علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مع الأيام القليلة التي تلت «طوفان الأقصى» ظهر من جملة الآراء المطروحة رأيٌ مفاده، أننا أمام تغيير جذري في المنطقة، وسرعان ما سيصبح 7 أكتوبر 2023 تاريخاً مفصلياً في قراءة المشهد. فأين نقف اليوم؟ وما هي ملامح الفترة المقبلة؟
عندما نكون في قلب الحدث، يصبح فهم ما يجري في الأماكن الأبعد من العالم مسألة تحتاج جهداً إضافياً، ولكن إذا ما أدركنا حجم الترابط بين الساحات المشتعلة كلّها يتحول هذا الفهم إلى مسألة أساسية ينبغي إنجازها.
يتبدد الضباب تدريجياً وتتضح حقيقة المبادرة الأمريكية التي أعلن عنها بايدن مؤخراً، وتحديداً بعد بدء تداول تفاصيل ومواقف رسمية من الأطراف المعنية، وظهور أنباء من مصادر مختلفة تتحدث عن دور أميركي مباشر في عملية استعادة الأسرى في منطقة النصيرات وسط القطاع، العملية التي راح ضحيتها حوالي 150 شهيداً معظمهم من المدنيين.
منذ إعلان جيش الاحتلال رفضه لاتفاق الهدنة الأخير، وبداية «معركة رفح»، التي تحدّث عنها طويلاً، ظهرت جملة مؤشرات جديدة تؤكد في معظمها استنتاجات سابقة حول طبيعة وأهداف العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً على القطاع، وما هي الارتدادات التي يمكن توقّعها مع استمرار هذه الحرب وخصوصاً بعد إعلان جيش الاحتلال سيطرته على معبر صلاح الدين «فيلاديلفيا».
مع الساعات الأولى التي تلت حرب الكيان الصهيوني على غزة، كان من الواضح أنّها لن تكون مجرد رقم جديد يضاف إلى قائمة الحروب على القطاع، ولم يكن من الصعب استنتاج أننا أمام نقطة مفصلية، فإن كانت «السيوف الحديدية» حربٌ ضمن سلسلةٍ من الحروب، مثل «الرصاص المصبوب 2008» أو «عامود السحاب 2012» أو غيرها، إلا أنّها تميّزت بمسائل نوعية.
مع كلِّ أسبوعٍ جديد يتضح اتجاه الرياح أكثر، فإن كانت كفّة «إسرائيل» والولايات المتحدة الأمريكية رجحت لعقود، فالوضع اليوم يختلف جذرياً إذ تتعقّد الخيارات أمام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بينما يبدو المشهد أكثر وضوحاً بالنسبة لخصومهم، ما يجعل الإحاطة بالتطورات كلها مسألة شاقة، فمن لاهاي إلى النرويج وإسبانيا وإيرلندا ثم إلى الواقع الملتهب في الأراضي المحتلة، صورة متشابكة لكنّها واضحة في الوقت نفسه!
لا تتوقف الآراء والطروحات حول «اليوم التالي للحرب» إلا أنّها تُقدّمُ بوصفها خلافات آراء لا أكثر، بينما يظهر وضوحاً أنها مسألة شائكة لا يمكن حلّها ضمن المعطيات الحالية، فأي حديث عن «اليوم التالي» يفترض نقطة ما تصلها حرب الكيان والولايات المتحدة، وبعدها ينتقلون إلى المرحلة التالية، أي إن الانتهاء من المرحلة الأولى يعني تحقيق الأهداف «الإسرائيلية» والأمريكية وهو ما يؤكد حجم المأزق الحالي لهذه الأطراف.
دخلنا مع بدء عملية جيش الاحتلال في رفح الفلسطينية فصلاً جديداً من الحرب، وهو ما يسمح بعرض استنتاجات جديدة، وتأكيد ثوابت قديمة ضمن الصورة العامة، ومع أننا لسنا في صدد تقييم جدوى هذا التطور عسكرياً، إلا أن توصيف ما يجري على الضفتين يبدو ممكناً، ضفة الغرب والصهيونية من جهة، والقطب الآخر في مواجهتهم، ذلك الذي تتضح ملامحه يوماً بعد آخر من جهة ثانية.
بعد أن تداولت وكالات الأنباء أخباراً مقتضبة عن لقاء استضافته بكين بين حركتي فتح وحماس في نهاية شهر نيسان الماضي، عاد موضوع إنهاء الانقسام الفلسطيني إلى الواجهة، وخصوصاً بعد التأكيدات الصينية الرسمية حول عزم بكين تأدية دور الوساطة في هذا الملف الشائك.
بعد أن تداولت وكالات الأنباء أخباراً مقتضبة عن لقاء استضافته بكين بين حركتي فتح وحماس في نهاية شهر نيسان الماضي، عاد موضوع إنهاء الانقسام الفلسطيني إلى الواجهة، وخصوصاً بعد التأكيدات الصينية الرسمية حول عزم بكين تأدية دور الوساطة في هذا الملف الشائك.