كش مات!
يدرج عدد من دول العالم لعبة الشطرنج بوصفها مقرراً إلزامياً أو اختيارياً ضمن المقررات الدراسية في المراحل من الابتدائية إلى الثانوية، لما لها من أهمية كبيرة في تنمية التفكير المنطقي والتحليلي. وربما في سورية، نحتاج هذا المقرر بشكل مضاعف، ليس من أجل التفكير المنطقي والتحليلي فقط، ولكن أيضاً من أجل التفكير السياسي!
واحدة من أبسط الأمور التي يعرفها لاعب الشطرنج المبتدئ، هي أنه لا يمكنك أن تقول «كش مات» بمجرد أن تحرك أي حجر من حجارك على الرقعة؛ ما يعني في السياسة، أن مجرد رفعك لشعار ما لا يعني أنه تحقق آلياً، بل عليك كلما حركت حجراً، أو رفعت شعاراً، أو قمت بأي خطوة، أن تحسب الخطوة المقابلة التي سيقوم بها الخصم/العدو؛ ينبغي أن تكون لديك خطة تحسب من خلالها عدة حركات مسبقاً، وأن تتوقع حركات الخصم، وأن تعدل خطتك بالشكل المناسب بعد كل نقلة جديدة.
بكلام أبسط وأكثر مباشرة، حين يتحدث المرء في السياسة، أو يمارس فعلاً سياسياً، فإن عليه أن يفكر أبعد من أنفه، وألا يعتبر أن أقرب حل يخطر في ذهنه هو الحل الصحيح والنهائي، الذي ستزهر الدنيا بعده وتتحول إلى حديقة غنّاء.
* حين تحرض طائفياً، توقع دماً وخراباً...
* حين تحرض قومياً أو دينياً، توقع دماً وخراباً...
* حين تستأثر بالسلطة، توقع دماً وخراباً...
* وحين تستجير بـ«الإسرائيلي»، توقع مزيداً من الدم والخراب.
الوصول إلى «كش مات»، لا يمكن أن يتم بنقلة واحدة، وربما يحتاج عشرات النقلات المدروسة بعناية، ويتطلب في الأثناء تفكيراً وجهداً وصبراً، ويتطلب بالضرورة التخلص من النزق والتسرع والاستسهال والحركات الطائشة غير المحسوبة، وخاصة تلك التي تكون جزءاً من فخاخ مغرية ينصبها خصم/عدو محترف!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1239