عرض العناصر حسب علامة : الامبريالية

لحظة التراجع الإمبريالي وتوقيت انتصار الحركات المقاومة

يكتب رينر شيا، الذي يعرّف نفسه «بالمحلل الماركسي-اللينيني للشؤون الجيوسياسية وعلم الاجتماع الاقتصادي»، منتقداً مدّعِي اليساريّة ومناهضة الحرب، الذين يحاولون الترويج لفكرةٍ خبيثة مفادها أنّ الحرب سيّئة عموماً ولذلك فإنّ حماس والكيان الصهيوني في خانة واحدة، وكذلك المدّعين بأنّ حماس صنيعة متطرّفي الكيان، في محاولة يائسة لمنح الكيان الوقت والفرصة للتنصّل من جرائمه وضعفه، من خلال خلق ثنائية زائفة: «المتطرّفون» بقيادة نتنياهو أو سموتريتش أو بن غفير أو أيّاً كانت الأسماء، ضدّ «المعتدلين» في «إسرائيل»، وهي ثنائية مصطنَعة تنسى بأنّ الكيان بأكمله هو أحد المشاريع الإمبريالية الغربية.

الدول الإمبريالية نادٍ مغلق يستولى على عمل الجميع

في 2021، نشرت أنا وغولييلمو كارشيدي بحثاً بعنوان «اقتصاد الإمبريالية الحديث». ركز البحث على الجوانب الاقتصادية للإمبريالية. عرّفنا ذلك بأنّه «الاستيلاء الصافي المستمر وطويل الأجل من قبل البلدان الرأسمالية المتقدمة ذات التكنولوجيا العالية، على القيمة الزائدة من البلدان ذات التكنولوجيا المنخفضة التي تهيمن عليها». لقد حددنا أربع قنوات تتدفق من خلالها القيمة الزائدة إلى البلدان الإمبريالية: رسم سك العملة currency seigniorage، وتدفقات الدخل من الاستثمارات الرأسمالية، والتبادل اللامتكافئ UE من خلال التجارة، والتغيّرات في أسعار الصرف.

مثقّفو اليسار الغربي والدعاية الإمبريالية (4)

(الولايات المتحدة ليست ديمقراطية ولم تكن كذلك قَطّ)، بهذه الحقيقة عَنوَن الباحث غابرييل روكهيل مقالاً سابقاً كتبه لموقع (كاونتربانش) عام 2017، حيث علّق فيه على مَن يتباكون على ما يسمّى (خسارة الديمقراطية) في الولايات المتحدة. ويعلّل روكهيل ردّ فعل هؤلاء المخدوعين بأنّه يرجع في جزء كبير منه إلى ما يمكن اعتباره (أنجَحَ حملة علاقاتٍ عامّة في التاريخ الحديث).

مثقّفو اليسار الغربي والدعاية الإمبريالية (3)

يتطرّق الباحث والناقد الثقافي الماركسي غابرييل روكهيل إلى ما يُعرف بـ«سياسات الهُويّة»، فيقول إنه «بدلاً من الاعتراف بأنّ أشكال الهُويّة العِرقية والقومية والجِنسانية والجنسية، وغيرها، هي بُنى تاريخية تختلف مع مرور الزمن وتنتج عن قوى مادّية محدَّدة، يتم تأبيدها كأنها أساس لا جدال فيه لدى الدوائر السياسية الرأسمالية... مما يحجب القوى المادية التي تعتمل خلفها، والصراعات الطبقية التي تدور حولها».

مثقّفو اليسار الغربي والدعاية الإمبريالية (2)

كان الباحث الماركسي الأمريكي-الفرنسي غابرييل روكهيل محقّاً عندما أطلق على سلافوي جيجيك لقب «مهرّج البلاط الرأسمالي»، وهذا الأخير أحد نماذج مثقَّفي اليسار الغربي المعاصرين المشهورين، ومن أحدث مواقفه تعليقُه في أكتوبر الماضي على عملية «طوفان الأقصى» واصفاً المقاومين الفلسطينيين بأنهم «إرهابيون» ومكرّراً أسطوانة «حقّ» الاحتلال في «الدفاع عن النفس وتدمير التهديد»، ومؤكِّداً أنه «يحترم» بن غوريون وموشي ديان ويتشارك مع أنطوني بلينكن موقفه.

