علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تضفي الأحداث المتسارعة وما يرافقها من ضخٍ إعلامي على مدار اللحظة، كتلةً كثيفةً من الضباب على المشهد، إلا أنَّ ذلك لا يعني بالضرورة تحوّلاتٍ نوعية كبرى، وهو ما بات يلمسه أي مراقب للتطورات في المنطقة، فاستشهاد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي قضى في اشتباك شرس وبطولي مع جيش الاحتلال، أظهر عناصر جديدة في المشهد العام.
بعد أنَّ أطلقت إيران ضربةً موجعةً إلى الكيان الصهيوني في 1 أكتوبر الجاري، ظهر ارتباكٌ واضحٌ داخل الكيان ترافق مع حملة تعتيم ٍكبيرة ٍمنعت خروج أيّة تفاصيل دقيقة عن حجم وطبيعة الأضرار، وهو ما فتح مجالاً لكثيرٍ من المشككين في نجاح أهداف «عملية الوعد الصادق» الإيرانية، فما الذي نعرفه حتى الآن عن هذه الضربة؟
تطرح حالة التصعيد المتواصلة جملةً من المسائل التي تشغل بال شعوب المنطقة، فالجميع اليوم، إلى هذه الدرجة أو تلك، يشعر أننا أمام تهديدٍ كبيرٍ وحقيقي، فكُرةُ اللهب تتدحرج ولا يظهر- إلى الآن- مخرجٌ واضحٌ من سلسلة الاعتداءات الصهيونية-الأمريكية، وحالة القلق العامة.
تثبّت الأحداث المتسارعة، أننا نشهد مرحلة مفصلية شديدة الخطورة، وتؤكّد مجدداً أن التصعيد الأمريكي- الصهيوني يستهدف في الحقيقة المنطقة بأكملها، وتحديداً استقرار دولها الأساسية، فالحملة الشرسة التي نتعرض لها تستوجب بالضرورة تسخير كل الإمكانات الممكنة لمنع مخطط خبيث موضوع بالفعل على طاولة غرفة العمليات الأمريكية-الصهيونية.
فرضت الأحداث الأخيرة ضرورة تقدير الموقف العام في المنطقة، على ضوء العدوان الصهيوني الجديد، فقيادة الكيان انتقلت إلى ذروة تصعيد جديدة قد لا تكون الأخيرة، استهداف مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، والذي استشهد على إثره الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع آخرين من قادة الحزب، هو بلا شك ضربة قاسية لكن يبقى السؤال الأهم: هل هي «ضربة قاضية» كما يروّج البعض؟!
اللحظات الأولى التي تلت العملية الإرهابية الصهيونية في لبنان، وما لحقها من أفعال عدوانية أخرى، خلقت حالة من الارتباك والصدمة في المنطقة، حيث وجدت نفسها مجدداً أمام محاولة استفزاز جديدة بمستوى نوعي لم تكن ضمن حسابات أغلبية القوى السياسية الأساسية، ولا شك أن الضخ الإعلامي الشديد المرافق كان مفصلاً مهماً في كل ما حصل، وركناً أساسياً في فهم أهداف من خلفه.
أعلنت موسكو عن إطلاق مناورات بحرية ضخمة «المحيط 2024» اعتباراً من 10 أيلول الجاري حتى يوم الإثنين 16 من الشهر ذاته، الحدث يبدو للوهلة الأولى عابراً في ظل كثافة المناورات العسكرية على المستوى العالمي، إذ يكاد لا تمرّ بضعة أسابيع إلّا وينفّذ بلدٌ ما أو عدّة بلدان مناورات عسكرية يستعرضون فيها قواهم ويحاولون تقييم وضع قواتهم المسلحة، لكن ما الذي يميّز مناورات «Okean - 2024»؟
استقبلت العاصمة الإسبانية مدريد لقاءاً موسّعاً لنقاش الوضع الملتهب في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً تداعيات الحرب على فلسطين وقطاع غزّة ضمناً، وضم اللقاء دولاً عربية وإسلامية إلى جانب دول أوروبية، وانتهى بصدور بيان ختامي، رآه البعض إيجابياً، فهل حقاً ما جرى هو خطوة في الاتجاه الصحيح، أم أن هنالك قطبة مخفية غائبة؟
خرج مساعد الرئيس الروسي للشؤون البحرية نيكولاي باتروشيف منذ أيام بتصريحات مثيرة نبّه فيها إلى إمكانية حيازة اليابان أسلحة نووية وقدرات صاروخية متطورة بقواها الذاتية. تصريحات المسؤول الروسي بدت للبعض مبتورة لا سياق لها، فهل هي كذلك فعلاً؟
شغلت المفاوضات التي قادتها واشنطن منذ بدء الحرب في غزّة حيزاً كبيراً من التحليلات، لكنها تدخل اليوم مرحلة جديدة، ويتضح أكثر من أيّ وقتٍ مضى، أنها كانت مناورة هدفها الفعلي الإبقاء على درجة الحرارة المرتفعة في الإقليم، وتحويل الأجواء الملتهبة في فلسطين إلى نقطة ارتكاز لتوسيع الاشتباك وتفجير المنطقة إنْ أمكن.