د.محمد المعوش

د.محمد المعوش

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

السؤال الفلسفي ينضج عالمياً و«المهمة المستحيلة»

في مواد سابقة أشرنا إلى أن وصول تناقضات النظام الإمبريالي إلى حدودها التاريخية يكشف الجوهر التاريخي لهذا النظام على المستوى السياسي وحتى على المستوى الفلسفي ما يجعل من النقاش الفلسفي ولأول مرة في تاريخ هذا النظام حاجة عملية سياسية ملموسة. هنا نعالج أمثلة حول الذكاء الاصطناعي.

عُسر هضم العقل الشّكلي ووحدة وصراع المتناقضات

كلما اقترب التاريخ من الكشف عن قوانينه الداخلية كلما فرضت الفلسفة نفسها مجدداً وبشكل ظاهر ليس فقط على العمليات التاريخية بل على الخطاب اليومي نفسه. والمرحلة الراهنة كاشفة بالضرورة. ولكن أي موقع فلسفي هذا الذي يسمح بهضم كم التحولات الحاصلة؟ ومجدداً من الفلسفة، هل هو موقع العقل الجدلي أم العقل الشكلي الميكانيكي الجامد؟

الاستفزاز الرخيص كظاهرة أصيلة لانحلال الهيمنة العالمية

إنّ بشاعة الحدث والآلام والخوف المرافقين له تلتقي مع كمٍّ كبير من السخرية الباردة والمقيتة التي تملأ الفضاء الإعلامي كأداةِ سلاح شامل. وفي تحليل الحدث اليوم يجب أن يتم أخذ هذين الجانبين، بشاعة الحدث والمشاعر والمعاناة المترتّبة عليه من جانب، والسخرية الرخيصة حول الحدث من جانب آخر، من أجل تتبّع المسار العام لممارسة استفزازية عالَمية مطلوبة لا بل قد تكون الوحيدة الممكنة أمام قوى التدمير الممَنهج من أجل منع أي تطور إيجابي وتقدمي.

الانتقال التكنولوجي يتطلب عالماً جديداً

مجدداً، التناقض في الرأسمالية يفرض نفسه على جميع الدول، ليس كمنظومة نهب دولية فقط، بل كنظام إنتاج وتبادل ونمط حياة داخل كل دولة. وأحد عناصر هذا التناقض هو التطور التكنولوجي الذكي، ليس بمعناه الاقتصادي فقط، بل الثقافي والعقلي أيضاً، الذي يحتل حيزاً كبيراً اليوم.

تحلّل البنية الفوقية للهيمنة الحديثة

إلى جانب الإجراءات الاقتصادية «الحمائية» التي يقوم بها ترامب وما تعنيه من عمق في الأزمة الاقتصادية الداخلية في بنية العولمة بصيغتها الإمبريالية، وتعبير عن تراجع الهيمنة الغربية ضمن العولمة، فإنّ هناك معانيَ تطالُ مجمل المرحلة النيوليبرالية وكل بنيتها الفوقية، ومنها موقع الأكاديميا في منظومة الهيمنة.

حدود التفاؤل والتشاؤم بين عالَمَين

النقاش حول الإحباط والتشاؤم من جهة، والتفاؤل من جهة أخرى، الذي تتصاعد مركزيّتُه في المرحلة الحالية بشكل خاص، يحملُ ضمناً تصوّرَين سياسيَّين نقيضَين، لكون التشاؤم والتفاؤل يعبِّران عن الحالة الشعورية-الذهنية لنظرتَين متناقضتَين عن العالم. وفي قلب هذا النقاش هناك مسألةٌ جوهرية هي الحاجة للسياق التاريخي كأداةٍ ذهنية نحو الواقعية.

التكشُّف المستمرّ للعالَم الجديد

لأن المرحلة الراهنة هي مرحلة نوعية في التاريخ لها عقلها الجديد وبالتالي لغتها، ولأنها أيضاً وبسببٍ من خصوصيتها التاريخية هي تعبيرٌ عن تعاظم دور الوعي والصراع عليه، فإنّ تتبّع تطوّر لسان حال القوى المختلفة ضروريّ، ويسمح بالكشف عن تمظهر الضرورة التاريخية وتسارعها.

التهديد الحضاري والفضاء الجديد وخطر «الجمود»

مع انتقال الأزمة في نظام الهيمنة الإمبريالية إلى طور التهديد الشامل للوجود البشري والحياة على الكوكب، فإنّ كل إحداثيات السياسة انتقلت إلى فضاء جديد، وهنا يجب التنبيه مجدداً إلى خطر الاحتفاظ بإحداثيات «محافظة» تنتمي للفضاء السابق على عمليات الوحدة في مواجهة التهديد البربري.

عوارض غياب النشاط السياسي وسلاح الإعلام وحرب الوعي

بعد انفتاح أفق العمل السياسي في المجتمع السوري، من الضروري إعادة تأكيد بعض الإحداثيات العامة، كمساهمة في محاولات حماية الحركة الشعبية، وتطويرها سياسياً، وتحقيق غاياتها، التي هي غايات كل حركة شعبية حول العالم، مع اختلاف خصوصيات كل مجتمع، نحو تجاوز نظام قهر الإنسان وسلبه إنسانيته، وفتح أفق تحقيقه لذاته، ماديّاً وروحياً.

مجدَّداً حول «المنتصِر والمهزوم» والجوهر الثوريّ للأزمة

منذ نحو العقدين من الزمن، وتحديداً منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008، بدأ ينضج عالمياً خطابٌ يمكن تسميته بالتاريخي، حملتْه أطرٌ وأصوات ومنصات في العالَم، وكانت وما زالت «قاسيون» واحدة منها. وفي الخطاب هناك ولادة للجديد وموت للقديم. واليوم أكثر من البارحة، وغداً أكثر من اليوم، نقترب من تلمّس جوهر هذا الخطاب وتحوُّله إلى ملموسٍ سياسيّ ويوميّ، ومنه خاصّة «نقرأ كفّ» القوى و«مَن هُزِم ومَن انتَصر».