في البوكمال وعلى ضفاف الفرات.. «المي مقطوعة يا أفندي»!

في البوكمال وعلى ضفاف الفرات.. «المي مقطوعة يا أفندي»!

زادت كلفة إنشاء محطة تصفية مياه البوكمال عن مليار ليرة سورية، بما فيها الخطوط الخارجية، هذا المبلغ الكبير يوازي بالمقابل ما يقارب ربع قرن من الزمن، أي منذ البدء بهذا المشروع، وما زال لم ينته!.

إنها مهزلة القرنين السابق والحالي بامتياز، حيث تبقى مدينة البوكمال والتي لا يبعد مركزها عن نهر الفرات أكثر من 800 م فقط بلا محطة تلبي حاجاتها، فمحطة التصفية الحالية أصبحت غير قادرة على تلبية احتياجات المدينة من المياه في ظل الزيادة السكانية والتوسع العمراني، ويتضاعف عدد السكان كل عام مرة عما كان عليه في العام السابق وهكذا دواليك.

وتبرز الحاجة الملحة للمياه على مدار السنة، وخاصة في فصل الصيف الطويل والشديد الحرارة والمزين بالعواصف الرملية المتلاحقة، وها هي عشرون عاماً على البدء بهذا المشروع لم تسفر بعد عن انتهائه، لنكتشف مؤخراً بعد كل هذه السنين الطويلة أن هناك خطأ في التنفيذ، فأحواض الترسيب كانت على العكس مما هو مخطط له ليأتي حوض الترسيب أعلى من حوض التصفية، ثم يتم العمل على تدارك الأمر من خلال وضع مضخات من هذا الحوض إلى ذاك ليأتي الخطأ الثاني والقاتل في تنفيذ صالة المحركات الكهربائية التي لا تتسع لهذه المحركات، وبالتالي بقيت المحركات مرمية في العراء!.

هذه الأخطاء الجسيمة في التخطيط والتنفيذ؛ من يتحمل مسؤوليتها؟ ولماذا يجب أن تقع الفأس في رأس المواطن المسكين؟ وما يزيد الطين بلة هو امتناع مؤسسة المياه والصرف الصحي في دير الزور عن تنفيذ صالة بديلة لا تتجاوز مساحتها 12.35×11.60، أي بمعدل 132م3 من البيتون وبكلفة لا تتجاوز 4 مليون ليرة سورية، علماً أنه بمجرد إنجاز هذه الصالة ستقلع المحطة وتوضع بالخدمة الفعلية بعد تركيب المحركات الكهربائية.

المعضلة الأخرى هي فسخ العقد الموقع مع شركة كنامة بحجة أنه لا توجد السيولة المادية اللازمة، وهذا ما أفاد به أحد القائمين على المشروع في البوكمال، قبل أن يضيف: نطالب وكأجراء إسعافي دائم باستثمار مياه بئر الحزام الأخضر لتغذية المنطقة الصناعية ومحيطها لأن هذا سيخفف الضغط على الشبكة، والدراسة جاهزة والتكلفة قليلة جداً، فالأنابيب اللازمة متوفرة في وحدة مياه البوكمال..

نحن في «قاسيون» نقول: إن ما اختلسه أحد المسؤولين في مؤسسة المياه والصرف الصحي بدير الزور سابقاً يكفي لإرواء وإقامة عدد من المحطات، لكن غياب المحاسبة أدى إلى وصول الحال إلى ما هي عليه الآن في البوكمال. ونطالب بتوسعة محطة تصفية وضخ قرية سويعية المتاخمة لمدينة البوكمال، لكونها ذات مساحة واسعة لتغطية المنطقة الشرقية للمدينة فلم يعد المواطن يتحمل المزيد من المآسي والآلام ويعاني العطش وهو على ضفاف نهر عظيم كنهر الفرات. أم أن المثل القائل (الاسكافي حافي والنجار مخلوع باب داره)، هذا الوضع المزري نضعه برسم وزير الإسكان (الحالي أو اللاحق) ومدير عام مؤسسة مياه دير الزور، لعل الحل يكون قريباً من الناس، وبعيداً عن المماطلة والتسويف.