علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تثبّت الأحداث المتسارعة، أننا نشهد مرحلة مفصلية شديدة الخطورة، وتؤكّد مجدداً أن التصعيد الأمريكي- الصهيوني يستهدف في الحقيقة المنطقة بأكملها، وتحديداً استقرار دولها الأساسية، فالحملة الشرسة التي نتعرض لها تستوجب بالضرورة تسخير كل الإمكانات الممكنة لمنع مخطط خبيث موضوع بالفعل على طاولة غرفة العمليات الأمريكية-الصهيونية.
فرضت الأحداث الأخيرة ضرورة تقدير الموقف العام في المنطقة، على ضوء العدوان الصهيوني الجديد، فقيادة الكيان انتقلت إلى ذروة تصعيد جديدة قد لا تكون الأخيرة، استهداف مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، والذي استشهد على إثره الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع آخرين من قادة الحزب، هو بلا شك ضربة قاسية لكن يبقى السؤال الأهم: هل هي «ضربة قاضية» كما يروّج البعض؟!
اللحظات الأولى التي تلت العملية الإرهابية الصهيونية في لبنان، وما لحقها من أفعال عدوانية أخرى، خلقت حالة من الارتباك والصدمة في المنطقة، حيث وجدت نفسها مجدداً أمام محاولة استفزاز جديدة بمستوى نوعي لم تكن ضمن حسابات أغلبية القوى السياسية الأساسية، ولا شك أن الضخ الإعلامي الشديد المرافق كان مفصلاً مهماً في كل ما حصل، وركناً أساسياً في فهم أهداف من خلفه.
أعلنت موسكو عن إطلاق مناورات بحرية ضخمة «المحيط 2024» اعتباراً من 10 أيلول الجاري حتى يوم الإثنين 16 من الشهر ذاته، الحدث يبدو للوهلة الأولى عابراً في ظل كثافة المناورات العسكرية على المستوى العالمي، إذ يكاد لا تمرّ بضعة أسابيع إلّا وينفّذ بلدٌ ما أو عدّة بلدان مناورات عسكرية يستعرضون فيها قواهم ويحاولون تقييم وضع قواتهم المسلحة، لكن ما الذي يميّز مناورات «Okean - 2024»؟
استقبلت العاصمة الإسبانية مدريد لقاءاً موسّعاً لنقاش الوضع الملتهب في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً تداعيات الحرب على فلسطين وقطاع غزّة ضمناً، وضم اللقاء دولاً عربية وإسلامية إلى جانب دول أوروبية، وانتهى بصدور بيان ختامي، رآه البعض إيجابياً، فهل حقاً ما جرى هو خطوة في الاتجاه الصحيح، أم أن هنالك قطبة مخفية غائبة؟
خرج مساعد الرئيس الروسي للشؤون البحرية نيكولاي باتروشيف منذ أيام بتصريحات مثيرة نبّه فيها إلى إمكانية حيازة اليابان أسلحة نووية وقدرات صاروخية متطورة بقواها الذاتية. تصريحات المسؤول الروسي بدت للبعض مبتورة لا سياق لها، فهل هي كذلك فعلاً؟
شغلت المفاوضات التي قادتها واشنطن منذ بدء الحرب في غزّة حيزاً كبيراً من التحليلات، لكنها تدخل اليوم مرحلة جديدة، ويتضح أكثر من أيّ وقتٍ مضى، أنها كانت مناورة هدفها الفعلي الإبقاء على درجة الحرارة المرتفعة في الإقليم، وتحويل الأجواء الملتهبة في فلسطين إلى نقطة ارتكاز لتوسيع الاشتباك وتفجير المنطقة إنْ أمكن.
أطلق الاحتلال منذ أيام عملية جديدة في الضفة الغربية، وذلك بعد أكثر من 10 أشهر منذ بدء عدوانه المستمر على قطاع غزّة، لم يحقق خلال كل تلك المدة أيّاً من أهدافه المعلنة، وبات يخوض الآن معارك على 3 جبهات، غزّة في الجنوب، والمقاومة اللبنانية في الشمال، واشتعلت جبهة الضفة مؤخراً في الشرق.
تستمر الأنباء والتصريحات الكثيفة حول مستجدات التحقيق في تفجير خط غاز «السيل الشمالي 2» وبالرغم من أن عودة الأضواء على هذه القضية لا تكشف بالطبع عن صحوة مفاجئة في الغرب، إلّا أنّ مراقبة ارتدادات الموضوع على عدد من المستويات توضح جملةً من المسائل هي أبعد من تفجير خط الغاز الاستراتيجي أو من يقف وراءه فعلاً!
تشكّلت خلال الأشهر الماضية قناعة، أن المفاوضات التي ترعاها واشنطن بين حركة حماس والكيان الصهيوني برعاية مصرية- قطرية ما هي إلا «طبخة بحص» وأن الإدارة الأمريكية لم تكن جادة بالوصول إلى اتفاق، وإنما استخدمت هذه المبادرة كأداة سياسية لمخططها العدواني في المنطقة، في الوقت الذي أُوكل لجيش الاحتلال إنجاز المهام العسكرية المباشرة على الأرض، لكن ما يجري تناقله حول هذه المفاوضات ينبئ بتبديلات يتحوّل فيها المُيسرين إلى الطرف المفاوض!