استراتيجية إمبريالية لنظام عالمي جديد: أصول الحرب العالمية الثالثة 2\2
غطى الكاتب في القسمين الأول والثاني من هذه المقالة الاستراتيجية الجيوسياسية للولايات المتحدة وحلف الناتو منذ نهاية الحرب الباردة، مستهل النظام العالمي الجديد، وحاول إيجاز الاستراتيجية الإمبريالية الغربية التي أدت إلى الحرب في يوغوسلافيا و«الحرب على الإرهاب». ليمضي بعدها إلى تحليل جوهر «الثورات المخملية» أو «الثورات الملونة» في الاستراتيجية الإمبريالية للولايات المتحدة، مركزاً على السيطرة الممأسسة على أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. وفي هذا القسم الثالث، يسعى لتحليل جوهر الاستراتيجية الإمبريالية لإقامة نظام عالمي جديد، مركزاً على تزايد النزاعات في أفغانستان وباكستان وإيران وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وإفريقيا، وما تشتمل عليه هذه النزاعات من إمكانات الشروع في حربٍ عالمية جديدة في مواجهة الصين وروسيا.
ترجمة: قاسيون
ذرائع لتنفيذ خطط الحرب المعدّة سلفاً
كانت خطط الحرب في مواقع القرار الأمريكية قيد الإعداد مسبقاً بوساطة مجموعة خبراء يمينية متطرفة في التسعينيات، تنظيمات لفّق فيها محاربو الحرب البادرة، من الحلقة الداخلية لأجهزة الاستخبارات ومن الكنائس الإنجيلية ومن شركات الأسلحة وشركات النفط، مخططاتٍ مروعة لنظامٍ عالمي جديد. ولفعل ذلك، ستحتاج الولايات المتحدة الأمريكية لاستخدام كل الذرائع والوسائل والإمكانات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، وحتى حروب العدوان لإحكام سيطرةٍ بعيدة المدى على موارد الكوكب والتمتع بقدرة إبقاء أي منافسٍ محتملٍ ضعيفاً.
من بين المشاركين في المشروع ومعدّي مخططات الإمبراطورية نجد ديك تشيني ـ نائب الرئيس، ولويس ليبي ـ كبير موظفي تشيني، ودونالد رامسفيلد ـ وزير الدفاع، وبول ولفوفيتز ـ نائب رامسفيلد، وبيتر رودمان ـ المسؤول عن مسائل الأمن العالمي، وجون بولتون ـ وزير دولة لشؤون رقابة التسلح، وريتشارد أرميتاج ـ نائب وزير الخارجية، وريتشارد بيرل ـ النائب السابق لوزير الدفاع في إدارة ريغان ورئيس مكتب سياسة الدفاع حالياً، ووليام كريستول ـ رئيس مشروع القرن الأمريكي الجديد ومستشار بوش، وهم معروفون بوصفهم العقول المفكرة للرئيس، وزلماي خليل زادة، الذي أصبح سفيراً في العراق وأفغانستان عقب تغيير النظام في هذين البلدين.
«رقعة الشطرنج الكبيرة» الخاصة ببريجنسكي
الصقر الكبير، الاستراتيجي زيبينغيو بريجنسكي، المؤسس المشارك للجنة الثلاثية مع ديفيد روكفلر، كما أنّه مستشار الأمن القومي السابق وكبير مهندسي السياسة الخارجية في إدارة جيمي كارتر، وكذلك مؤلف كتاب عن الجغرافيا السياسية الأمريكية. كما أنه عضوٌ في مجلس العلاقات الخارجية وفي مجموعة بيلدبرغ، وكذلك كان عضو مجلس منظمة أمنستي أتلانتيك كاونسل، وناشيونال إنداومنت فور ديموكراسي. أما حالياً، فهو وصي ومستشار في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية CSIS، وهو مركز أبحاث رئيسي لسياسة الولايات المتحدة.
