البيروقراطية والروتين وعذابات المواطنين
كانت البيروقراطية أو الدواوينية ومازالت تشكل سمة للدولة نشأت مع نشوء الدولة الحديثة المعززة بجيش ضخم من الموظفين ورجال الإدارة ذوي الاختصاص بالمهام الموكلة إليهم، أو سياسيين، كانوا شريحة مؤثرة ذات نفوذ في الدولة وقراراتها السياسية، وإذا ألقينا نظرة فاحصة على عمل الحكومات اليوم فإننا وبسهولة نرى مفاعيل البيروقراطية دون عناء يذكر، فإذا كانت فيها بعض الإيجابيات إلا أنها لا تخلو من السلبيات العديدة أيضا، والتي من أهمها إهمالها للجانب الإنساني في التعامل مع الموظف أو العامل وتعامل هذا الموظف والعامل مع المواطنين والمراجعين لدوائر الدولة لانجاز معاملة ما ،وتركز السلطة على فئة قليلة من المستويات العليا، و تقتل الروح الإبداعية والتجديد وروح المبادرة ، وغير قادرة على تصحيح سلوكها عن طريق إدراك ألأخطاء السابقة، إذ أن القواعد التي تعتمد عليها البيروقراطية غالبا ما يستخدمها الأفراد لتحقيق أغراضهم الشخصية أضف إلى كل ذلك البطء في اتخاذ القرارات والعزوف عن اللجوء إلى التجارب، كما يتحول أعضاء (البيروقراطية) إلى طائفة تحتكر العمل الحكومي من أجل مصلحتها الخاصة، ويتحول عملها إلى غاية في حد ذاته.