غابات تلتهم فساداً واستثماراً!
مرة جديدة تمتد يد الاجرام، فساداً واستثماراً، لتطال الغابات والأحراج في منطقة مصياف، حيث أحالت الحرائق المفتعلة مؤخراً مئات الدونمات إلى رماد.
مرة جديدة تمتد يد الاجرام، فساداً واستثماراً، لتطال الغابات والأحراج في منطقة مصياف، حيث أحالت الحرائق المفتعلة مؤخراً مئات الدونمات إلى رماد.
أسفل الجبال الساحلية تقع قرية شطحة التي تتبع إدارياً لسهول الغاب الجميلة والمنسية في الوقت ذاته، وفوق تلك القرية وعلى مساحة آلاف من الدونمات تمتد غابات كثيفة من الصنوبر وشجيرات السنديان العالية وشجر الأرز المعمر، التي يعود عمرها لمئات السنين، مشكلة بذلك لوحات طبيعة عذراء تسمع منها موسيقا روحية تعزفها المياه المتناثرة من ينابيع البقروق وشطحة الفوقا والخفسة ونبع الوادي،
اندلع أواسط الشهر الجاري حريق كبير في منطقة الكفرون - محافظة طرطوس، أدى وفق الضبط الذي سجلته مديرية الزراعة في محافظة طرطوس إلى احتراق مساحة 450 دونم من أشجار الزيتون واللوز والتفاح والأشجار الحراجية المختلفة،
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر من الشرطة توقيف الفاعل المزعوم في الحريق الإجرامي المصحوب بالكتابات النازية والمعادية للسامية، الذي طال منذ ثمانية أيام مركزاً خيرياً يهودياً في الدائرة الحادية عشرة في العاصمة الفرنسية، في شارع بوبنكور.
تتربع أروعُ غابات الشرق بتنوعِ أشجارها على قممِ جبال (الكفرون ومشتى الحلو وعيون الوادي)، حيثُ تتشابك أشجارُ السنديان والبلّوط والقطلب والغار والقرطم والحوز، وتعيشُ ضمنها أنواع فريدة وشبه نادرة من الأعشاب والشجيرات والزهور على مرّ الفصول. ويمكن مشاهدة جميعِ أنواع الطيور التي تعيش ضمن الغابة فيها من الحجل، إلى الفري، إلى البلبل والحمام البرّي والشحرور.. تتربع أروعُ غابات الشرق بتنوعِ أشجارها على قممِ جبال (الكفرون ومشتى الحلو وعيون الوادي)، حيثُ تتشابك أشجارُ السنديان والبلّوط والقطلب والغار والقرطم والحوز، وتعيشُ ضمنها أنواع فريدة وشبه نادرة من الأعشاب والشجيرات والزهور على مرّ الفصول. ويمكن مشاهدة جميعِ أنواع الطيور التي تعيش ضمن الغابة فيها من الحجل، إلى الفري، إلى البلبل والحمام البرّي والشحرور..
الحرائق.. والرقة!! نعم.. وهذا ليس عنواناً لفيلم خيالي، بل هو تعبير مكثّف عن واقع مؤلم يتمُّ ليس بفعل (مجهول مفترض) كحرائق الغابات في الكفرون ومشتى الحلو وغيرهما من مناطق الجبال الساحلية المشهورة بغاباتها، وإنما بفعل الأهالي من الفلاحين أنفسهم، حرائق تذكرنا بالحرق المتعمد الذي قام به نيرون لمدينة روما، أو تجعلنا نظن أنفسنا في أجواء معركة حامية الوطيس!؟
حريق تلو حريق يصيب ما تبقى من الغابات والأحراش السورية السائرة نحو الانقراض، حتى صار بوسع بعض المستثمرين الجدد أن يدعوا لإنشاء هيئة تشاركية للسياحة الحرائقية، تجتذب أصنافاً من البشر المشوهين كتشوه اقتصادنا الوطني مما قد يدعم توجه الحكومة السياحي.. أوليست الاستفادة من الكوارث والأزمات استثماراً بعدما أضحت حرائق الغابات ظاهرة دائمة؟ فقد بلغ مجموع الحرائق التي حدثت في سورية خلال السنوات الست الأخيرة نحو ألفي حريق، التهمت مساحة قدرها 5400 هكتار وبمعدل 380 حريقاً في العام بحيث انخفضت مساحة الغابات السورية من 15% إلى 2،5 % خلال ثلاثة عقود.
تتربّع في ريف طرطوس وفوق نهر الوادي، غابة من أروع غابات منطقة الكفارين- بصرصر، متداخلة مع الأراضي الزراعية، لترسم لوحة من أجمل اللوحات التي تعبّر عن ارتباط الإنسان بالأرض، واحترامه لنظامها البيئي، ليتمّ التآلف بين أغصان السنديان والبلّوط والزيتون والجوز، ولتُلجِئ تحت ظلالها الكثير من الحيوانات البرية كالسلاحف والأرانب وبنات آوى، وطيور كالحجل والبلبل والشحرور.. لكن كل هذا الجمال لم يمنع تعرّض الغابة لحريق هائل أمام مرأى حرّاس الأحراش والغابات، المؤتمنين على أمنها والحفاظ على جمالها وسلامتها بوصفها ثروة وطنية لا تعوّض. والسبب هو وجود إحدى (المشاحر) المنتشرة بكثرة والتي لم تُطفَأ جيّداً، فنشب الحريق، ليترك الحرّاس النيران تلتهم بشراسة بالغة /50/ دونماً من الغابة والأراضي الزراعية فقط! حيث استفاق أهالي القرية والقرى المجاورة بعد الساعة الواحدة ليلاً، واحتشد من كان ساهراً على قرع أجراس الكنائس، وهي تناشد الناس المساهمة بإطفاء نار الأتون لحماية أراضيهم وغاباتهم، وبعد /5/ ساعات وصل الإطفاء ليساهم بهذه العملية التي تبدو وكأنها غريبة عنه، وخمد الحريق حوالي الساعة السادسة صباحاً، بعد أن التهم معه آمال كبيرة عقدت على مواسم الزيتون.
النيران لم تأكل فناني المسرح والجمهور فى «بنى سويف» فقط، النيران حولنا .. ونحن قربان الفساد والقبح..
أكثر ما يلفت الانتباه في تصريحات المسؤولين حين تشب الحرائق في مكبات النفايات، هو ذكر النابشين الذين يعملون في التنقيب داخل أكوام القمامة، وتحميل الجهات الحكومية لهم مسؤولية ذلك بشكل يبعث على الألم والاستغراب بآن واحد.