في كتابه الشهير «رقعة الشطرنج الكبيرة» الصادر في العام 1997، يلخص بريجنسكي استراتيجيةً للولايات المتحدة الأمريكية في العالم. كتب: «بالنسبة لأمريكا، الجائزة الجيوسياسية الرئيسية هي أوراسيا. فلأكثر من خمسة قرون، هيمنت قوى وشعوب أوراسيا على شؤون العالم، وقد تقاتلت في ما بينها لإحراز هيمنة إقليمية وبلوغ مستوى قوة عالمية». وكذلك، «كيفية إدارة أمريكا لأوراسيا أمرٌ حاسم. فأوراسيا هي القارة الأكبر على سطح الأرض، وهي محورٌ جيوسياسي. والقوة التي تهيمن على أوراسيا ستسيطر على ثلثي مناطق العالم الأكثر تقدماً وإنتاجيةً على المستوى الاقتصادي. نظرة مجردة إلى الخارطة تفترض أيضاً أنّ السيطرة على أوراسيا تستتبع أيضاً وعلى نحوٍ آلي تقريباً خضوع إفريقيا». وتابع في تلخيصه لاستراتيجية إمبراطورية أمريكية قائلاً إنّه «من الواجب عدم ظهور متحدٍّ أوراسي قادرٍ على السيطرة على أوراسيا، وبالتالي تحدي أمريكا أيضاً. صيغة الجيوستراتيجية الأوراسية المتكاملة والشاملة هي بالتالي هدف هذا الكتاب». كما أنّه أوضح أنّ هناك «خطوتين أساسيتين مطلوبتان: أولاهما تحديد الديناميكية الجيوستراتيجية للدول الأوراسية التي تمتلك القدرة على إحداث تبدل هام ممكن في توزيع القوة عالمياً، واكتشاف الأهداف الظاهرية المركزية لنخبها السياسية المعنية والعواقب المرجحة لسعيها لتحقيقها، [و] ثانيتهما صياغة سياسات أمريكية خاصة لمعادلة و/أو السيطرة على ما ذكر أعلاه».
النفوذ.. وميزان القوّة
ما يعنيه كل ما سبق، أنّ تحديد الدول المؤهلة لتصير محوريةً حين يزيح ميزان القوة في المنطقة نطاق نفوذ الولايات المتحدة هو أمرٌ بالغ الأهمية. هذا أولاً. وثانياً، هناك ضرورة بالغة لمعادلة و/أو السيطرة على هذه الدول أو الأوضاع. قد تصلح إيران مثالاً على ذلك، كونها واحدةً من أكبر منتجي النفط في العالم من جهة، ولأهمية وضعها الاستراتيجي المتميز على محور أوروبا وآسيا والشرق الأوسط من جهة أخرى. قد تحتفظ إيران بإمكانية تعديل ميزان القوة في أوراسيا إذا اضطرت للتحالف الوثيق مع روسيا أو الصين أو معهما معاً ـ مقدمةً لهذين البلدين إمداداً ثقيلاً من النفط إضافةً إلى مجال نفوذٍ في الخليج، وبالتالي تهديد الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
أظهر بريجنسكي ميوله الإمبريالية كما هي، وكتب موضّحاً: «لوضع ذلك في اصطلاحيةٍ تعود لأشد عصور الإمبراطوريات القديمة وحشيةً، فالأولويات الثلاث الكبرى لجيوستراتيجيةٍ إمبراطوريةٍ هي منع التواطؤ والحفاظ على اعتماد الأتباع على أمنٍ متبادل، وإبقاء روافد مرنة ومحمية، ومنع البرابرة من القدوم مجتمعين».
يشير بريجنسكي إلى جمهوريات آسيا الوسطى بوصفها «بلقان أوراسيا»، ذاكراً أنّه «علاوةً على ذلك، فهي [جمهوريات آسيا الوسطى] على قدرٍ من الأهمية من وجهة نظر الأمن والطموحات التاريخية لما لا يقل عن ثلاثةٍ من جيرانها المباشرين والأكثر قوةً وهي روسيا وتركيا وإيران، وكذلك إشارة الصين لتزايد مصلحتها السياسية في المنطقة. لكنّ بلقان أوراسيا أكثر أهميةً بما لا يقاس بوصفه جائزةً اقتصادية: تمركز هائل لاحتياطيات النفط والغاز الطبيعي في المنطقة، فضلاً عن المعادن الهامة ومن ضمنها الذهب».
وكذلك، «يتبع ذلك أنّ مصلحة أمريكا الأساسية تتمثل في المساعدة على ضمان ألا تأتي قوة منفردة وتسيطر على هذا الفضاء الجيوسياسي، وألا يعاق وصول المجتمع العالمي مالياً واقتصادياً إليه». هذا مثالٌ صارخٌ على دور أمريكا كقاطرة إمبراطورية؛ بوجود سياسة إمبريالية خارجية مصممة للمحافظة على أوضاع الولايات المتحدة الاستراتيجية، بل وقبل أي شيء، «أهمية متزايدة لا حدود لها» هي ضمان «الجائزة الاقتصادية للمجتمع العالمي».. أي بكلماتٍ أخرى، الولايات المتحدة هي قوة هيمنة عالمية تعمل من أجل مصالحها المالية الدولية.
كذلك، حذّر بريجنسكي من أنّه «قد يكون على الولايات المتحدة أن تقرر كيفية تدبر أمر تحالفاتٍ إقليمية تسعى لدفع أمريكا خارج أوراسيا، وتهدد بالتالي منزلة أمريكا كقوةٍ عالمية»، كما أنّه، «يعوّل على المناورة والتلاعب بغرض منع ظهور تحالفٍ معادٍ يسعى في نهاية المطاف إلى تحدي سلطة أمريكا». إذاً، «فالمهمة الأكثر إلحاحاً هي التأكد من ألاّ تحقق دولةٌ أو ائتلاف دولٍ القدرة على طرد الولايات المتحدة من أوراسيا، أو تضعف على نحوٍ ملحوظٍ دورها التحكيمي البارز
الحرب على الإرهاب والإمبريالية الفائضة
في العام 2000، نشر البنتاغون وثيقةً تدعى «رؤية مشتركة للعام 2020»، تلخص مشروع إنجاز ما قصد أنّه «الهيمنة المتكاملة»، بوصفه مخططاً تفصيلياً لوزارة الدفاع الأمريكية في المستقبل. «تعني الهيمنة المتكاملة قدرة قوات الولايات المتحدة، بالعمل منفردةً أو ضمن تحالف، على إلحاق الهزيمة بأي عدوٍ والسيطرة على أيّ وضعٍ عبر سلسلة من العمليات العسكرية». ويتابع التقرير مؤكداً: «تعالج الهيمنة المتكاملة من خلال سلسلة من النزاعات من حربٍ نووية إلى ميادين الحروب الكبرى وإلى الحوادث الصغرى». وكذلك، «فتطوير شبكة معلوماتٍ عالمية سيقدم بيئةً لتفوق القرار».
أوضحت ذلك الباحثة في الاقتصاد السياسي إيلين وود على النحو التالي: «تتطلب السيطرة غير المحدودة على الاقتصاد العالمي وعلى الدول المتعددة التي تديره عملاً عسكرياً لا نهاية له، سواءٌ تعلق الأمر بالزمن أم بالأهداف». وأيضاً: «تتطلب الهيمنة الإمبريالية في اقتصادٍ رأسمالي عالمي توازناً دقيقاً ومتناقضاً بين قمع المنافسة والإبقاء على شروط اقتصادات التنافس التي تولد الأسواق والربح. وهذه أحد التناقضات الأكثر جوهريةً في النظام العالمي الجديد».
بعد الحادي عشر من أيلول، طبّق «مبدأ بوش» الذي يطالب بـ«حقٍّ حصري ومن طرفٍ واحدٍ بشن هجماتٍ وقائية في أي زمانٍ وأي مكان متحرراً من الاتفاقات الدولية لضمان أنّ قواتنا ستكون قويةً بما يكفي لثني أعداء محتملين عن مواصلة بناء قدراتٍ عسكريةً بأمل التفوق على قوة الولايات المتحدة أو معادلتها».
قام حلف الناتو بأول غزوٍ بري لدولةٍ في كامل تاريخه بغزوه أفغانستان واحتلالها في تشرين الأول 2001. كانت الحرب الأفغانيةً معدّةً في الواقع «مسبقاً قبل أحداث 11 أيلول، مع انهيار صفقات خطوط أنابيب النفط الرئيسية بين كبرى شركات النفط الغربية والطالبان. تم الإعداد للحرب نفسها في صيف 2001، وكانت خطة العمليات تنص على خوضها منتصف تشرين الأول».
خارطة «الإرهاب».. هي خارطة النفط!
تعتبر أفغانستان دولة بالغة الأهمية بالمعنى الجيوسياسي، لأنّ «نقل كامل الوقود الأحفوري لحوض قزوين عبر روسيا وأذربيجان سيعزز سيطرة روسيا الاقتصادية والسياسية على جمهوريات آسيا الوسطى، وهو أمرٌ أمضى الغرب عشر سنواتٍ في محاولة منعه. أما نقله بأنابيب عبر إيران، فسيقوي نظاماً تسعى الولايات المتحدة لتصفيته. كما أنّ إرساله في طريقٍ طويلٍ عبر الصين، بعيداً تماماً عن الاعتبارات الاستراتيجية، باهظ التكاليف. لكنّ مدّ خطّ أنابيب عبر أفغانستان سيسمح للولايات المتحدة بملاحقة هدفها بـ(بتنويع إمدادات الطاقة) واختراق أكثر أسواق العالم ربحيةً».
وكما أشارت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل بعد أسبوعين فقط من هجمات 11 أيلول، «وراء تصميم الولايات المتحدة الأمريكية على الرد على الجناة الذين قاموا بهجمات 11 أيلول، ووراء ما يرجح أن يكون معارك مديدةً ستتسبب في مزيدٍ من الضحايا المدنيين في الأشهر والسنوات القادمة، يمكن لكلمةٍ واحدةٍ أن تلخّص المصالح الخفية الكامنة وراء الحرب على الإرهاب. هذه الكلمة هي: النفط». وقدّمت الصحيفة مزيداً من التوضيح في السياق نفسه: «كارثة الأهداف والملاجئ الإرهابية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى هي أيضاً، وإلى درجةٍ استثنائية، خارطة مصادر النفط الرئيسية في العالم في القرن 21. الدفاع عن موارد الطاقة تلك سيكون أكثر من صدامٍ بسيطٍ بين الإسلام والغرب، منطقة الحرائق لنزاعٍ عالمي في العقود القادمة».
من بين العديد من الدول المعتبرة حيث يوجد معبرٌ بين الإرهاب واحتياطيات النفط والغاز الطبيعي التي تشكل أهميةً حيويةً للولايات المتحدة والغرب، هنالك كل من السعودية وليبيا والبحرين وإمارات الخليج وإيران والعراق ومصر والسودان والجزائر وتركمانستان وكازاخستان وأذربيجان والشيشان وجورجيا وشرق تركيا. ما هو هامٌ أنّ «هذه المنطقة تقدّم أكثر من 65 بالمائة من إنتاج النفط والغاز الطبيعي في العالم». بل «من المحتم أنّ كثيرين سينظرون إلى حربٍ على الإرهاب بوصفها حرباً لمصلحة شركات شيفرون وإكسون موبيل وأركو الأمريكية، وتوتال الفرنسية، وبريتيش بتروليوم، ورويال دوتش شيل والعمالقة متعددي الجنسية الآخرين، وهي شركاتٌ لديها استثمارات في المنطقة تبلغ مئات مليارات الدولارات».
