عصام حوج

عصام حوج

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عن ثنائية الانتصار وملء الفراغ stars

بغض النظر عن الشكل الذي تم به إخراج عملية إسقاط السلطة، بات واضحاً أنها كانت ثمرة توافق إقليمي ودولي، ولا سيّما أنّ المعارك العسكرية التي سبقتها كانت أشبه بعملية استلام وتسليم... وعليه، لا يحق لأحد احتكار هذا (الانتصار) والاستناد إليه في فرض رؤاه وشروطه على سورية والسوريين، فهذا الانعطاف الكبير ليس صناعة جهة واحدة لوحدها، بل هو نتيجة تراكمات وعلى مدى عقود من النشاط دفع الكثيرُ من السوريين ثمنه من أجسادهم وأرواحهم اعتقالاً وتعذيباً وملاحقة وتخويفاً وتهديداً وإجراءات تعسفية منذ ما قبل تفجّر الأزمة عام 2011، ومن ثم قتلاً ودماراً وتهجيراً ونزوحاً بعد انطلاق الحركة الاحتجاجية وتحولها فيما بعد إلى أزمة وطنية شاملة. بمعنى أوضح، إن الإسقاط هو نتيجة حراك ورغبة عموم السوريين، ولا يحق لأحد استغلال الشكل الذي تم به والاستناد عليه في التحكم لوحده باتجاه تطور الوضع في البلاد، وتوظيفه لغايات لا تعبر عن مصالح سورية والسوريين.

ما بين سطور مشروع البرنامج.. تناقضات عالم التعددية القطبية

الشرط الأساسي في أي برنامج ماركسي هو تحديد المهام التي ينبغي النضال من أجلها في كل مرحلة، على أساس اكتشاف وتحديد التناقض الأساسي، وتالياً: العدو الأساسي– وتحديد القوى التي يمكن التحالف معها، والقوى التي يمكن تحييدها، وهذا ما يمكن تلمسه ما بين سطور مشروع البرنامج، إلا إن الأمر ربما يتطلب تبويباً أفضل، بحيث يكون أوضح، وفي متناول الشرائح الاجتماعية المستهدفة.

حسين محمد علي يعزف «سيمفونية كوباني»

يخيل لي أنّ ما كنتُ منهمكاً في قراءته بشغف منذ أيام، لم يكن مجرد كتاب، بل ظلال روح استقرت على بياض الورق، تمد جسور التواصل مع القارئ وتشده بدءاً من العبارات الأولى، وعلى مدى نشيج هذه الروح في الصفحات الـ 170.

كرد سورية وبعض قضايا الساعة

على الرغم من أننا لا نحبّذ تلك القراءات التي تتعاطى مع الشأن السوري وقضايا السوريين من زاوية الانتماء الطائفي أو الديني أو القومي، فالأزمة هي أزمة الكلّ السوري، ولا حلّ إلا للكل السوري، إلّا أن طبيعة المسألة الكردية من كونها ظاهرة تاريخية تعود إلى ما قبل تفجر الأزمة عام 2011، وحالة تقسيم الأمر الواقع، والتشابكات الدولية، والبعد الإقليمي للقضية الكردية يفرض علينا أحياناً، مقاربة المشكلة بشكل خاص، من أجل الإحاطة بكل جوانب المسألة، وضمن محاولة السعي إلى إعادتها الى موقعها الطبيعي، أي كونها جزءاً من المسألة الوطنية والديمقراطية السورية، وبالتالي وضع حلها في المسار الوحيد الصحيح، أي مسار التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل.

فوكوياما سورية... سورية بين 1990 -2010

ما علاقة فوكوياما بسورية؟! هذا ما سنحاول الإجابة عنه لاحقاً، ولكن قبل ذلك لا بد من التذكير بأن أحد الأسس النظرية لسلوك وخطاب كل النخبة السياسية الأمريكية بين عامي 1990 - 2010 وعلاقتها مع العالم هو فرضية «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» التي أطلقها فرنسيس فوكوياما عام 1989 وبلورها في كتابه الشهير الذي صدر عام 1992...

لا يوجد حل؟!

يتردد في الآونة الأخيرة، على لسان نخب سياسية وثقافية سورية، موالية ومعارضة، صراحةً أو مواربة، بأن لا حل للأزمة، مما يعني عملياً: الدعوة إلى التكيّف مع الوضع الراهن، ومن يدقق في المنتوج الثقافي– الدعائي لهم، سيجد بأن هؤلاء أنفسهم أو من على شاكلتهم، هم من وعدونا يوماً بأن «المؤامرة فشلت» و «انتصرنا» وما إلى ذلك من مقولات، والنصف الآخر من المزبلة كان قد وعدنا بأن «النظام سيسقط خلال أيام» و«الثورة» انتصرت.

أفغانستان وحقيقة ما يجري: الخبر اليقين من (بريطانيا العظمى)

لا تكمُن أهميّةُ ودلالات الحدث الأفغاني في معناه المباشر فقط، فالمسألة ليست مسألة صراع بين واشنطن وطالبان، أو خيار رئيس ما، أو خطأً في التقديرات، أو حدثاً عابراً، كما يظنّ من لا يزيدُ رصيدُه المعرفيّ عن آخرِ نشرة أخبارٍ استمعَ إليها، ولعلَّ أقربَ حلفاءِ واشنطن، وأكبرَهم (بريطانيا العظمى) خيرُ مَن يفسِّرُ معاني ودلالات الحدث الأفغاني.

الدرس الأفغاني: لا طغاة ولا غزاة بل تغيير وطني ديمقراطي شامل

استضاف الإعلامي خورشيد عليوي، يوم الجمعة 20 من الجاري، الرفيق عصام حوج أمين حزب الإرادة الشعبية، إلى جانب مجموعة من المثقفين السوريين لنقاش الدروس المستفادة من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. وفيما يلي تنشر قاسيون مقتطفات من مداخلات الرفيق عصام حوج ضمن الندوة...

الحدثُ الأفغانيّ... نقدُ التحليل المُـتهافِت

مع وصول طلائع طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابُل، خرج علينا سيلٌ من التحليلات، دون أن نجد – إلا ما ندر – مَن يرتقي إلى مستوى الحدث، ودلالاته، واحتمالاته اللاحقة... أكثر تلك التحليلات بؤساً وسخفاً، نوعان:

في الانحطاط والتفسخ... وما بعدهما!

التوصيف الأمثل للراهن السوري هو أنّ الوضع وصلَ إلى درجة التفسُّخ، التفسُّخُ في أيّة بُنية، يعني أنّ الكلَّ مأزوم، الكلّ في مأزق: من السلطة، إلى المعارضة، إلى القوى المتدخّلة بجميع مواقفِها، وبغضِّ النظر عن الموقِف منها، لا أحد يمتلك أدوات تحقيق مشروعه، وكيفما تحرّكوا ثمّة فشلٌ جديد، وضريبةٌ مستجدّة يدفعها السوريين، وأيُّ احتكاكٍ بين المأزومين بالطريقة السائدة منذُ عشر سنوات، لم يعد يعني إلا المزيد من التفسُّخ... دولةٌ كسورية لم تَعُدْ قادرةً على إشباع ناسِها خبزاً، وماءً، وكهرباءً، هل من توصيف مناسب، سوى الانحطاط؟