كارثة مسرح «بني سويف».. الفن على المحرقة
النيران لم تأكل فناني المسرح والجمهور فى «بنى سويف» فقط، النيران حولنا .. ونحن قربان الفساد والقبح..
هكذا تحول الأصدقاء إلى أرقام للضحايا ؟ .. موضوعا للصحف ؟ .. مادة للذكرى والألم ؟ هكذا تحول المسرح - مساحة التعبير والجمال التى نقتنصها من أنياب الظلام والفساد والقبح- إلى هولوكوست وحشي تأكل نيرانه أصدقاءنا وأبناءنا وأساتذتنا الفنانين ؟ الذى حدث – وهو يحدث دائما وان كان لا يمسنا مباشرة – كارثة مستمرة، إبادة لا إنسانية للحياة فى هذه الرقعة التعيسة من العالم.
بالأمس كان قطار الصعيد الذى تحول إلى محرقة وحشية للفقراء – هل تذكرون- واليوم تحول المسرح الذى نعشقه ونبدد أعمارنا من أجله – ربما لأننا تصورنا أننا نكتسب حيوات كثيرة من خلاله –تحول مسرحنا إلى محرقة لأصدقائنا وأساتذتنا .
هل هذا جزاء لهم لحبهم للمسرح وللحياة ؟ هل هذا تكفير لذنوبهم / ابداعاتهم التى ارتكبوها ضد آلهة القبح والفساد ؟ هل هذا عقوبة لهم لأنهم لم يكونوا ضمن جماهير الهاتفين بحياة الديكتاتور ونظامه الذى يفترسنا احياء قبل أن يبيدنا جماعات وأفراد ؟ هل كانوا أضحية قدمها الفاسدون ترضية لطاغوت القبح والفساد ؟ أكانت رسالة حاسمة وصارمة لنا لكى نكره المسرح ولا نقترب منه لأنه خطر مميت ؟ إنهم شباب المسرح وفنانوه ومبدعوه ودراويشه الذى اكلهم ولم يحميهم من الاحباط واليأس والفساد والقبح.
والآن من نبكي و من نعزي و من نهرول لعلاجه واسعافه ؟
كثيرون .. حتى أن الأرقام قبيحة وقاسية ولا تعي من تحصر .. إنهم أجمل ما في هذا البلد، حياته وحماسه وروحه ...
الآن يجب أن نقف بحزم ضد كل هذا الجحيم الذي يحيطنا، كلنا فوق اللهب، كلنا وجبة للنار، كلنا مستهدفون .
أصدقائى وأساتذتي الفنانون الرائعون فى كل مصر لن نقف مذعورين
لن نجلس نخبئ وجوهنا ودموعنا تسحق أرواحنا فى الوقت الذي سنعزي موتانا الأبرياء ونزور ونسعف جرحانا ونعزي آباءنا وأساتذتنا وإخواننا يجب ألا ننسى أن نواجه الفساد والقبح كتلة واحدة لا تستسلم ولا تلين لن يكفينا إعتذاراتهم – وتعويضاتهم الخسيسة –لن يكفينا إلا القصاص والثأر من القتلة الذين يجلسون فى أعلى السلم يضحكون ولا يبالون بأحزاننا ومصابنا – إنهم الآن يحصرون أرقامهم الانتخابية التى نجحوا فى تزويرها ليتمكنوا من البقاء وحماية مصالحهم وممتلكاتهم –يجب أن ننقض عليهم وهم يقسمون سرقتهم من أجسادنا وأرواحنا
يجب ان نسترد حقنا فى الحياة الآمنة الكريمة فى وطن لنا ولسنا فيه غرباء مقهورين نعم نحن أبناء هذا الوطن، وأرواحنا غالية جدا جدا – لا يستطيع النظام الفاسد أن يعوضنا مهما فعل. إننى أطالب بمحاكمة وقصاص عادل من :رئيس الجمهورية وزير الثقافة وزير الداخلية وزير الصحة رئيس هيئة القصور محافظ بنى سويف مدير هيئة الانقاذ المدني والحريق مدير قصر ثقافة بنى سويف مدير أمن محافظة بنى سويف كل هؤلاء ما زالت دماؤنا على أياديهم وأدعو للتالي:
■ التحرك القانوني والسريع للتحقيق مع الاسماء والوظائف السالفة الذكر ومحاكمتهم والقصاص منهم - التحرك الإحتجاجي بالتظاهر والاعتصام فى كل المحافظات التى أصاب أبناءها الحادث - التحرك الفورى لعلاج المصابين وتوفير الرعاية الصحية اللائقة لهم والتدخل السريع لتقليص الاضرار التى ستلحق بهم
■ التحرك الإعلامى لفضح تلك الجريمة ومرتكبيها على أوسع النطاقات محليا ودوليا - التجمع لوضع تصورات ومطالب لمثقفى وفنانى مصر حول إدارة الثقافة والفنون فى مصر وأرى أن يكون هناك جنازة مفتوحة على هيئة تظاهرة فى كل المحافظات المنكوبة ومنها القاهرة /الاسكندرية /الفيوم /وبنى سويف وغيرها فى يوم محدد فى الوقت نفسه تحمل مطالب محددة وحاسمة بما تقدم وما يمكن أن يقترحه الزملاء لن نقبل العزاء فى موتانا/ أصدقاءنا حتى نثأر لهم لن نقبل العزاء فى وطننا فما زلنا نحبه لن نكره أو نخاف مسرحنا مهما حدث.
■ حمدي زيدان
إسكندريلا للثقافات والفنون جمعية
المساعدة القانونية لحقوق الإنسان.