بيان من الشيوعيين السوريين الجلاء جاء بالمقاومة.. ولا يكتمل إلا بتحرير الجولان
يا أبناء الشعب السوري العظيم!
• عيد الجلاء هو أعظم أعيادنا الوطنية، صنعته الإرادة الوطنية والمقاومة الشعبية الشاملة ضد الاحتلال، وحققه آلاف الشهداء والثوار على ساحة الوطن من جنوبه إلى شماله من أبناء سورية بقيادة أسلافنا العظام تحت راية الوحدة الوطنية وتحت شعار: «هبوا إلى السلاح»، «الدين الله والوطن للجميع»!. هكذا تحقق الجلاء، فجاء ثمرة للوحدة الوطنية، ونتيجة لخيار المقاومة الوطنية الشاملة، حيث لم يأبه أجدادنا الأحرار لقوة المحتل العسكرية الهائلة بعد أن امتلكوا إرادة المواجهة، مما اضطر الجنرال ديغول للاعتراف بالهزيمة قائلاً: «واهم من يعتقد أنه بالإمكان إركاع سورية»!
• نحتفل بذكرى الجلاء هذا العام ومايزال الجولان تحت الاحتلال، والوطن كله في خطر، والعدوان الأمريكي ـ الصهيوني متوقع على سورية في أية لحظة، خصوصاً بعد هزيمة الجيش الصهيوني في جنوب لبنان 2006 على يد الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة بقيادة حزب الله. وكذلك بعد تعثر المشروع الأمريكي في العراق، وبعد فشل إخماد المقاومة الفلسطينية، وبعد وضوح الفرز بين «النظام الرسمي العربي» المرتهن للتحالف الإمبريالي ـ الصهيوني، وبين جماهير الشارع العربي المؤيدة لخيار المقاومة الشاملة، والتي أخذت تدرك وتعي أن الإمبريالية الأمريكية فرضت على شعوب الأرض مواجهة مكشوفة ومباشرة، ولا طريق لدحرها وهزيمتها وحليفها الصهيوني والرجعية العربية إلا بالإرادة السياسية للمواجهة والمقاومة الشعبية التي لا تُقهر، «وما حدث في جنوب لبنان نموذج يُحتذى»!.
• إن تحرير الجولان ومواجهة خطر العدوان الصهيوني ـ الإمبريالي الراهن ضد سورية يفرضان علينا الطريق الذي سلكه أبطال الجلاء أمثال يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، عبد الرحمن الشهبندر، صالح العلي، إبراهيم هنانو، أحمد مريود، محمد الأشمر، سعيد العاص، سعيد آغا الدقوري، عقله القطامي...إلخ..، وإطلاق المقاومة الشعبية التي ستقلب كل المعادلة في المنطقة، وسينقل هذا الأمر سورية على المستوى الإقليمي من الدفاع إلى الهجوم، وهذه قمة الواقعية الوطنية المعتمدة على الشعب وخياراته التي لا تعترف الهزيمة!
• إن الوطنية الحقيقية وتعبئة قوى المجتمع السوري ضد العدوان الخارجي، تتطلب اعتبار الأمن الاجتماعي - الاقتصادي أساس الأمن الوطني، خصوصاً بعد أن تحول الاقتصاد إلى جبهة أمامية أولى يجب ألا ينفذ عبرها أعداء الخارج، وهذا يتطلب وقف تدهور المستوى المعيشي لجماهير الشعب، واجتثاث سياسات قوى النهب والفساد التي من نتائجها الخطرة فلتان الأسعار وتراكم حالات الاستياء الشعبي في كل البلاد من السياسات الليبرالية ـ الاقتصادية لفريق الدردري الاقتصادي.
إن قضية الدفاع عن الوطن والسيادة الوطنية تقتضي إطلاق حملة وطنية ـ شعبية عامة ضد الغلاء وضد الفريق الاقتصادي حتى رحيله، وتغيير السياسات الاقتصادية الليبرالية بشكل نهائي.
• نقولها مجدداً: لا استقواء إلا بالداخل، ولا رهان إلا على الشعب السوري بكل مايملك من تاريخ وطني ومآثر وتضحيات ضد الاستعمار، وعلى قواه الفاعلة، بدءاً بعماله وفلاحيه ومثقفيه الوطنين الحقيقيين، وانتهاء بضباطه وجنوده، فهؤلاء كلهم عماد المقاومة الشاملة والوحدة الوطنية، وليس أولئك الذين يراهنون على تحييد الولايات المتحدة، أو أمثال الذين جروا «عربة غورو»!.
• إذا كان الجلاء تعبيراً عن ماض نفتخر به وخزان الإرادة الذي ننهل منه، فإن الدفاع عن الوطن ضد الأخطار المحدقة به، وتحرير الجولان كاملاً بالمقاومة الشعبية، هما مهمتان راهنتان لا تقبلان التأجيل تنتصبان أمام شعبنا تحت راية الوحدة الوطنية وعلم الوطن.
• المجد لمن صنع الجلاء.. والمجد للمقاومة من ميسلون إلى فلسطين والعراق ولبنان، ولمؤيديها من شعوب المنطقة ضد التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني - الرجعي العربي!
16/4/2008