يزن بوظو
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تتابع الحكومة العراقية المؤقتة مضيها بخُطى إعادة ترتيب المنظومة وفق المعادلات الجديدة، عبر التوجّه غرباً بعكس كل الضرورات الموضوعية، التي تُشير بعكس ذلك تماماً بالنسبة للمصلحة العراقية، مما يزيد من حدّة الصراع والفرز بالداخل.
أدى إعلان وقف إطلاق النار الذي جرى في 21 آب بين الفرقاء الليبيين إلى فتح الباب أمام الشعب الليبي ليعبّر عن نفسه ومطالبه، مشكلاً بذلك حملة ضغطٍ داخلية تراكبت مع السعي الدولي من الخارج إلى حل الأزمة الليبية، مما دفع وسرّع من خطوات عملية جمعت الفرقاء الليبيين على طاولة حوار واحدة في كل من المغرب وسويسرا ومصر.
عشرات الطلعات الجوية العسكرية الروسية لاعتراض مقاتلات غربية على حدودها، وحملة ضغط دولي كبرى بذريعة تسميم المعارض الروسي نافالني، ونشاط إعلامي غربي تعبوي كبير ضد موسكو... ما القصة خلف كل هذه الجبهات المفتوحة على روسيا الآن؟
يُعاني العراق من أزمة سياسية حادة على المستويين الداخلي والخارجي، فبين تناقض بُنية النظام السياسي مع مصالح العراقيين، ومحاولة الأحزاب السياسية للمناورة بين شعارات تلبية مطالب المنتفضين شكلاً، والدفع باتجاه مصالحهم الخاصة فعلياً، تتعمق الفجوة مُنذرةً بموجة احتجاجات أخرى، أشدّ، تلوح في الأفق، وتُضاف إليها المتغيرات الدولية، وعلى رأسها انسحاب القوات العسكرية الأمريكية ومجمل قوات التحالف الدولي من البلاد، ثم الصراع الإيراني- الأمريكي الذي أشعل ذروته اغتيال الجنرال قاسم السليماني في أوائل العام الحالي، وأخيراً وليس آخراً: الأزمة العراقية- التركية...
في 22 تموز، أصدرت الخارجيتان الروسية والتركية بياناً مشتركاً معلنتين فيه الاتفاق على عدة بنود، كان أهمها: وقف إطلاق النار في ليبيا وبدء التسوية السياسية، وهو ما جرى تماماً بعد شهرٍ منه، حيث أعلن الفرقاء الليبيون في 21 آب وقفاً شاملاً لإطلاق النار في جميع البلاد، رغم محاولات واشنطن إعاقته بعد كل تغيّبها السابق.
يبدو أن سيناريو أمريكياً جديداً لـ«بناء الديمقراطية» بات واحداً ومعمماً على كل الأهداف الأمريكية، لدرجة أن تكراره بات مفضوحاً وجلياً حدّ السذاجة، فعلى غرار بوليفيا/ آنيز وفنزويلا/ غوايدو وأوكرانيا/ زيلينسكي، أصبح لدينا الآن بيلاروس/ تيخانوفسكايا وبذات الأسلوب الذي يستهدف فترة الانتخابات الرئاسية.
قالت هيئة الأركان الروسية بتاريخ 06/08 عبر مقالِ نشرته في صحيفة «النجم الأحمر» بأن «أي صاروخ سيطلق باتجاه روسيا سيتم التعامل معه على أنه نووي». وفي الوقت الذي يراه البعض تصريحاً يمثل تصعيداً خطيراً من قبل موسكو، يراه آخرون بأنه خطوة ردعٍ بدرجة أعلى، بناء على كيفية معالجة مسألة التهديدات العسكرية الأمريكية- الروسية الجارية على الأمن الدولي، بتحميل المسؤولية فيها على واشنطن أم موسكو؟
عيّن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مبعوثاً جديداً لإيران خلفاً لبرايان هوك، ومَن أفضل -في حالة اليأس هذه- من «إليوت ابرامز» ذي التاريخ الحافل والسمعة السيئة، للعب دورٍ أكثر فظاظة واستفزازاً في المرحلة القادمة اتجاه طهران؟
يتزايد الحديث عن مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني، بالمنافسة الجارية بين دونالد ترامب وجو بايدن، ليطفو سؤال: «من يحدد من؟» الإدارة تحدد تطور البلاد، أم أن تطور البلاد هي من تحدد عمل إدارتها؟
بعد تفاقم التراجع الاقتصادي والسياسي منذ بداية العقد الحالي، وجد الضعف الأمريكي تعبيراته على المستوى العسكري أيضاً في انتشاره ووزنه، ليتميز هذا العام بأنه لحظة بدء الانسحابات العسكرية التي لن تتوقف عند ما وصلت إليه، بل ستتزايد وتتسارع خلال المراحل القادمة...