المحرر السياسي: على من يقرأ زامير مزاميره؟

المحرر السياسي: على من يقرأ زامير مزاميره؟

أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال «الإسرائيلي» إيال زامير، يوم الثلاثاء 1 تموز، ما أسماه المتحدث باسمه «جولة ميدانية» في نقاط من الجنوب السوري ضمن المنطقة التي تغوّلت عليها قوات الاحتلال بعد 8 كانون الأول الماضي.
وخلال «جولته» أطلق زامير جملة من التصريحات كان أكثرها وقاحة قوله: «دفاعنا عن جبهة الجولان يجري في منطقة دفاع أمامية. سورية تفككت وتشهد تغييرات، ونحن نتمسك بنقاط مفصلية...».

«الجولة» بحد ذاتها، ناهيك عن التصريحات، وإلى جانب كونها اعتداءً بالمعنى القانوني، فإنها عملٌ استعراضي المقصود منه إهانة الشعب السوري والإيحاء له بأنه مهزوم ومكسور الإرادة، وبأن لـ«إسرائيل» اليد العليا في تقرير مصيره ومصير دولته التي «تفككت» وفقاً لزامير؛ وبالأحرى التي يعمل زامير وكيانه لتفكيكها وإنهائها إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً...

من جهة أخرى، فإن «الجولة» ضمن الأراضي السورية التي احتلها الكيان مؤخراً والحديث عن «منطقة دفاع أمامية عن جبهة الجولان»، يعبر عن ثلاث غايات أساسية:
أولاً: هذه الجولة وتصريحاتها، إلى جانب الموجة الإعلامية عن تطبيع قادم مع سورية، الغرض منها هو التعويض السياسي المعنوي عن فشل «الإسرائيلي» والأمريكي في حملتهما على إيران مؤخراً، وهو الفشل الذي ستظهر نتائجه السياسية بالتدريج خلال الأسابيع والأشهر القادمة.
ثانياً: «منطقة دفاع أمامية عن جبهة الجولان» لا تعني فقط أن «الإسرائيلي» يحاول بكل الأشكال الممكنة تكرار مقولته بأن الجولان لن يعود لسورية، ولكن تعني بالضبط أنه يرى أن خطر عودتها خطر حقيقي في ظل الظروف الدولية والإقليمية الجديدة، ويقدم رسالة ضمنية هي أن التغول على أراض أخرى ضمن سورية، والذي جرى خلال الفترة الأخيرة، هو أمر قابل للتراجع في سبيل إبقاء الجولان محتلاً!
ثالثاً: القول بأن «سورية تفككت» ليس تقريراً لـ«أمر واقع»، بل هو من جهة محاولة لتبرير السلوك «الإسرائيلي» داخل سورية، ومن جهة ثانية (وهو الأهم)، محاولة للدفع باتجاه تفكيك سورية فعلاً بكل السبل الممكنة، وبينها العمل لكسر نفوس السوريين وإهانتهم لإقناعهم بأنهم ضعفاء ومهزومون، بالضبط لأنهم قطعاً ليسوا كذلك...

فَهمُ ميزان القوى الحقيقي على المستوى الدولي والإقليمي هو مدخل لا بد منه لقطع الطريق على «الإسرائيلي» الذي ينتمي إلى المعسكر الدولي المتراجع... وإذا كان النصر صبر ساعة، فنحن في ربعها الأخير رغم كل ما توحي به الأساطيل والجيوش من عنجهية وقدرات على القتل والتدمير…

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000