من مرج حلكو إلى رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي العطري:

مرج حلكو واحد من أحياء أحزمة الفقر، وهو ضمن المخطط التنظيمي لمدينة القامشلي منذ عام 1961 ومفرز كمقاسم من قبل بلدية القامشلي منذ عام 1979، ورغم ذلك فهو يفتقر إلى الكثير من الخدمات الحياتية التي باتت متوفرة حتى في جبال تورا بورا ..

أخاطبك عبر الفضاء الالكتروني بعد أن سدت في وجه أبناء الحي و- أنا منهم- كل الأبواب، ومن فتح بابه، فتح جيبه أيضا إلا من رحم ربي، ولما كنا عاجزين عن ملء الجيوب فإن مطاليبنا بقيت مؤجلة، وإذا تجاوب معنا واحد من عباد الله الصالحين، وتكرّم علينا بتوقيعه الكريم (وهم أقل مما تتصور) في مستنقع البيروقراطية والفساد المسمى بالبلدية، خرج إلينا آخر ليجهض فرحتنا إما بدفن الموافقة في أدراج البلدية، أو بتقديم حجج وأعذار يعجز إبليس عن فك رموزها وطلا سمها! لتكون النتيجة عدم التنفيذ.. القصة تطول يا دولة الرئيس.... ولكي يكون المشهد واضحا لمقامكم أختصر وأقول :
المشكلة أن منسوب الحي منخفض بالنسبة للأحياء الأخرى من المدينة، وبالتالي يصبح الحي في فصل الشتاء مستنقعا للمياه، وياليتها كانت مياه الأمطار فقط، بل هي مياه شبكة الصرف الصحي المهترئة بعد انتهاء عمرها الفني، وتجمع المياه يهدد الدور السكنية بالسقوط، وهو ماحدث فعلا (تهدم دار في شتاء عام 2004 ودارين في شتاء عام 2006).. وهنا تبدأ حكايتنا مع شياطين البيروقراطية، وعفاريت الفساد، وهي التي دفعتني لمخاطبتكم عبر الشبكة العنكبوتية فشتاء هذا العام على مايبدو لايرحم، والبلدية لاترحم، متمنيا أن تكون من أهل الرحمة لأحسّ ويحسّ معي أبناء الحي بأنه مازال هناك حكومة في هذا الوطن، الإحساس الذي نفتقده مع كل زخّة مطر...... وعلى كل حال وبالمختصر المفيد، منذ ثلاث سنوات، وكاتب هذه السطور مع بعض أبناء الحي ضيف دائم على البلدية لتتكرم علينا البلدية العتيدة بردم شوارع الحي بالأتربة، نعم الأتربة ولا شيء غير الأتربة (الله وكيلك)، وعدة فوهات مطرية في مداخل الحي، وبعد مناشدات وعدة مقالات في الصحافة الالكترونية والورقية، وتدخّل من بقي نظيف اليد والضمير في المكتب التنفيذي بالمحافظة، خصص المكتب مليون ليرة لردم شوارع الحي بالأتربة، وذلك عن طريق البلدية، وبالفعل بدأت البلدية بالعمل ووجه رئيس المجلس البلدي المتعهد بحضور كاتب هذه السطور بتنفيذ العقد بناء على اقتراحات أهالي الحي باعتبارهم المعنيين بالأمر، والمتضررين المباشرين، ولكن المتعهد لم يسمع صوت أبناء الحي، لأن مدير الدائرة الفنية في البلدية المسؤول المباشر عنه وجهه بذلك، وما كان منا إلا مراجعة رئيس البلدية، وتبليغه بالأمر فقام الرجل باستدعاء رئيس الدائرة الفنية المهندس يعقوب جاجان (رئيس دائرة فنية سابقا أقيل من موقعه بعد فضيحة فساد، وأعيد فيما بعد إلى نفس الموقع بقدرة من؟ لا أعرف)، وقام بزيارة إلى الحي ليرى الواقع، وأمام إصرار رئيس المجلس على تنفيذ العقد بناء على طلب أهالي الحي، تدخل رئيس الدائرة الفنية مرة أخرى واستطاع بأسلوب ما إقناع رئيس البلدية برأيه، ولا أدري كيف، على ما يبدو للمسؤولين طريقتهم الخاصة بالتفاهم لا يفهمها (أبناء العتيقة) من أمثال أبناء هذا الحي المنكوب، وقبلنا ذلك مقابل وعد بفرش الحي ببقايا المقالع، والحجر المكسر بدل الأتربة مع أول عقد للبلدية، وبالفعل كلف رئيس المجلس مشكورا أحد الفنيين بوضع دراسة، وهو ماكان، ومرت الأيام وجاء العقد المنتظر، وراجعنا رئيس المجلس وزودنا بكتاب إلى رئيس الدائرة الفنية سابق الذكر بتنفيذ حاجة مرج حلكو، ومرة أخرى أبى رئيس الدائرة الفنية أن ينفّذ، وهذه المرة بحجة، وجود أحياء أوضاعها أكثر إلحاحا يجب تنفيذها بناء على توجيه السيد المحافظ (حسب زعمه)، مضيفا إليها فتوى جديدة ) ها الحارة لازم تخرب) يقصد مرج حلكو.... لاتهمني هنا وقاحة المهندس المذكور، فقد تعوّد عليها كل من راجع البلدية، باستثناء من يدفع له طبعا، ولكن ما يهمني هو أن أبلغ سيادتك باعتبارك المسؤول المباشر عن السلطة التنفيذية بأن هذه الرسالة هي بمثابة شكوى على المدعو يعقوب جاجان المعرقل الأول لتخديم الحي مخالفا بذلك كتاب وأكثر من توجيه شفوي لرئيس البلدية، ناهيك عن تجاوزه لشرف المهنة والإهمال المتعمّد لمصالح المواطنين  تلك المصالح التي من المفروض أن تكون حريصا عليها، وتعاقب من يضر بها، وما أكثر أمثال يعقوب جاجان في هذه البلاد يا دولة الرئيس!!!