انزلاق نموذج النمو القائم على التصدير

بعد سريلانكا وباكستان، أصبحت بنغلادش هي البلد الثالث في المنطقة التي تعاني من أزمة اقتصادية خطيرة، وقد طلبت قرضاً بقيمة 4,5 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، ناهيك عن مليار دولار من البنك الدولي، و2.5 إلى 3 مليارات دولار من المقرضين متعددي الجنسيات والدول المانحة. من المفارقات أنّ بنغلاديش التي كانت موضع ترحيب قبل بضعة أشهر فقط باعتبارها قصة «نجاح التنمية»، بينما اليوم تواجه عجزاً تجارياً متزايداً وتقلصاً في احتياطات النقد الأجنبي، وانخفاضاً سريعاً في قيمة العملة، وتضخماً قياسياً، وأزمة طاقة فرضت انقطاعاً هائلاً في الكهرباء.

الصين والهند... ووهم الحرب الوشيكة stars

مع استكمال تجلّي ميزان القوى الجديد باتجاه يُعاكس مصالح المراكز الإمبرياليّة الغربيّة، في إطار سعيها العامّ لخلق وإعادة إحياء بؤر التوتر، تظهر تطورات ذات طابع عسكريّ على المستوى العالميّ، إلا أنّ ما يميز هذه التطورات ضمن الفضاء الجديد هو بروز حلول ذات توجّهات إقليميّة، كإمكانية مُعزِّزة مضادَّة لإمكانيّة الحرب بما لا يفسح المجال لهذه القوى بالتدخّل والتلاعب بالوضع لصالحها.

«الأحاديّة القطبية» تخسر على الجبهة الإعلامية أيضاً stars

سيكون تضييقاً لحدود وأهمّية الحرب المتصاعدة على الجبهة الإعلامية اليوم بين «المعسكرين» لو تم اختزالها بأنها تعبير فقط عن الاستقطاب بين «قوّتين عظميين» أو «دولتين» هما روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتصويرها كمجرّد صراع إيديولوجي لـ«تحاصص نفوذ بين متنافِسَين متماثلَي الأهداف» سينتهي بـ«صفقة» تعيد الأمور إلى «مجاريها السابقة»، فوجهة نظرٍ كهذه تتجاهل المنعطف التاريخي الحادّ والهائل الذي تشهده البشرية جمعاء اليوم وانقلاب العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية و«الزلزال» المرافق له في الوعي الجماعي، وهو ما يتكثف توصيفه المرحلي بالانتقال من عالَم «الأحادية القطبية» الآفل إلى عالَم «التعددية القطبية» الجديد أو حتى «اللا-قطبية». فالمسألة تتعلّق بالعمق باستنفاد ذروة المنظومة الإمبريالية الرأسمالية عالمياً لآخر مبرّرات وجودها بعد تلك العقود القليلة التي كان ما يسمح لها بالاستمرار هو فقط بقايا عطالتها غير المكبوحة بمقاومة كافية بعد تراجع وتفكك الاتحاد السوفييتي، وهو ما بدأ يتغيّر جذرياً منذ سنوات. دون هذا الأساس المادّي للصراع العالمي المحتدم حالياً لا يمكن إدراك مغزى معاركه وأدواته على مستوى البنيان الفوقي أيضاً؛ ومنها الحرب الإعلامية والفكرية والنفسية بين «المعسكرَين» الرئيسيَّين اليوم.

القوقاز مجدَّدًا... نحو السلام stars

تستمر قوى الحرب الإمبرياليّة في محاولاتها لا لتأخير وعرقلة الحلول السياسيّة السلميّة فحسب، بل والاستمرار في إشعال الحرائق في العالم ولا سيّما قوس التوتر ومساحة الجغرافيا التي تقطنها شعوب الشرق العظيم.

السويفت وتآكل هيمنة الدولار... إنه التاريخ من يحشر الإمبرياليين في هذه الزاوية!

تطرح مسألة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على دول عدّة في العالم أسئلة ملحّة، أهمها: إن كانت تعلم الولايات المتحدة أن سياسة فرض العقوبات ستقوّض - أولاً وقبل أي شيء- دور الدولار الأمريكي ذاته، فلماذا تهدّد العملة التي هيمنت على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بسياسات كهذه؟ حيث نرى جميعاً اليوم كيف يُجبر عدد متزايد من الدول المهدَّدة بمثل هذه السياسة على اتخاذ إجراءات استباقية تضمن أمنها واستقرارها.