استقلال سورية وقصة أول فيتو في مجلس الأمن الدولي
(بمناسبة عيد الجلاء، تعيد قاسيون نشر هذه المادة التي نشرت للمرة الأولى في العدد 1014 من قاسيون بتاريخ 19 نيسان 2021).
(بمناسبة عيد الجلاء، تعيد قاسيون نشر هذه المادة التي نشرت للمرة الأولى في العدد 1014 من قاسيون بتاريخ 19 نيسان 2021).
يستقبل السوريون الذكرى الثامنة والسبعين للاستقلال المجيد عن الاستعمار الفرنسي، وهم وبلدهم في لحظةٍ من أشد لحظات التاريخ الوطني حلكةً وصعوبة؛ لحظةٌ تشابه تلك التي مرّت بها البلاد قبل فجر استقلالها الأول، حين زعم المتخاذلون والمخذّلون، كما يزعمون اليوم، أنّ الصبح ليس بآتٍ.
عندما وصل الاستعمار الفرنسي إلى بلادنا، كان الشعب السوري خارجاً من أهوال الحرب العالمية الأولى والسفر برلك ومجازر جمال باشا والهوا الأصفر. وحسب التقديرات، فقد وصل عدد الضحايا في سورية ولبنان إلى حوالي 1.5 مليون شخص. وسرعان ما وجد السوريون أنفسهم يواجهون وحشاً جديداً هو الاستعمار الفرنسي الذي جثم على صدور الناس مدة ربع قرن ولكنه رحل ذليلاً في النهاية.
من جوف الأزمة المظلم، وبقلوبهم المثخنة بآلام وجراح الواقع الكارثي الذي يعيشونه وتعيشه بلادهم الحبيبة، ينظر السوريون إلى ذكرى الجلاء العظيم، بقلوب تملؤها آمال كبيرة وعزائم صلبة تستلهم صبر وشجاعة وزهد وحكمة الآباء الأوائل الذين لم تكن ظروفهم أقل صعوبة وقسوة: يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، صالح العلي، عبد الرحمن الشهبندر، محمد الأشمر، ابراهيم هنانو، حسن الخراط، رمضان باشا شلاش، فوزي القاوقجي...
اكتسبت الاحتفالات السنوية بعيدي الجلاء وعيد العمال العالمي هذا العام في الجزيرة طابعاً شعبياً جماهيرياً واسعاً بفضل التقاليد التي رسختها منظمة الحزب منذ سنوات طويلة.
في ذكرى الجلاء المجيد، ارتفعت الأعلام والرايات في غالبية المدن والقرى السورية.. ولبت العديد من القوى والفعاليات دعوة الرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.. والصورتان المرفقتان هما من اعتصام حلب.. ومن احتفال السويداء في بلدة القريا أمام ضريح قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.
يحتفل شعبنا السوري في السابع عشر من شهر نيسان الحالي بالذكرى السابعة والخمسين لعيد الجلاء العظيم.
يعتبر يوم الجلاء في 17 نيسان عام 1946 العيد الوطني للشعب السوري بامتياز، هذا اليوم الذي جلا فيه آخر جنود المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن، بلادنا سورية، بفضل إرادة شعبنا الحرة، حتى أصبح هذا العيد رمزاً للوحدة الوطنية يحتفل فيه المواطنون السوريون كل عام، يستقون منه دروس المقاومة ومعاني الفخر والاعتزاز.
قد لا تكون هناك مناسبة أفضل من ذكرى يوم الجلاء العظيم للتذكير بأهمية الوحدة الوطنية في سورية، هذه الوحدة التي يسعى اليوم، الكثيرون من أعداء الخارج وجسور عبورهم من قوى الفساد في الداخل، لضربها.. بغية تفتيت وتشتيت إرادة الشعب وسر قوته وعزيمته، ليصار إلى تمرير مخططات الفوضى والهيمنة الإمبريالية المعولمة الساعية لسحق الشعوب، والسيطرة على مقدراتها..
يا أبناء سورية العظيمة، العصية على الاستعمار قديمه وحديثه!