عرض العناصر حسب علامة : افتتاحية قاسيون

ضرورات الحل السياسي

يتكثف في هذه الأيام، على المستويات المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، الحراك الدبلوماسي المتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ويبرز الجهد الروسي في هذا الحراك، الذي بدأت بعض تفاصيل عناوينه وتحضيراته بالظهور إلى العلن مؤخراً، يبرز قابضاً على زمام المبادرة بالتدريج، مما يعكس التغيير التراكمي البطيء الجاري في ميزان القوى الدولي في السنوات الأخيرة. ومما لا شك فيه أنّ التحضيرات استغرقت فترة طويلة، وشملت أطرافاً متعددة دولية وإقليمية، قبل أن يجري تداولها. ويمكن استنتاج ذلك من طريقة العمل الروسية الهادئة ولكن الدؤوبة باتجاه واحد طوال عمر الأزمة هو اتجاه الحل السياسي، وكذلك من جملة المؤشرات وردود الأفعال التي تؤكد جدّية تلك التحضيرات، ما يعني أننا أمام فرصة هامة لإخراج البلاد من الكارثة، فرصة لا يجوز ولا يحق لأي كان إضاعتها.

المهمة الأساسية

تتسارع منذ فترة وتيرة الجهود المبذولة لإحياء مسار الحل السياسي في سورية عبر إنعاش مسار (جنيف). وتأتي هذه التحضيرات- التي تشكل مدخلاً هاماً للعودة نحو الحل السياسي- لتعبر عن الجهد الذي يبذله أصدقاء سورية من جهة، ولتعبر من جهة أخرى عن إجمالي الخسائر التي تلقتها «واشنطن» منذ ما بعد «جنيف-2» وبخاصة تعثر كل من أداتها المستحدثة «داعش» و«تحالفها»، إضافة إلى جملة التراجعات والأزمات الاقتصادية التي تعيشها،

في مواجهة مخططات التفتيت..!

تعمل «واشنطن» بشكل ممنهج على رفع مستمر لسوية التصعيد والتفجير في مختلف المناطق المشتعلة على المستوى العالمي، كما تشتغل على توسيع متواتر لنقاط الاشتعال. يبرز في هذا السياق ارتفاع توتر الأوضاع مؤخراً في كل من لبنان واليمن وليبيا وأوكرانيا تزامناً مع محاولات تعقيد الملف المصري وغيره من الملفات.

فرصة جديدة تلوح في الأفق!

تصاعد النشاط الدبلوماسي خلال الأسبوع الماضي باتجاه إعادة فتح ملف الحل السياسي في سورية، وتناقلت وسائل الإعلام أحاديث مختلفة عن مبادرة روسية بهذا الصدد.
وإن كان طريق الحل السياسي ليس غريباً عن النهج الروسي، فإنّ توقيت العمل على إعادة الملف إلى الطاولة مجدداً، يحمل أهمية خاصة، ينبغي الوقوف عندها واستثمارها من وجهة نظر المصلحة الوطنية السورية. إذ أن إعادة طرح ملف الحل السياسي للأزمة

لماذا «عين العرب - كوباني»؟

تتذمر أطراف مختلفة، سراً وعلناً، من الاهتمام الإعلامي والسياسي الكبير الذي حازته وتحوزه معركة «عين العرب- كوباني» في وجه «داعش»، ومن بين آخر المنضمين لجوقة المتذمرين أردوغان الذي صرّح بـ«عدم فهمه لسبب هذا التركيز»! وبما أنّ الشأن الإعلامي لا ينفصل نهائياً عن الشأن السياسي، فإنّ جملة من الاستنتاجات والدروس يمكن بناؤها على طريقة تغطية معركة «عين العرب- كوباني» إعلامياً، وعلى المعركة نفسها ضمناً، ويمكن في هذا السياق الحديث عن موجتين من التركيز الإعلامي على «عين

الليبرالية «المجنونة» و«عقلنة» الدعم..!

تحتل الأحداث الميدانية القتالية في سورية المساحة الأكبر ضمن اللوحة السياسية والإعلامية. ورغم أنّ لهذا الأمر ما يبرره جزئياً، إلّا أنّ جملة القرارات الاقتصادية التي «مررتها» الحكومة السورية خلسة وعلانية خلال الأشهر القليلة الماضية، في قلب الأزمة، من تجاوز «الخطوط الحمراء» لسعر الخبز وأسعار السكر والرز التموينيين، إلى رفع أسعار الماء والكهرباء، وصولاً إلى رفع أسعار

الرمال السورية المتحركة..!

تستمر المقاومة الشعبية السورية في عين العرب- كوباني بتصديها للهجوم الذي يشنه «داعش» مدججاً بمختلف صنوف الأسلحة، بما فيها الدبابات وفرق القتال الخاصة من «المهاجرين»، والتسهيلات اللوجستية التركية التي وصلت حد التمهيد المدفعي لداعش. ورغم ذلك كلّه فإنّ أسلحة خفيفة ومتوسطة وإرادة

معادلة من الدرجة الأولى!

يتحفنا بعض المتفذلكين هذه الأيام بـ«خنادقهم المشتركة» و«واقعيتهم السياسية» و«تحالفات الضرورة» و«تحالفات السوء» وإلخ، كل ذلك في إطار تبريرهم التدخل العسكري الأمريكي وتعويلهم عليه. ورغم وقائع الحياة العنيدة التي أثبتت مرة بعد مرة عداء واشنطن العميق لشعوب العالم، ومن بينها الشعب السوري، إلا أنّ هنالك من يحتاج إلى إنعاش ذاكرته بوقائع مستجدة وباستمرار:

التدخل العدواني الأمريكي يصاعد الأزمة.. لا يحلها..!

لا يجادل كثيرون اليوم في حقيقة عدم جدية الأمريكيين في مكافحة الإرهاب، ولا يجادلون بأن أي عمل عسكري أمريكي هو عدواني بالمبدأ والمنتهى وهو الشكل الأنسب من منظور واشنطن للإبقاء على الإرهاب عملياً، على اعتبار أن الولايات المتحدة هي المولّد والداعم والمسهّل الأساسي للإرهاب وظهوره وتمدده في العالم بحكم وقائع الحياة والتاريخ، ليس أقله الذاكرة القريبة للبشرية منذ زمن ظهور القاعدة وطالبان في أفغانستان بثمانينيات القرن الماضي.

معالجة الأسباب.. وليس النتائج فقط..!

يستدعي حجم اللغط أو التضليل أو التخبط السائد في الساحات السياسية والإعلامية السورية والإقليمية والدولية في التعاطي مع مسألة التحشيد الأمريكي المعلن- والمتعثر بآن معاً- بمواجهة «داعش» العودة إلى ملخص أوليات المنطق ونقاط الانطلاق في فهم الأزمة السورية ومسارها بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من عمرها: