بالفضل الكبير في عمله، حيث يقول: «لولا نادية لما كنت لأنجز هذا العمل كله». ثم يتحدث عن البيت والحارة..
الفيلم يقدّم، بلغة بصرية مدهشة، مادة توثيقية في غاية الأهمية عن رجل كرّس نفسه لخدمة الثقافة العربية.