كوكا كولا والمشروع القومي البديل
قبيل بدء تصفيات أمم أفريقيا بدأت شركة كوكا كولا بتسويق إعلان يقوم على ضبط إيقاع المجتمع المصري في ثلاث ضربات متتالية يأتي بعدها اسم مصر، هذه الضربات هي ضربات عامل في المعمل، وصياد سمك في البحر وبائع جرار غاز..
قبيل بدء تصفيات أمم أفريقيا بدأت شركة كوكا كولا بتسويق إعلان يقوم على ضبط إيقاع المجتمع المصري في ثلاث ضربات متتالية يأتي بعدها اسم مصر، هذه الضربات هي ضربات عامل في المعمل، وصياد سمك في البحر وبائع جرار غاز..
بعد فورة التسعينيات الفضائيّة، عرف العرب نوعين من التحرّر. الأوّل «اجتماعي» مع محطّة lbc التي انتصب لها الخليج سيفاً واحداً، تحيّة للحسناوات الخفيفات اللبس والاستعراض والبوح الملتهب والإغراء. وبعد هذه السنوات، جاء الرأسمال السعودي والتهم بشبق الفضائيّة اللبنانيّة المذكورة. أما التحرّر الثاني في المشهد الفضائي العربي، فجاء «سياسيّاً»، مع «الجزيرة» التي فرضت نفسها في وقت قصير اقليميّاً ودوليّاً. إنّها قصّة أليس في بلاد العجائب. في الدولة الصغيرة الغنيّة، تفتّحت تجربة إعلاميّة مثيرة، تراهن على الاختلاف والجرأة والمهنيّة. من التغطية المغايرة للحدث إلى رفع لواء «الرأي الآخر»، تشكّل إعلام بديل لم يكن يتخيّله مشاهدو التلفزيون الرسمي، من المحيط إلى الخليج.
ألقى الأستاذ حسين العودات محاضرة قيمة متميزة في الندوة التي انعقدت بمناسبة عيد الصحفيين عن واقع الإعلام السوري وآفاقه، تطرق فيها إلى مختلف الجوانب التي تمس وضع الصحافة في سورية، وماتعانيه وإعلاميوها، من ضغوط وقيود تكبل حريتهم، على يد قانون المطبوعات، الذي قارنه بمثيله العثماني، اقتطف منها الفقرة التالية:
وإذا كنت أتحاشى هنا ذكر الكثير من تجربتي المريرة مع الإعلام، فانني أتذكر أن مواد لي اوقفت (في الثمانينيات من القرن الأخير في الالفيه الثانية -كمثال يمكن قوله بسبب مايسمى بالتقادم قانونياً) في صحيفة أكتب فيها منذ حوالي ربع قرن كمستكتب خارجي، ولفترة طويلة - لأنني أوردت رموزا كردية - نوروز-النار-الجبل00000الخ - في إحدى موادي، فصار ينظر إلي كأحد المجرمين!!،
رغم المظاهر السياحية التي تطغى على مدننا الساحلية هذه الأيام… إلا أن العديد من أهالي محافظة طرطوس ابتعدوا قليلاً عن البحر ليفترشوا رصيف الجندي المجهول في حديقة الباسل وسط المحافظة ويعلنوا اعتصامهم تضامناً مع شعب العراق وفلسطين وتأكيدهم على خيار المقاومة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي.
«لقد جعلت له مونيتور قلب حكومتي وقوتها ، وكذلك وسيطي لدى الرأي العام في الداخل والخارج معاً... وكانت الصحيفة كلمة الأم لأنصار الحكومة» .
«الإعلام» في اللغة العربية من الجذر عَلِمَ وهو بمعنى عَرِفَ وبذلك يكون الإعلام هو التعريف بشيء معين وإلقاء الضوء عليه لدى الشخص الآخر.
«شيلة بيلة» هذه هي النظرية المتبعة في الإعلام العربي، الذي يهجم على أي شيء حتى يطرحه أرضاً يسقطه، يذبحه يمزقه إرباً. تنقسم هذه الهجمات إلى نوعين: الأول هجوم يفسد الأراضي الجميلة، الحدائق الغناء، والجبال الشاهقة، حتى في رسومات الأطفال البريئة. أما كيف تتم هذه العملية؟ فالطريقة لا تتم بزرع نفايات نووية هنا وهناك، أو جرف طريق في منتصف غابة، كأن الطريق إذا لم يمر من هذه الغابة فسوف يتأخر المواطن عن عمله، كما أن التخريب لا يوجد في دخان المازوت الفاسد الذي يدخل إلى رئتي (أكبادنا تمشي على الأرض)، ولا بأي من وسائل التلويث الأخرى؛ بل بطريقة مدروسة، تبدأ أولاً: بخروج مصور رديء إلى المناطق ليلتقط صوراً للطبيعة الغناء وظل الكاميرا لا يغادر الكادر المُصَوَر لـمناطق مثل (عين الخضرة -عين الفيجة - بلودان - نواعير حماة - وفي الحالات المتطورة أم قبيس وأم الطيور)، ليمتعنا بهذه الصورة التي لا تتوقف عن الدوران والارتجاج حتى تصيب المتفرج بالغثيان، مرفقة بألحان لموسيقى أغاني أم كلثوم، ومن بعدها تظهر حسناء من حسناوات الشاشة الفضية، لتقول «مساء الخير».
باستثناء البث التلفزيوني السوري المباشر، الذي لا يسمح بطبيعته بإجراء عملية اجتزاء وانتقاء في التصريحات، (أي تكوين موقف)، لم تغط مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية للمؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين بشار الأسد وهوغو شافيز في دمشق خلال زيارة الأخير إليها،
نفى المحلل السياسي برترام جروس وجود حقد عظيم يدفع «تحالف أصحاب الثراء الفاحش والمشرفين على الشركات وكبار ضباط القوات المسلحة ومسؤولي الخدمة المدنية» وهو حقد «يسحق حقوق وحريات الأشخاص الآخرين داخلياً وخارجياً»، وكل ما في الأمر هو أن سعي هذه الفئات لتحقيق الأرباح يعني بشكل حتمي أن يدفع الآخرون الثمن في شكل تلوث وجوانب نقص وبطالة وحروب. و«لكن هذا كله لا يمثل جزءاً من هدفهم الرئيسي، وهو نتاج أيد خفية هم منها براء».