منطقة الكفرون تحترق..والإطفاء بالتنقيط!! من يحاسب المسؤولين عن ضياع الغطاء الأخضر؟؟!

اندلع أواسط الشهر الجاري حريق كبير في منطقة الكفرون - محافظة طرطوس، أدى وفق الضبط الذي سجلته مديرية الزراعة في محافظة طرطوس إلى احتراق مساحة 450 دونم من أشجار الزيتون واللوز والتفاح والأشجار الحراجية المختلفة،

 وعلمت قاسيون عبر مراسلها في المحافظة الذي واكب الحدث المؤلم والمفجع أن المواطنين ورجال الشرطة المحلية وموظفي بلديتي الكفرون ومشتى الحلو قد عملوا بأقصى طاقتهم على إطفاء الحريق بأنفسهم، خصوصاً وأن رجال الإطفاء الذين وصلوا فعلاً إلى المناطق المشتعلة، لم تكن سياراتهم ومعداتهم مجهزة بصورة حسنة، ولم يستطيعوا التعامل مع ألسنة اللهب، مم اضطر الناس إلى استخدام وسائط الإطفاء المنزلية والبدائية البسيطة للسيطرة على الحريق وإبعاده عن حقولهم وبساتينهم وبيوتهم!!

  وعلق المواطنون على خراطيم المياه المثقبة لسيارات الإطفاء، وراحوا يتندرون عليها وعلى الذين من المفترض بهم إبقاءها بحالة عالية من الجاهزية، فأسموا العملية اللا مجدية التي حاول الإطفائيون القيام بها: «إطفاء بالتنقيط»... وشر البلية ما يضحك!!
إن هذا الحريق هو الثاني من نوعه في الجبال الساحلية هذا العام بعد حريق شطحة في منطقة الغاب الذي غطته بتفاصيله، أسباباً ونتائج، صحيفة قاسيون، وفي كل عام يتكرر المشهد المأساوي ذاته، حرائق ضخمة (تسجل ضد مجهول) تحول غاباتنا وأحراجنا وبساتيننا إلى رماد، ولم نر أو نسمع حتى الآن عن أية مبادرة أو خطة عملية منهجية من وزارة الزراعة للحد من هذه الحرائق أو تطوير أشكال ووسائل التعامل معها في حال حدوثها الذي لم ينقطع منذ سنوات، وما يزال يحدث سنوياً متلفاً مساحات كبيرة من ثروتنا الشجرية المثمرة والحراجية..
كما أننا لم نر أو نسمع عن أية مساءلة أو محاسبة للفاعلين أو المتواطئين أو المقصرين والمهملين الذين لا يقدرون مطلقاً قيمة الخسائر الوطنية الهائلة الناتجة عن هذه الحرائق، خصوصاً وأن المساحة الخضراء في بلادنا تتراجع باطراد، وهي بالأصل محدودة على كل حال.
إنه لمن الغني عن التعريف الأهمية الاقتصادية والسياحية والحراجية للمنطقة، وهذا في الحد الأدنى يستدعي وجود مراكز إطفاء قريبة من الحقول والغابات المنتشرة فيها بكثافة تضم تجهيزات كافية وحديثة، وتجري عليها عمليات صيانة مستمرة.
لقد التهم هذا الحريق جزءاً كبيراً من جبل السيدة الذائع الصيت ببهائه ونضرته ومنظره البديع  ووصلت النيران إلى المنازل وكادت تلنهم السكان.. فماذا ينتظر المسؤولون في وزارة الزراعة وغيرها من الجهات ليكفوا عن التنظير والـ...، ويبدؤوا فعلياً في أخذ موضوع سلامة المساحات الخضراء على عاتقهم؟؟ هل ينتظرون احتراق آخر الأشجار في بلدنا المهدد جدياً بالتصحر؟؟ ملاحظة: الصور المرافقة أخذت بعد هطول  أمطار غزيرة على المنطقة المنكوبة بالحريق غسلت السواد والرماد!..                                

معلومات إضافية

العدد رقم:
282