علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
لا يبدو خفياً أن منطقة الشرق تشهد محاولات أمريكية حثيثة لنشر الفوضى، وتحديداً عبر وكيلها «الإسرائيلي»، فسلوك الكيان بات أشبه بكلب مسعور ينتقل من جبهة إلى جبهة ما يمثل تهديداً لكل دول الإقليم دون استثناء، وفي ظل هذه الهجمة المتواصلة يقع البعض تحت تأثير ما يضخ في الإعلام، أو تحت تأثير الدماء التي لم تتوقف يوماً واحداً منذ أكثر من عقد!
فُرض على السوريين خلال السنوات الـ14 الماضية أن يتعلموا الدروس من دمائهم، ومع ذلك يصر البعض على جرنا مجدداً إلى نقطة البداية كما لو أن السوريين لم يتعلموا شيئاً بعد!
انتهت منذ أيام القمة السابعة عشرة لمجموعة بريكس، والتي عقدت في ريو دي جانيرو البرازيلية، وتضمن الحدث جدول عملٍ مزدحم وقضايا كثيرة طرحت للبحث، هذا فضلاً عن أن «بريكس» وبعد بدء توسيعها باتت مساحة لعقد لقاءات ومشاورات بين مسؤولي دول الجنوب العالمي، لكن ما الذي حققته هذه القمة، وهل وجهّت، بالفعل، ضربة موجعة للدولار كما يقول بعض المراقبين؟
رغم مرور أيام على وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وإيران، لا تزال تتكشف تدريجياً تفاصيل الخسائر التي لحقت بالعمق «الإسرائيلي» خلال المواجهة غير المسبوقة التي استمرت اثني عشر يوماً. وبفعل الرقابة العسكرية المشددة والتعتيم الإعلامي، بقيت الصورة الكاملة غائبة عن الرأي العام، لكن تقارير لاحقة بدأت تضيء على حجم الدمار. وكان أحدث ما نُشر في هذا السياق تقريرٌ لصحيفة التلغراف البريطانية بتاريخ 5 تموز، فيما يبدو أنه جزء من سلسلة تقارير تخرق الحظر تدريجياً وتكشف عن أضرار أكبر بكثير مما أُعلن رسمياً حتى الآن.
أعلن الملياردير إيلون ماسك يوم الأحد 6 تموز الجاري إطلاق حزبٍ جديد باسم «حزب أمريكا»، الخطوة لم تكن مفاجِئة، وخصوصاً أن حديث ماسك عن هذه الخطوة تكرر عدّة مرات في الفترة الأخيرة، ولن يكون من المبالغة القول بعد هذا الإعلان: إن الولايات المتحدة تدخل مرحلة جديدة، تُعتبر تطوراً جديداً في حالة الإنقسام الداخلي.
حمل اليوم الثاني عشر للحرب بين إيران والكيان الصهيوني تطوراً مفاجئاً، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن وقفٍ لإطلاق النار بين الطرفين 24 حزيران الجاري، وحاول تصوير نفسه «راعٍ للسلام»، متناسياً أن القاذفات الاستراتيجية الأمريكية كانت نفّذت قبل ساعات ضربات على مواقع نووية إيرانية، وأن بلاده كانت الرأس المدبر لهذه المغامرة الخطيرة، فضلاً عن أنّ الجيش الأمريكي قدّم كل أشكال المعونة الممكنة لـ «إسرائيل»!
ترافقت الصدامات العسكرية- وتحديداً ذات الطابع الاستراتيجي منها- بدرجةٍ من التضليل والخداع تاريخياً، فعند الحرب يظلّ التنبؤ بالخطوات التالية للأطراف الفاعلة مسألةً بالغة الصعوبة، لكن ما نعرفه يقيناً هو أن الاحتمالات مفتوحة في كل الاتجاهات، وهناك مؤشرات تدعم سيناريوهات متناقضة، لكن ذلك لا يُلغِ أهمية تقدير مواقف الأطراف المختلفة، فبغض النظر عن شكل تطور الأحداث، تظل أمامنا حقائق ثابتة لن تغيرها سخونة المشهد.
ما إن بدأ العدوان الصهيوني على إيران في يوم الجمعة 13 حزيران حتى ظهر الموقف الباكستاني الداعم لإيران بوضوح، وكان لهذا تأثير كبير، نظراً لأن باكستان لها رمزية كبيرة في العالم الإسلامي وذلك بغض النظر عن الظروف الدولية التي أدت لنشوء الدولة الإسلامية في وسط آسيا.
اندلعت فجر يوم الجمعة 13 حزيران الجاري مواجهات خطيرة في الشرق الأوسط بعد عدوانٍ صهيونيٍ على إيران، تلاه جولات متبادلة من القصف، وهو ما أدخل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار غير المسبوقة، ومن المتوقع أن تستمر الضربات خلال الأيام وربما الأسابيع القادمة ما يفرض علينا إعادة تقييم المشهد العام، وتحديداً الهدف العميق من هذا العدوان وتأثيراته المحتملة.
كررت بعض الصحف «الإسرائيلية» خلال الأشهر الماضية آراءً حول تغيرات في طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأن توجهات الرئيس دونالد ترامب تخالف إلى هذا الحد أو ذاك ما تريده «إسرائيل» أو حكومة نتنياهو، لكن هذا الاستنتاج يبدو قاصراً في فهم طبيعة ما يجري داخل أروقة دوائر صنع القرار الأمريكي، وإذا ما أردنا حقاً أن ننظر بتمعن قليلاً لظهر أمامنا أن موضوع العلاقة مع الكيان هو جزء تفصيلي من صورة أكبر!