الأزمة الاقتصادية، بداية النهاية..
إن العامل الحاسم الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية للنظام الرأسمالي، كان تفكيك المنظومة الاشتراكية، وانتصار الردة الرأسمالية مؤقتاً وفي الظاهر فقط، في معظم بلدان أوربا الشرقية، وبخاصة روسيا، لأن الخلل في توازن القوى عزز القدرات العدوانية للامبريالية العالمية وبخاصة الأمريكية متمثلة بالإدارة التي يسيرها المحافظون الجدد، وأطلق العنان لمحاولاتها الهادفة إلى فرض «نظام دولي جديد»، متغافلة عن مشاكلها الاقتصادية المتراكمة.
وحاولت الرأسمالية في إطار هروبها إلى الأمام إضعاف مواقع الحركة الثورية العالمية، فشكلت تهديداً خطيراً للمنجزات التي أحرزها عمال العالم وشعوبه على مدى القرن الماضي. واشتد زخم الهجوم الأيديولوجي المكثف الذي شنته وتشنه ماكينة الدعاية الامبريالية والرجعية لتعزيز هيمنتها المادية على الشعوب المقهورة وتدعيمها بهيمنة فكرية، وقد حققت نجاحات متفرقة في النيل من رصيد الاشتراكية والإساءة إلى صورتها في أعين الشعوب.
بيد أن ساعة النهاية قد اقتربت، ولكنها لن تصبح حقيقة إلا بالمجابهة الشاملة، إذ لا يجدي الاكتفاء بفضح الرياء الرأسمالي وتجلياته في النفاق وازدواجية المعايير في التعامل مع مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وحتى في مبادئ الاقتصاد الحر نفسها، بل من الضروري معاداة هذا النهج صراحة، فهذا العداء يلقى استجابة لدى الجماهير المسحوقة في بلدان عالمنا الثالث، التي عاشت يوماً بعد يوم أهوال التوسع الرأسمالي وغطرسته.