أكثر ما ميز الجلسة الثانية للمؤتمر الحادي عشر للشيوعيين السوريين، هو ذلك الاستثمار المميز لعامل الوقت، والتكثيف الشديد في قراءة التقارير وتقديم مداخلات المنظمات المنطقية والمداخلات الفردية، والالتزام الكبير بجدول الأعمال المقرر وعدم التطرق إلى مواضيع متفرعة عنه إلا مرة واحدة، وحتى ذلك تم بتصويت المؤتمرين بعد تحديد أسماء المداخلين والمدة الزمنية المتاحة لكل منهم، ولعل ذلك يعد ظاهرة ربما تكون غير مسبوقة في تاريخ اجتماعات ومؤتمرات الشيوعيين السوريين، خصوصاً في العقود الثلاثة الأخيرة..
والأهم أن مجمل المداخلات والنقاشات المكثفة هذه، جاءت على درجة عالية من الإحساس بالمسؤولية وإدراك لخطورة المرحلة، وغلبت عليها الجدية والموضوعية والصراحة، وأظهرت درجة جيدة من فهم واستيعاب المهام التي حددتها مشاريع التقارير التي تم التصويت عليها وإقرارها بالإجماع لاحقاً..
جميع فعاليات الجلسة الثانية أكدت أن الشيوعيين السوريين الذين استعادوا الكثير من عافيتهم وبصيرتهم، يدركون أن أعباء ثقيلة تقع على كاهلهم، وطنياً وطبقياً وتنظيمياً، لكنها في الوقت نفسه بينت أنهم على استعداد كبير لتنفيذ جملة المهام الصعبة التي ألزموا أنفسهم بتحقيقها على جميع الصعد والمستويات..