«شيلة بيلة» هذه هي النظرية المتبعة في الإعلام العربي، الذي يهجم على أي شيء حتى يطرحه أرضاً يسقطه، يذبحه يمزقه إرباً. تنقسم هذه الهجمات إلى نوعين: الأول هجوم يفسد الأراضي الجميلة، الحدائق الغناء، والجبال الشاهقة، حتى في رسومات الأطفال البريئة. أما كيف تتم هذه العملية؟ فالطريقة لا تتم بزرع نفايات نووية هنا وهناك، أو جرف طريق في منتصف غابة، كأن الطريق إذا لم يمر من هذه الغابة فسوف يتأخر المواطن عن عمله، كما أن التخريب لا يوجد في دخان المازوت الفاسد الذي يدخل إلى رئتي (أكبادنا تمشي على الأرض)، ولا بأي من وسائل التلويث الأخرى؛ بل بطريقة مدروسة، تبدأ أولاً: بخروج مصور رديء إلى المناطق ليلتقط صوراً للطبيعة الغناء وظل الكاميرا لا يغادر الكادر المُصَوَر لـمناطق مثل (عين الخضرة -عين الفيجة - بلودان - نواعير حماة - وفي الحالات المتطورة أم قبيس وأم الطيور)، ليمتعنا بهذه الصورة التي لا تتوقف عن الدوران والارتجاج حتى تصيب المتفرج بالغثيان، مرفقة بألحان لموسيقى أغاني أم كلثوم، ومن بعدها تظهر حسناء من حسناوات الشاشة الفضية، لتقول «مساء الخير».