ليس سراً أنّ لحرب العراق أيضاً صلة كبيرة بالنفط. في صيف 2001، دعا ديك تشيني لاجتماع لجنة عمل الطاقة، وكانت جملة اجتماعاتٍ بالغة السرية وُضعت فيها سياسة الطاقة للولايات المتحدة الأمريكية. في هذه الاجتماعات وغيرها من اللقاءات، اجتمع تشيني ومساعدوه مع كبار مسؤولي شركات شيل أويل وبريتيش بتروليوم وإكسون موبيل وشيفرون وكونوكو. في اللقاء الذي انعقد قبل 11 أيلول، وقبل أية إشارةٍ لحربٍ قادمة على العراق، قدمت وثائق عن حقول النفط وخطوط الأنابيب ومصافي التكرير العراقية، وتمت مناقشتها، و«وثائق حول السعودية والإمارات العربية تبرز على نحوٍ مشابهٍ حقول نفط وخطوط أنابيب ومصافي ومحطات كل بلد». منذ ذلك الوقت، استلمت رويال دوتش شيل وبريتيش بتروليوم عقود النفط الرئيسية لتطوير حقول النفط العراقية.
لقد أفادت الحرب على العراق، وكذلك الحرب على أفغانستان، إفادةً واسعةً المصالح الاستراتيجية الإمبريالية الأمريكية على نحوٍ خاص، وكذلك مصالح الغرب الاستراتيجية الإمبريالية في المنطقة. وعلى نحوٍ خاص، كانت الحروب مصممةً استراتيجياً لتصفية أو تهديد أو احتواء القوى الإقليمية، إضافةً إلى إنشاء بضع عشراتٍ من القواعد العسكرية في المنطقة، تؤسس لتواجدٍ إمبريالي راسخ. يستهدف ذلك على نحوٍ واسعٍ كبار اللاعبين الإقليميين الآخرين وخاصةً المحيطين بروسيا والصين الذين يهددون وصولهما إلى احتياطيات النفط والغاز في المنطقة. يتم تطويق إيران حالياً بالعراق من جانب وبأفغانستان من الجانب الآخر.
ملاحظات ختامية
في مواجهة انهيار اقتصادي عالمي معمم، تتزايد مظاهر حرب عالمية شاملة. تاريخياً، تميزت فترات الانحطاط الإمبريالي والأزمة الاقتصادية بتصاعد العنف الدولي والحرب، حيث وسمت الحربان العالميتان الأولى والثانية انحطاط الإمبرياليات الأوروبية، وترافق ذلك مع الكساد الكبير الذي استشرى في الفترة التي فصلت بينهما.
حالياً، يشهد العالم انحدار الإمبراطورية الأمريكية، وهي نفسها وليدة الحرب العالمية الثانية. بعد هيمنتها الإمبريالية ما بعد الحرب، أدارت أمريكا النظام النقدي الدولي وتولت الدفاع عن الاقتصاد السياسي العالمي ولعب دور الحكم فيه.
القسم الأول من هذه المقالة لخص الاستراتيجية الإمبريالية للولايات المتحدة ـ حلف الناتو لدخول النظام العالمي الجديد، الذي أعقب انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991. كان الهدف الرئيسي التركيز على روسيا والصين وتطويقهما ومنع صعود قوةٍ عظمى. كان على الولايات المتحدة أن تعمل كمركز هيمنةٍ إمبريالي، وتخدم المصالح المالية الدولية في فرض النظام العالمي الجديد. أما القسم الثاني لهذه المقالة، فسيتفحص «الثورات الملونة» عبر أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، متابعاً سياسة الولايات المتحدة وحلف الناتو في احتواء روسيا والصين، بينما تتحكم بالوصول إلى احتياطيات الغاز الطبيعي الرئيسية وطرق النقل. كانت «الثورات البرتقالية» قوةً حيويةً في الاستراتيجية الجيوسياسية الإمبريالية، والقيام بتحليلها أساس فهم النظام العالمي الجديد.
* أندرو غيفن مارشال باحث مساعد في مركز أبحاث العولمة CRG. يقوم حالياً بتدريس الاقتصاد السياسي والتاريخ في جامعة سيمون فريزر.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 431