بيان من الشيوعيين السوريين في ذكرى الجلاء.. يا أبناء الشعب السوري العظيم!

السابع عشر من نيسان، ذكرى الجلاء، أكبر أعيادنا الوطنية، حققه الآباء والأجداد بالإرادة الوطنية والمقاومة الشعبية الشاملة ضد الاحتلال، وصنعته دماء آلاف الشهداء، والوحدة الوطنية تحت شعار «هبوا إلى السلاح»، «الدين لله والوطن للجميع».. وهكذا جاء الجلاء ثمرةً لخيار المقاومة والوحدة الوطنية والإرادة السياسية في المواجهة!

نحتفل بذكرى الجلاء في كل عام، ونحن ندرك أن الجلاء والاستقلال لا يكتملان إلا بتحرير الجولان كاملاً من الاحتلال الصهيوني. نحتفل بذكرى الجلاء المجيد في وقت تزداد فيه المخاطر على كل الوطن، والعدوان الصهيوني- الأمريكي متوقع على سورية في أية لحظة، خصوصاً بعد فشل الجيش الصهيوني في حربي تموز وغزة، ومجيء حكومة نتنياهو- ليبرمان، وبعد وضوح الفرز بين النظام الرسمي العربي المرتهن للتحالف الإمبريالي- الصهيوني من جهة، وجماهير الشارع العربي المؤيدة لخيار المقاومة الشاملة من جهة ثانية.

في ذكرى الجلاء، نحذر من خطورة واتساع حجم المؤامرة ضد المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وضد دول الممانعة في المنطقة. وفي هذا السياق لابد من مواجهة ما يقوم به النظام المصري من حملات تشويه لصورة وسمعة المقاومة وحزب الله أمام الشعب المصري. إن دعم المقاومة «تهمة» تشرّف من يقوم بها، كما أن العداء للمقاومة يقرّب النظام المصري من السيد الأمريكي الذي يعد مصر بدور إقليمي جديد شريطة الاستمرار في حصار المقاومة بغزة وإعلان الحرب على كل من يدعمها بالمال أو السلاح..

إن مواجهة خطر العدوان الإمبريالي- الصهيوني على سورية، وغذ السير نحو تحرير الجولان من الاحتلال الصهيوني يفرضان علينا الطريق الذي سلكه أبطال الجلاء من أمثال يوسف العظمة، سلطان باشا الأطرش، عبد الرحمن الشهبندر، صالح العلي، إبراهيم هنانو، أحمد مريود، محمد الأشمر، سعيد العاص، سعد آغا الدقوري، عقلة القطامي، وغيرهم كثر... مثلما يفرضان إطلاق المقاومة الشعبية لتحرير الجولان، التي ستقلب كل المعادلة في المنطقة، وسينقل هذا الأمر سورية على المستوى الإقليمي من الدفاع إلى الهجوم، خصوصاً بعد تعثر المشروع الأمريكي في المنطقة وتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية للرأسمالية وفشل الجيش الصهيوني في أداء دوره الوظيفي لإنقاذ المشروع الأمريكي في صيغته الأصلية الأولى..

إن ما ندعو إليه هو قمة الواقعية الوطنية المعتمدة على الشعب وخياراته التي لا تعرف الهزيمة، لأن الوطنية الحقيقية وخلق المقدمات الضرورية لتحرير الجولان تفرضان علينا اعتبار الأمن الاجتماعي- الاقتصادي أساس الأمن الوطني، خصوصاً بعد أن تحول الاقتصاد إلى جبهة أمامية أولى يجب تحصينها ومنع العبث بها سواءً من أعداء الخارج أو الداخل، وهذا يتطلب ضرب قوى النهب والفساد وإسقاط السياسات الليبرالية الاقتصادية التي يمعن فيها الفريق الاقتصادي في هجومه في آن واحد على جبهات متعددة ضد مصالح الجماهير الشعبية، مثل محاولات تعديل قانون العمل وقانون التأمينات الاجتماعية، والمساس بسعر صرف الليرة والاستمرار في إجراءات رفع الدعم. إن كل ذلك أدى وسيؤدي إلى تدهور المستوى المعاشي لجماهير الشعب وتقوية مواقع رؤوس النهب والفساد، وتراكم حالات الاستياء الشعبي في البلاد، وهذا ما لا يخدم سورية لا حاضراً ولا مستقبلاً.

لا رهان إلاّ على شعبنا بكل ما يملك من تاريخ وطني، وعلى قواه الحية، بدءاً من العمال والفلاحين والمثقفين، وانتهاءً بجيشنا الباسل ضباطاً وجنوداً، فهؤلاء كلهم عماد المقاومة الشاملة والوحدة الوطنية، وليس أولئك المراهنين على تحييد أمريكا، أو أولئك الذين ينتظرون هزيمة المقاومة، أو الذين يشاركون عملياً في الحرب ضدها.

إن عظمة ذكرى الجلاء ودروسه المستفادة تجعل من قضية الدفاع عن الوطن وتحرير الجولان وتعزيز الوحدة الوطنية مهاماً راهنةً لا تقبل التأجيل تحت راية الوطن وعلم الوطن.

المجد لذكرى الجلاء العظيم وصانعيه، والمجد للمقاومة في الجولان وفلسطين ولبنان والعراق، ولجميع الشعوب المؤيدة لخيار المقاومة الشاملة ضد الإمبريالية والصهيونية. 

17/4/2009

اللجنة الوطنية لوحدة

الشيوعيين السوريين

آخر تعديل على السبت, 30 تموز/يوليو 2016 15:28