مراسل قاسيون - حلب مراسل قاسيون - حلب

في ندوة حلب الفساد والنهب والبيروقراطية..أخطار تهدد بتدميرالبلاد

بدعوة من لجنة محافظة حلب لوحدة الشيوعيين السوريين، ألقى الرفيق رياض اخضير محاضرة تحت عنوان «ماذا عن شعار الحكومة والعمال فريق عمل واحد» وذلك في يوم الجمعة 17/3/2006 في مقر اللجنة المنطقية في حي الجميلية بحلب.

وبعد أن رحب مدير الندوة الرفيق سليم اليوسف بالرفاق والأصدقاء الحضور ألقى الرفيق رياض اخضير محاضرته التي اعتبر فيها منذ البداية أنه لكي نفهم زيف هذا الشعار علينا العودة إلى المفاهيم التي بني عليها هذا الشعار، وأهم مفهوم بني عليه هو مفهوم الحق البرجوازي ورأى أنه في المجتمعات التي تتسم بوجود قطاع عام واسع يبقى مفهوم الحق البرجوازي هو الذي يحكم المجتمع.

ورأى الرفيق رياض اخضير أن الدولة تحتاج على الدوام إلى رقابة صارمة ودائمة من المنتجين، وأن أخطر ما يعتري الدولة التي تمتلك قطاعاً عاماً واسعاً هو ما أسماه ماركس بـ «مأساة التعيين المراتبي»، وقد أثبتت الحياة فشل الاعتماد على رقابة الموظفين، فالموظف عندما تتهدد مصالحه الفردية يكف عن ملاحقة الفاسدين، لا بل يشاركهم في غنائمهم، وأنه لا بديل عن الرقابة الشعبية.

ورأى أنه من الضرورة بمكان أننا إذا أردنا أن نحارب الفساد، أن نبتكر الآليات الكفيلة بمحاربته، ومن البدهي أنه لا يمكن الاعتماد على القرارات الفوقية حتى وإن وجدت الرغبة الصادقة ففي نهاية الأمر فالفاسد لا يعين إلا فاسدا والمتسلط لا يعين إلا متسلطاً....

وعندما قارب الرفيق رياض اخضير وضع القطاع العام في سورية وجد أنه في البداية تحت شعار هيبة الإدارة ، وضعت حواجز بين العمال و الإدارة، ومن ثم إلى نشوء مصالح خاصة للإدارة، وقد مكن التعيين المراتبي الإدارة في النهاية من  التحكم بتوزيع الخيرات المادية، وقد نشرت البيروقراطية الفساد والتسلط عن قصد وعمد للجم الطبقة العاملة والكادحين وإخضاعهم، وفي المحصلة تكونت في أجهزة الدولة فئة بيروقراطية متخمة مالياً ومعزولة عن المجتمع، ومصالحها متناقضة مع المصالح الوطنية العليا للدولة السورية، وهم يحاولون الآن تدمير الدولة بعد أن استنفذوا خيراتها طيلة العقود الماضية، ولعل نموذج عبد الحليم خدام يمثل أوضح مثال على هؤلاء الأوغاد الخونة.

وبعد أن أنهى الرفيق رياض اخضير محاضرته فتح مدير الندوة المجال لمداخلات الحضور، ومن أهم ما جاء في هذه المداخلات:

الشيخ محمد منلا غزيل: شكر الشيوعيين في حلب على دعوته، وأثنى على ما جاء في المحاضرة وخاصة تعاملها مع الدين واستشهادها بالقرآن، وأكد على ضرورة الحوار بين جميع فئات المجتمع.

الأستاذ أحمد الريس: وجد أن الماركسية بطبيعتها قد وضعت حقوق الإنسان وحريته في المقام الأول، فالمحاضرة رغم إنها قد تبدو نظرية تتحدث عن الاقتصاد والقطاع العام إلا إنها تربط الاقتصاد بمصالح الناس وحقوقهم وحريتهم، ولا تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل مجرد.

الرفيق مصطفى الصباهي: قال بضرورة الاستفادة من التجربة الاشتراكية السابقة، وضرورة عدم الوقوع في فخ تحول سلطة الكادحين إلى ديكتاتوريات فردية.

السيدة سهيلة رحال: ركزت في حديثها على ضرورة تبني الخيار الديمقراطي في بناء الاشتراكية، ورأت أنه لا يمكن الفصل بين الاشتراكية والديمقراطية، فالإنسان هو أعلى قيمة في الوجود وما يقرره الإنسان هو الصحيح.

الرفيق هاشم مستو: رأى أنه على الشيوعيين السوريين أن يفكروا بالقضايا الملموسة التي تعترض أداءهم السياسي وخاصة تذليل الأخطار التي يتعرض لها وطنهم، وأن أخطر قضية داخلية تواجههم الآن هي قضية الفساد الكبير الذي نهب البلد ويريد الآن تدميرها وبيعها، وأن الفساد ليس قضية اقتصادية بحتة، بل هو قضية وطنية بامتياز.

الرفيق رستم رستم: اعتبر أن كل عاقل يعرف أن الأمريكان لا يهمهم سوى السيطرة على أوطاننا وخدمة مشروع رأس المال الإجرامي العالمي وتفتيت أوطاننا عبر زرع وتنمية المشاعر الطائفية والمذهبية والعرقية الضيقة، وأن الديمقراطية البرجوازية ما هي إلا كذب وخداع لجماهير الكادحين، وأن مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا قد خضع إلى تشويه كبير سواء بالممارسة أم بالإعلام المعادي.

الرفيق إدوار خوام: انتقد بشدة ما يروج من محاولات للخصخصة تحت شعارات خادعة وكاذبة من مثل طرح بعض شركات القطاع العام للاستثمار تمهيداً لبيعه، فالقطاع العام هو ملك للشعب ولا يحق إلا للشعب أن يحدد مستقبله، وإن إصلاحه يتطلب الابتعاد عن العقلية الخشبية الأوامرية وإيجاد طرق للحوار مع عمال القطاع العام بهدف إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها.

الرفيق ماهر حجار: أشاد بالجهد النظري الكبير المبذول من المحاضر لإعداد هذه المحاضرة، ورأى أن هذا الجهد لا يندرج في إطار الترف الفكري، إذ علينا أن نتمتع برؤيا نظرية واضحة حتى نقوم بأداء الدور الوظيفي للشيوعيين .... ومثال على ذلك مجموعة رياض الترك (حزب الشعب الديمقراطي).. ما الذي حولهم من شيوعيين إلى ليبراليين؟؟؟

وبعد أن أجاب الرفيق رياض اخضير عن بعض تساؤلات الحضور شكر الرفيق سليم اليوسف باسم لجنة محافظة حلب لوحدة الشيوعيين السوريين الحضور على تلبية الدعوة والمساهمة بالنقاش وأعلن انتهاء الندوة.