تحسين الجهجاه
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
على ما يبدو أن كل شيء ارتفع سعره وأصبح له قيمة في سورية إلا الإنسان عند ضعاف النفوس ومحبي الفلوس الفاسدين في هذا الوطن وما أكثرهم حيث لا يزال الحبل ممدود لهم على القارب فمنهم هؤلاء الفاسدون الذين نقصدهم أنهم بعض الأطباء الذين يجب أن يكونوا أكثر إنسانية وأعمق أخلاقاً وأرفعها وأكثر علماً ونزاهة لكن أن يتحول هؤلاء أمام القليل من المال إلى عبيد لهذا المال وصعاليك أمامه فيبيعون ضمائرهم ويكونون مساهمين فعليين في زيادة انتشار الأمراض المعدية والوراثية ضاربين عرض الحائط قسم أبقراط الذي أقسموه
ما أرخص الإنسان عند قوى الفساد الكبير، وما أهون موته عند أولئك القائمين على شؤون الوطن ومواطنيه، فكم هي المرات التي طالبنا بها نحن وغيرنا أن نخفف من الفواجع والحوادث المرورية التي تحصل على الطريق الواصل بين حلب والبوكمال ودمشق والبوكمال، والتي تكاد أن تكون متكررة على مدار اليوم؟
إن أول ما يتبادر لذهن أي موظف عندما يحصل لدائرته أي حدث طارئ أن يتصل فوراً برئيسه المسؤول عنه، فكيف إذا كان الأمر بالنسبة لسكان مدينة يبلغ عددهم أكثر من /125/ ألف نسمة؟ حتماً سيفكر العقلاء منهم بالاتصال بمن حملوه مسؤولية رعاية شؤونهم، ولكنهم عندما جربوا، لم يكن متلقي الاتصال على مستوى هذه المسؤولية أو هذه المهمة!.
عندما تجد عوائل بشيبها وشبابها، بنسائها وأطفالها تفترش الأرض وتلتحف السماء، تقف أمام هذا المشهد المؤلم مذهولاً لتحس أن قلبك يعصر دماً وتتساءل: هل أنا في حلم أم في خيال؟ هل ما أشاهده حقيقي أم مشهد في فانتازيا تلفزيونية؟ هل من المعقول أن يكون هو هذا مصير الشعب السوري الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل رفعة سورية وعزة سورية صوناً للأرض وكرامتها؟!.
من المستغرب أن تبقى مدينة الميادين بلا كراج انطلاق للبولمانات ودون منطقة صناعية أيضاً وكأنها تقع في بلاد الواق الواق، ومن المستغرب أكثر أن الشارع العام في الميادين والذي توزعت على طرفيه مكاتب النقل والسفريات ومكاتب شحن البضائع تحول إلى كراج لكل أنواع السيارات دون أن يرف جفن لمسؤول!.
في عام 1984 تم تعيين معلمة كمشرفة على رياض الأطفال ثم مديرة لروضة الأسر في البوكمال، واستبشرت عائلتها خيراً حيث أصبحت سنداً حقيقياً لزوجها أمام تكاليف المعيشة الغالية والصعبة، باعتبار أن دخل زوجها العامل في إحدى ورش النجارة الخاصة بشكل مياوم لا يكفي تكاليف الحياة،
حلم أصبح يراود أهالي مدينة الميادين في اليقظة والمنام، هذا الحلم الذي يلخصه أبناء مدينة الميادين شيبهم وشبابهم يتجلى بأن يبدأ العمل بشكل فعلي في تنفيذ بناء جديد لقسم النسائية والأطفال في مشفى الميادين الوطني، فالبناء الموجود حالياً، والذي يكاد أن يكون آيلاً للسقوط، لا يصلح لتحمل أعباء هذه المهمة، وقد طال انتظار أهالي الميادين لتحقيق هذا الحلم فكانت الردود دائماً «مازلنا بانتظار الاعتماد اللازم».. علماً أن الإضبارة الفنية لم تنجز لحد الآن!.
تعتبر الثروة الحيوانية رافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني، وأي تفريط بهذا الرافد يعتبر خيانة وطنية بامتياز
مضى على افتتاح الثانوية الصناعية في البوكمال ما يقارب العشرين عاماً، وما يؤلم هو أن هذه الثانوية التي ساهمت بتخريج المئات من حملة الثانوية الصناعية ممن أكملوا دراستهم في المعاهد المتوسطة كل حسب اختصاصه،
زادت كلفة إنشاء محطة تصفية مياه البوكمال عن مليار ليرة سورية، بما فيها الخطوط الخارجية، هذا المبلغ الكبير يوازي بالمقابل ما يقارب ربع قرن من الزمن، أي منذ البدء بهذا المشروع، وما زال لم ينته!.