المحرر السياسي: المؤتمر الوطني العام ضرورة سورية أولاً
إذا استثنينا «إسرائيل»، فإن الوصول إلى استقرار في سورية، هو مصلحة مشتركة بين كل الدول المجاورة لنا والقريبة منا، وضمناً تركيا والعراق ولبنان ومصر والسعودية وحتى إيران؛ لأن السيناريو المعاكس، أي سيناريو استمرار التوتر والفوضى والاقتتال، من شأنه أن إحداث تفجيرات أكبر وأوسع، ستطال بنيرانها كل المحيط، ضمن الإطار العام للمشروع الأمريكي/«الإسرائيلي» المسمى «الشرق الأوسط الجديد».
وإذا نظرنا في سلوك وتصريحات هذه الدول المهددة بعدم الاستقرار، نرى أنها تجمع على ضرورة استقرار سورية، وتحاول الوصول إليه بطرق شتى، بينها محاولات الدعم الاقتصادي-الإعلامي، وأحياناً محاولات الضغط الميداني باتجاه السيطرة والتوحيد عبر القسر والإجبار.
المشكلة العميقة في هذه المحاولات أنها لم تصل بعد إلى القناعة الكاملة بأن الوصول إلى سورية موحدة ومستقرة، له طريق واحد يبدأ بتوحيد السوريين بغض النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة.
وهذا الطريق يبدأ حصراً بالحل السياسي الشامل، المرتكز إلى مؤتمر وطني عام يكون بمثابة جمعية تأسيسية تجمع السوريين وتمنحهم الفرصة لوضع كل المشكلات على طاولة النقاش للخروج بحلول توافقية، وصولاً لحكومة وحدة وطنية ودستور دائم وانتخابات حرة ونزيهة.
بكلام آخر، فإن لحظة الاستقرار في سورية وعلى مستوى الإقليم، هي بالضبط لحظة إنجاز المؤتمر الوطني العام في سورية؛ ما يعني أن عقد هذا المؤتمر بشكل جدي، وانطلاقاً من مشاركة سياسية واجتماعية شاملة، يتم التحضير لها عبر لجنة تحضيرية وازنة ومحترمة وموثوقة من أوسع الشرائح في سورية، ورغم أنه ضرورة وطنية سورية أولاً وأخيراً، وينبغي أن يتم بجهد سوري، فإنه في الوقت نفسه حاجة إقليمية وحتى دولية، تخص كل الدول التي يهددها مشروع الفوضى والتقسيم.
مع ذلك، فإن الاتكاء على الدعم الخارجي لحل المشكلة في الداخل، هو أمرٌ في غاية الخطورة؛ وعلى سبيل المثال، فإن المشاريع الاقتصادية المقترحة حتى الآن، لا تصب باتجاه بناء اقتصاد قوي مستقل متماسك يوحد صفوف الشعب حوله، بل هناك ملاحظات جدية على طريقة اختيار المشاريع وتمويلها، مما يوسع دائرة التشكيك بجدواها...
نعم، الدعم الاقتصادي والسياسي الخارجي مطلوب وضروري، ولكنه فقط الشرط الكافي، وليس اللازم، والذي يصبح بلا قيمة في حال لم يتوفر الشرط اللازم، الضروري، الداخلي، الضامن للاستقرار ووحدة البلاد، والذي يستند إلى إنجاز المؤتمر الوطني العام، بأسرع وقت، وبأحسن صيغة…
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000