بالزاوية : أريد أبي حياً!؟
هل يمكن أن تقول الشيء وعكسه في الوقت ذاته؟ في التراجيديا السورية ثمة من يحاول، ثمة من يدير بكلامه رحى طاحونة الدم، وتراه على المنابر يبكي على هذا الدم..
هل يمكن أن تقول الشيء وعكسه في الوقت ذاته؟ في التراجيديا السورية ثمة من يحاول، ثمة من يدير بكلامه رحى طاحونة الدم، وتراه على المنابر يبكي على هذا الدم..
من فضائل الأزمات أنها تفرض على الجميع التعاطي مع الشأن السياسي، بمن فيهم «المثقفون». فتصبح السياسة جزءاً من الهم اليومي حتى لمواطن يعيش في الأقاصي، سواء أكان غائباً أو مغيّباً عن ساحة الفعل والتأثير. وتبقى المشكلة أنه ليس بمقدور الجميع إيصال آرائهم إلى كل الناس، فيقتصر الأمر على النخبة، والنخبة في ظروف الأزمات غالباً ما تكون مصنّعة ومقولبة يتسم خطابها بالأحادية والنمطية والذرائعية، كما هي الحال مع أغلب النخب السورية التي تتعامل مع السياسة في فترة الأزمة الحالية عموماً بطريقة قراءة الطالع، أو اللهاث وراء الشعبوية، أو باعتبارها بابأ للارتزاق، أو طريقاً إلى النجومية.. أو...
إذا كان المثقف بمثابة زرقاء اليمامة– أو كما يفترض أن يكون- يرى الحدث قبل أن يراه الآخرون، ينبىء قومه بما هو قادم، فإن زرقاء يمامة المثقف السوري– الذي يحتل الشاشات والمنابر الإعلامية- إما هي عوراء، أو عمياء، أو هي تتعامى في أفضل الأحوال؟!
يلاحظ المتابع للحراك السياسي في سورية في الآونة الاخيرة من جملة ما يلاحظ ذلك الهجوم الاعلامي المركّب على حزب الإرادة الشعبية، وتحديداً على الدكتور قدري جميل كأحد أبرز وجوهه. واللافت في الأمر إن هذا «الدفق» الإعلامي، يأخذ أشكالاً مختلفة، ويأتي من مصادر متعددة..
ما هو بديهيٌّ اليوم لم يكن كذلك فيما مضى، والنزوع الدائم لدى الإنسان للانعتاق من القهر بصنوفه المختلفة والمتعددة لايأتي مصادفة أو هبة من أحد، بل تستلزم من يرفع الراية في حالكات الأيام
في ظل الدور المضطرد لوسائل الإعلام، بتشكيل الوعي الاجتماعي وتنميطه وتوظيفه بما يعبر عن مصالح هذه الجهة أو تلك في سياق الصراع الحاد الدائر اليوم سواء ضمن كل بلد على حدة، أو على مستوى الإقليم يجد المتابع أن هذا الوعي النمطي الزائف يحاول تجاوز كل ما أبدعه العقل البشري في الحقل المعرفي – السياسي حتى تلك المفاهيم التي أصبحت ثوابت علمية!
من خصائص المراحل الانعطافية في حياة الشعوب والبلدان أن تصبح كل القضايا على بساط البحث، وذلك خارج إرادة القوى السياسية والأنظمة الحاكمة، وهذه الحقيقة كما نعتقد تنسحب على المسألة الكردية في سورية، التي ازداد وزنها النوعي في سياق تطورات الأزمة السورية وتناقضاتها.
أتمنى ألا يعاتبني أحد إذا كان ثمة خطأ في العنوان، فنحن من عباد الله الذين يكتبون بلسان الضاد، وتعمدنا كتابته بالإنكليزية، من باب الجكارة بـ«دي مستورا»، ومترجميه الغائبين عن المؤتمر الصحفي لوفد منصة موسكو، والخطأ جائز في زمن غاب عنه المترجمون! على كل حال، هذا «الفصل الناقص» من موظفي الأمم المتحدة، تجاه Moscow Platform هو أحد فصول التجاهل، والتطنيش، الذي يمارسه دي مستورا وفريقه، تجاه المنصة بعد أن عجزوا عن تغييبها كلياً، أو إلحاقها بمنصة الرياض، أواحتوائها... تذكروا الجولة السابقة من فضلكم !
منذ أن تعسكر المشهد السوري، لم تهدأ حرب الإرادات، و لعبة عض الأصابع، بين أنصار الحل السياسي وخصومه على كل الجبهات، والمواقع، حرب باردة أحياناً، وحامية الوطيس كما هي الآن، أحياناً اخرى.
المنطق يقول، أنه بدأت نهاية الإرهاب المسلح السافر، فبعد سلسلة التطورات العسكرية والسياسية في الميدان السوري: