الإدارة الأمريكية.. ما وراء العناوين؟
لا يكاد يخلو مقال يتناول الإدارة الأمريكية الحالية، سواء في التركيبة البنيوية والإيديولوجية، أو في السياسة المتبعة وانعكاساتها، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، من مفردات اعتادت عليها الأذن، يخال سامعها أو قارئها أنها مجرد عبارات تعنى بتوصيف حالة فكرية عادية، ذات مضامين سياسية، دينية، اقتصادية وحتى عسكرية، ينتمي إليها أركان نظام حكم ما. فمفردات كـ «محافظون جدد، يمينيون محافظون، مسيحيون أصوليون، أو اليمين المسيحي المتدين» ربما تكشف النقاب عن جوانب محددة من تلك الحالة الفكرية (العادية)، بيد أن ما أنتجته من مصطلحات كـ«creative chaos» التي يترجمها البعض بـ «الفوضى البناءّة أو الخلاّقة» وهي أقرب لمعنى «إعادة التشظي» - في انتظار الاهتداء إلى مصطلح أفضل- «الحرب على الإرهاب، أنظمة الاستبداد، الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، محور شر، محور اعتدال، حرب استباقية، الحرب على الاستبداد، نشر أو ترويج الديمقراطية، مبدأ قطع الدومينو، مبدأ القتل المستهدف»، تثير الريبة في كونها مجرد طرح سياسي موضوعي، بل هي أدوات منهجية تفتقر للكثير من الشرعية، وبعيدة عن الأسس الأخلاقية-القانونية التي ينبغي أن يستند إليها القرار السياسي، ليتضح أنها مجموعة أكاذيب للتضليل والتوظيف السياسي، تعتمدها جماعة ذات توجه ميكيافلي تؤمن بـ «كفاءة الكذب المعتمد في السياسة» في إطار نظام حكم ليبرالي!