الرؤية المشرقية لإعلام سوري جديد
يعرض تلفزيون «المشرق» برنامج «قصة مدينة» الذي يتناول المكان كبيئة اجتماعية ثقافية اقتصادية، والميزات التي يتفرد بها هذا المكان عن غيره، متوسعاً في نقاشه لقضايا عامة تتجاوز حدود المكان الذي تتناوله الحلقة، وقد ظهر هذا جلياً في نقاشهم لمدينة بانياس والعلاقات الاجتماعية فيها، ومن ثم لمدينة «القريا» حيث لم يعد الموضوع هو هذه المدينة وطبيعة سكانها وجوها وبنيتها الجغرافية وجذورها التاريخية، بل أصبح الموضوع هو موضوع التزاوج بين الطوائف، على اعتبار أن هذه المدينة «القريا» تحقق تنوعاً ديموغرافياً سكانياً، ولم يعد مجرد التزاوج بين اللونين الموجودين في «القريا» هو الموضوع الرئيسي، بل تجاوز ذلك إلى موضوع حرية العلاقات الاجتماعية، وواقع الشرق في رؤيته للانتماء الديني ومنطق الاختلاط، وهذا ما يؤكد جلياً الموضوعات التي يهدف القائمون على تلفزيون «المشرق» تقديمها بطريقة المناوشة أو التعريج على موضوع معين من خلال تناول موضوع آخر، فموضوع تزاوج الطوائف هو موضوع جدلي صعب الطرح بصيغة واضحة المعالم ومباشرة، لذا اقتضى ذلك تناول قصة مدينة معينة ومن ثم التعريج على القضايا العامة في تلك المدينة والتي تبدو شاملةً للوطن ككل، وبالفعل تمت مناقشة الموضوع بواقعية آخذين آراء أهل المنطقة ورجال الدين، ليبدو من خلال ذلك التنوع في الرأي، ويحقق البرنامج من خلال هذا مغزى كبيراً وقضية تحسب للقائمين عليه