ما لم يُغَطِّه الإعلام من تصريحات شافيز...!!؟
باستثناء البث التلفزيوني السوري المباشر، الذي لا يسمح بطبيعته بإجراء عملية اجتزاء وانتقاء في التصريحات، (أي تكوين موقف)، لم تغط مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية للمؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيسين بشار الأسد وهوغو شافيز في دمشق خلال زيارة الأخير إليها،
تلك الفقرة المطولة نسبياً من حديث الرئيس الضيف للصحفيين والتي مفادها أنه تناول مع الرئيس الأسد «قضية الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين» وضرورتها والحاجة الموضوعية إليها دون أن تكون بالضرورة وصفة جاهزة لكل البلدان، وإنما ركن آخر من أركان الاستقلال والتحرر من التبعية، وبما يخدم توسيع نطاق الجبهة المناهضة للامبريالية العالمية... علماً بأن شافيز دعا إلى «فتح آفاق جديدة للتعاون» بين سورية وفنزويلا، مشيراً إلى «تحالف إستراتيجي» بين البلدين، على اعتبار أنه «إذا كان هناك من يريد أن يعرف كيف يقاوم فليأت إلى سورية..» لأن «الشعب السوري هو مهندس ومصمم للمقاومة ونحن الشعوب الذين قررنا أن نقاوم علينا أن نتعلم المقاومة منه لتحقيق النصر..».
السيد رئيس الجمهورية كان قد أكد بدوره أن النقاش (مع شافيز) «كان حراً بشكل كامل لا يخضع لأي اعتبارات سوى الاعتبارات الوطنية لبلدينا التي تعكس المصالح الوطنية لشعبينا وتلتقي وتتقاطع مع المصالح الوطنية للدول الأخرى وفي سورية وفي أمريكا اللاتينية». وأضاف أن هذا اللقاء «اتسم بالوضوح والشفافية واعتمد على الوضوح السياسي بدلاً من النفاق السياسي السائد الآن في العالم»، وأن «الحوار اعتمد على المعايير الدقيقة والعادلة بدلاً من المعايير المزدوجة» الرائجة.
وفي معرض حديثه عن العلاقة مع فنزويلا شدد الرئيس الأسد على «أن من أهم أوجه التشابه في ثقافة الشعوب في المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية هي النزعة القوية للاستقلال من الاستعمار القديم والحديث والمعاصر»، مثلما شدد على «التطابق في كل القضايا التي طرحناها»، مشيراً إلى أن «عوائق بيروقراطية» لا تزال تعوق تطوير العلاقة الاقتصادية بين البلدين..
السؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى لتكون الإجابة عليه، مع افتراض حسن النوايا، وبالدرجة الأولى، بذمة الفريق الاقتصادي، الذي غابت وجوهه عن المؤتمر الصحفي «السياسي» واكتفت بالتوقيع على اتفاقيات «اقتصادية» جديدة في مقر مجلس الوزراء، هو: ما العمل لكي يتطابق الأداء الاقتصادي، ذو الأثمان والمنعكسات «الليبرالية» على الواقع الاجتماعي، مع الخطاب السياسي ومتطلبات المواجهة لكي تبقى سورية وشعبها، كما هي، منارة للمقاومة، ومن دون أن يبقى الإعلام واقعاً في «حيص بيص» فيما يغطي وما لا يغطيه من تصريحات؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.