بمناسبة صدور العدد 400 من صحيفة قاسيون.. مسيرة نضالية عريقة.. في سبيل تحقيق كرامة الوطن والمواطن
ها هو العدد /400/ من صحيفة قاسيون يأخذ طريقه إلى أيدي القراء الأعزاء، متوجاً اثنين وأربعين عاماً من مسيرة مطبوعة شيوعية نضالية غنية حافلة، مدادها نبض وجهد العديد العديد من الرفاق، كانت ولا تزال، صوت من لا صوت لهم عن جدارة واستحقاق..
ولعل استعراض المسيرة النضالية الطويلة لـ«قاسيون» في صفحات معدودة أمر صعب، فكيف إذا جاء في سطور محدودة؟ لذلك والحال هكذا، فقد ارتأينا أن نمر سريعاً على المراحل المفصلية لهذه الصحيفة:
مرحلة البداية جاءت تلبية لحاجة فرضتها ظروف الواقع خلال أواسط ستينات القرن الماضي، حين لم تعد صفحات جريدة الحزب المركزية «نضال الشعب» تستطيع تغطية كل أخبار ونشاطات الحزب في شتى مجالات النضال السياسي والعمالي والجماهيري والمطلبي، بالإضافة للحاجة الماسة لمتابعة وتحليل الأخبار والأحداث السياسية محلياً وعربياً وعالمياً، لذا طلبت قيادة الحزب من عدد من اللجان المنطقية، ولاسيما اللجنة المنطقية في دمشق، إصدار نشراتها المحلية، وبالفعل بادرت اللجنة المنطقية في العاصمة بتكليف ثلاثة من كوادرها النشيطة لتنفيذ هذه المهمة الحزبية، فاجتمع الرفاق وتدارسوا الأمر، واقترحوا الشكل المناسب والاسم ومنهج وآليات العمل، وأقرت اللجنة المنطقية الخطة، وصدر العدد الأول من النشرة الدورية للجنة المنطقية في دمشق في شهر آب عام 1967 تحت اسم «قاسيون»، متضمناً أربع صفحات صغيرة وبسعر عشرة قروش، وتوالى الصدور بشكل منتظم، وفي بعض الأحيان كان العدد يتضمن ست صفحات.
اعتباراً من العدد /11/ في كانون الثاني 1969، ومع تزايد النفقات نتيجة ارتفاع الأسعار، ارتفع سعر الصحيفة إلى خمسة وعشرين قرشاً.
في عام 1972 أصدرت اللجنة المنطقية نشرة ثانية باسم «قاسيون النقابي»، لتختص في رصد النشاطات النقابية ونشر المطالب العمالية والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وبعد صدور ثمانية أعداد منها خلال سنتين توقفت عن الصدور لأسباب مختلفة.
تابعت قاسيون صدورها بأربع صفحات حيناً، وحيناً بست صفحات، وفي بعض المناسبات كانت تصدر بثماني صفحات، وأصبح سعرها مع بداية العام 1980 خمسين قرشاً، واستمرت على هذا المنوال حتى العام 1986 حيث أصبح سعرها ليرة سورية واحدة.
في حزيران عام 1989 ومع انعقاد المؤتمر المنطقي لمنظمة دمشق، صدر العدد /116/ بشكل جديد وبحجم أكبر.. ورقة واحدة وصفحتين، ثم بورقتين كبيرتين وثماني صفحات، وأصبح سعرها ليرتين.
مع انعقاد المؤتمر المنطقي في حزيران عام 1995 صدر العدد /131/ بحلة جديدة: ورقة بيضاء كبيرة على صفحتين حتى العدد /141/، وبدءاً من العدد /142/ أخذت شكلاً آخر، حيث توزعت على أربع صفحات ثم بثماني صفحات حتى العدد /148/، وأصبح سعرها خمس ليرات..
في العام 2002 صدر العدد /149/ من صحيفة قاسيون تحت شعار: (لا انقسام ولا استسلام)، وكان عدداً مفصلياً، حيث بدأت الصحيفة معه تأخذ شكلاً جديداً، وأصبح الإصدار منتظماً.
بعد انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري، وبناء على قراره بتاريخ 18/12/2003، أصبحت قاسيون صحيفة الشيوعيين السوريين، وأخذت تصدر بشكل نصف شهري وبست عشرة صفحة..
في مطلع العام 2006 أصبحت قاسيون تصدر بشكل أسبوعي، وباثنتي عشرة صفحة، وحققت قفزات كبيرة من حيث الشكل والمضمون ومستوى مهنية كادرها، وأصبحت من أبرز الصحف السورية، وازداد عدد مشتركيها بشكل كبير.
كثيرون هم الرفاق الذين شاركوا في الكتابة بنشرة قاسيون، ومن ثم في صحيفة قاسيون، والمحررون في غالبيتهم كانوا جنوداً مجهولين مغفلي الأسماء أو كانوا يوقعون بأسماء رمزية.
من زوايا الصحيفة التي حققت نسب قراءة واسعة: «نافذة على دمشق»، و«على الرصيف»، و«دردشات»، و«شهادات»، و«زاوية نظرية»، و«حكايا شهرزاد» و«حكايا أبو محمود»، و«عرائض ومطالب»..
من المحررين الراحلين المعروفين عادل الملا محرر الشؤون العربية، وكمال مراد مخرج الصحيفة وسكرتير تحريرها وكاتب زاوية «تصبحون على وطن»، وسهيل قوطرش محرر الشؤون النقابية، وهشام الباكير «الشيخ الشيوعي» محرر زاوية «من التراث»..
من أبرز المحررين الذين ساهموا في رفد مسيرة قاسيون في بعض الفترات الرفاق: وليد معماري، ستيركوه ميقري، ياسر نجار... وآخرون..
من قدامى المحررين محمد علي طه الذي بدأ الكتابة بالعدد /80/ عام 1983 ليغطي أخبار مجلس المحافظة والإدارة المحلية والمطالب الشعبية إلى جانب زاوية «نافذة على دمشق»، ثم زاوية «ماذا تقول ياصاحبي»، وأخيراً زاوية «كيف أصبحت شيوعياً». كذلك لا بد من أن نذكر إسهامات الرفيق القديم (أبي جهاد) عبدي يوسف عابد والتي مازالت مستمرة من خلال الكثير من الزوايا والمقالات.
هذه بعض محطات مسيرة قاسيون.. وحتى نستكمل إضاءة مشاهد كثيرة أخرى، سنقلّب في أعداد لاحقة بعض أوراق «أرشيف قاسيون»، حيث سنلتقي عدداً من الرفاق الذين أسهموا في الكتابة بأسمائهم أو بأسماء رمزية أو دون أسماء.