علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تشهد سوق النقل البحري صدمة كبيرة بعد إعلان الولايات المتحدة نيتها فرض رسوم كبيرة على السفن الصينية التي تنقل البضائع إلى الموانئ الأمريكية، وبالرغم من أن الصورة لم تتضح بعد، إلا أنّها تعكس محاولة أمريكية متأخرة جداً للتأثير على قطاع بناء السفن والنقل البحري، بعد أن حسم المشهد لصالح الصين بدرجة كبيرة.
تشهد تركيا تطورات سياسية حساسة منذ الإعلان عن توقيف رئيس بلدية إسطنبول على خلفية اتهامات تتعلق بقضايا فساد ومساعدة «جماعة إرهابية» ما سبب حالة استياء كبيرة في صفوف المعارضة، ودفع الشارع المعارض التركي للخروج في مظاهرات في عشرات المدن، ومشاركة الآلاف، ما يفتح الباب لاحتمالات عديدة لتطورات المشهد السياسي في البلاد في ظل ظرف إقليمي ودولي حساس.
الأمريكان يتراجعون! ويظهر وضوحاً أمام الجميع أنهم يعملون اليوم على ترتيبات جديدة وتشمل فعلياً عدداً كبيراً من الملفات من الأمريكيتين إلى أفريقيا، وفي آسيا وأوروبا، وإن كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعبّر اليوم عن هذا التوجّه، فهي بالتأكيد لا تملك خياراً آخر، فالدولة العظمى التي أدّت دوراً محورياً في العالم خلال عقود مضت لم تعد قادرة على تحمّل تكاليف هذا الدور، لكن ذلك لا يعني أنّها رفعت الراية البيضاء!
لا يزال صدى الهجوم الشرس الذي تعرض له الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض يتردد في كلّ مكان، فما قام به بشكلٍ مدروس كل من الرئيس الأمريكي ونائبه، ذائع الصيت، لن يمر دون نتائج مدوّية، فيبدو وضوحاً أن ما تعرّض له زيلينسكي يعكس إلى حدٍ كبير قدرة الولايات المتحدة على القفز من موقع إلى آخر، فبعد تقديم دعم منقطع النظير لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، تجد واشنطن أنّها مضطرة لإعادة ترتيب الأوراق.
انشغل العالم في الأيام القليلة الماضية بحفلة جرت في البيت الأبيض، حيث تعرّض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لهجوم شرس من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس أمام كاميرات الصحافة، الرئيس الأوكراني حاول يائساً الدفاع عن موقفه، لكنه تعرض لإذلال شديد من خلال تأكيد ترامب على أن أوكرانيا لا تملك أوراقاً، ولا مخرج لها إلا عبر التوقيع على اتفاق مع روسيا، يرسخ توازن القوى الفعلي.
ظن البعض بعد تزايد الحديث عن بدء مفاوضات روسية أمريكية تشمل عدداً من القضايا على رأسها أوكرانيا، أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض كان «السبب» وراء بدء هذه المفاوضات، وربما يملك الرئيس الأمريكي الجديد بنظر المحللين «مفتاحاً» للحل، ويرون فيما يجري إنجازاً شخصياً له، كما لو أن ترامب بالذات مصدر معلوماتهم عمّا يجري!
نشأت خلال عقود مضت مجموعة من الهياكل والتحالفات الإقليمية والدولية، وخلال هذه المدة السابقة ظهرت أجيال من الناس والبنى السياسية، التي نشأت وتطورت في ظل حالة من السكون النسبي، وبدا شكل العالم الذي نعيش فيه أزلياً بنظر البعض، مع أن كتب التاريخ كانت تقول عكس ذلك تماماً.
ظهر بشكلٍ واضح، وبعد مرور ما يقرب الشهر على هروب السلطة الفاسدة، أن هناك حالة من الارتياح العام، وتحديداً بعد إنجاز الخطوة الأولى دون إراقةٍ للدماء. ويظهر لدى جمهور عريض من أقصى شمال سورية إلى جنوبها، مزاج شعبي واضح يطمح لعقد جديد مبني على التوافق، بدلاً من سنوات الانقسام التي مرّت سابقاً.
قد يبدو عند مراقبة سلوك الكيان الصهيوني وتحديداً خلال الأيام القليلة الماضية درجة كبيرة من الحذر وربما التخبط في كثير من الأحيان، فبالرغم من حجم العدوان الذي شنه جيش الاحتلال لأكثر من عام متواصل، لم يستطع تحقيق أهداف استراتيجية كبرى، بل تظهر بين صفوف سياسييه ومحلليه قناعة راسخة أن الضربات العسكرية الموجعة التي نفّذتها «إسرائيل» تبقى حتى اللحظة دون دعائم استراتيجية يمكن البناء عليها، ويمكننا في هذا السياق تحديد بعض ملامح الاضطراب الصهيوني.
بعد التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، يبدو الوقت ملائماً لإعادة طرح سؤال جوهري حول الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخصوصاً كون الأخيرة أدّت دوراً في الوصول إلى الاتفاق بعد أن كانت طوال الشهور الماضية تؤجج الصراع، وتعيق فعلياً إنجاز أي اتفاق سواء في غزّة أو لبنان، فهل حقاً تغيّرت السياسة الأمريكية- «الإسرائيلية»؟ أم أننا أمام فصل جديد من مخطط الفوضى ذاته؟!