دا سيلفا أم بولسونارو وما الفرق؟
تحتدم المنافسة الانتخابية الرئاسية في البرازيل بين المرشحين اليميني جايير بولسونارو واليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وذلك بعدما أجريت الجولة الأولى في الثاني من الشهر الجاري دون تمكن أي من المرشحين جمع أكثر من 50% من الأصوات، ليتم اعتماد 30 تشرين الأول موعداً لإجراء جولة ثانية.
خلال الجولة الأولى، وبعد فرز كافة الأصوات ظهرت النتائج لصالح لولا دا سيلفا وتقدمه على خصمه بولسونارو، حيث حصل على 48.07% من الأصوات، بمقابل 43.51% لبولسونارو.
على أية حال، ورغم أن هذه الأرقام تعد مؤشراً هاماً وبالإمكان الاستناد إليها لتوقع النتيجة النهائية، إلا أنه لا يمكن تحديد فوز لولا دا سيلفا بعد بشكل مسبق، فمن الممكن لكلا المرشحين حشد مزيد من الأصوات وتغيير التوقعات والنسب خلال الشهر الجاري بناء على نشاطهم السياسي وتأثيره، وذلك دون تناسي احتمالات المساس والتلاعب بالأصوات سواء ضمن الجولة الأولى أو الثانية، أو التدخلات الخارجية وتحديداً الأمريكية عبر مختلف الأشكال والأدوات، وغيرها من العوامل المؤثرة.
يرى العديد من الأشخاص، أن وجه البرازيل سيختلف كلياً بالانتقال ما بين بولسونارو ولولا دا سيلفا، وهو أمر صحيح جزئياً، وتحديداً فيما يتعلق منها بالظروف والسياسات الداخلية للبرازيل، فلولا دا سيلفا سابقاً، والآن، يؤكد ضمن برنامجه الانتخابي ووفقاً لشعاره «إدراج الفقراء في الميزانية» على رفع الحد الأدنى للأجور، ورفع الأجور عموماً، وإجراء إصلاحات اقتصادية أهمهما: ما يتعلق في مجال الزراعة والغذاء، والطاقة، وما يتعلق بالنفط وإلغاء تسعيره بالدولار الأمريكي، بمقابل بولسونارو الذي يؤكد على مواصلة مشروعه بخصخصة القطاعات العامة ومكافحة الجريمة ودعم الفقراء دون توضيح كيفية ذلك.
في المقابل، تتباين الآراء على مستوى السياسة الخارجية، فبولسونارو وعلى الرغم من أنه وصف بـ «ترامب البرازيل» ويعتبر صديقاً للولايات المتحدة، إلا أنه اضطر ويضطر بشكلٍ موضوعي إلى سلوك نهج يخالف الولايات المتحدة نفسها، ويقترب من روسيا والصين، بل وأكثر من ذلك أن البرازيل قد عاودت نشاطها إيجاباً ضمن مجموعة بريكس بعد توقف وعرقلة مؤقتة سابقة بالتوازي مع فوزه في 2018، كما أنها اتخذت موقفاً محايداً فيما يتعلق بأوكرانيا، ولم ترضخ للضغوط الأمريكية بإدانة روسيا أو فرضها عقوبات عليها، أو تقليص العلاقات معها سواء الثنائية أو ضمن المحافل الدولية.
في حال فوز لولا دا سيلفا، فإن هذا التوجه المفروض موضوعياً على البرازيل بتطوير العلاقات مع الشرق سيجد توافقاً مع الإرادة السياسية بذلك، مما يعني تسارعاً أكثر بهذا الاتجاه، وعلى العكس منه، فإن موضوعة فك ارتباط الدولار بأسعار النفط في البرازيل ستعني ضربةً للولايات المتحدة وتسارعاً بأزمتها أيضاً، كما أن هذا الأمر سيقوي من الجبهة الداخلية للبلاد بمواجهة التدخل الأمريكي المحموم لحرف البرازيل عن هذا المسار. لكن ما ينبغي الإشارة إليه أن شدة الصراع بين هاتين القوتين يعكس إلى حدٍ ما درجة الصراع العالمي، ولن يكون حسمه أمراً هيناً لأي من المرشحين الحاليين، وما يمثلانه من تيارات في الداخل.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1091