فادي خضر
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
بدأت دول الخليج تدخلها العسكري في الشؤون اليمنية، في لحظة اعتراها الوهم بأن الموازين الدولية لا تزال تسمح بضربة خاطفة هنا أو هناك من شأنها أن ترفع من الوزن النوعي للدولة المتدخلة. ورغم إثبات الوهم الذي يعتري هذه النظرة، إلا أنه من الواضح اليوم أن قراراً بالتراجع عن هذا التدخل لم يعد مرتبطاً بمراكز القرار الخليجية، بقدر ما هو في يد واشنطن التي باتت «تهندس» تراجعها حتى على حساب أدواتها وحلفائها في المنطقة.
بعد «مرحلة جفاء»، في سياق تنافس إقليمي تحول، في ملفات محددة، إلى صراع علني كاد يحيل العلاقة بين البلدين إلى «قطيعة دبلوماسية رسمية»، تعود العلاقات السعودية- التركية إلى حالة من التنشيط السياسي..!
تتضيق حدود المناورة السياسية في وجه «العدالة والتنمية». الحزب المأزوم، بعد سلسلة الخسارات التي راكمها في المنطقة، وعلى صعيد الممارسات الداخلية والخارجية، بات مدفوعاً اليوم للبحث في خيارات كانت «بعيدة» عن حساباته الجيوسياسية حتى الأمس القريب.
برز الإعلان عن التدخل العسكري الخليجي في اليمن- تحت مسمى «عاصفة الحزم»- كأحد المؤشرات على اتجاه سعودي هدف إلى توظيف الإمكانات العسكرية والمالية، للعب في الوقت بدل الضائع على هامش المسار العام المتجه نحو تظهير موازين القوى الدولية الجديدة.
مجدداً، تضيف تركيا توتراً جديداً إلى المنطقة، بعد إدخالها قوات عسكرية إلى محافظة نينوى العراقية، بذريعة «تدريب قوات كردية في إطار الحرب على الإرهاب». وإن كانت هذه المغامرة في تداعياتها أقل، إلى الآن، مما كانت عليه في حادثة إسقاط القاذفة الروسية، إلا أن هذا التدخل يثبت أكثر فأكثر منحى التوجهات التركية في هذه المرحلة.
أثارت تصريحات السيناتور الأمريكي، جون ماكين، حول إرسال قوات أمريكية برية إلى العراق، قوامها 10 آلاف جندي، سيلاً من ردود الفعل العراقية في الحكومة والتنظيمات المشاركة في العمليات ضد «داعش»، مشككة في النوايا المتوارية خلف هذا الإعلان.
أثارت تصريحات السيناتور الأمريكي، جون ماكين، حول إرسال قوات أمريكية برية إلى العراق، قوامها 10 آلاف جندي، سيلاً من ردود الفعل العراقية في الحكومة والتنظيمات المشاركة في العمليات ضد «داعش»، مشككة في النوايا المتوارية خلف هذا الإعلان.
تحظى منطقة الخليج العربي بخصوصية اقتصادية، تتعلق بحصتها السوقية من إيرادات النفط الخام والمكرر على المستوى العالمي، حيث تنتج السعودية وحدها 10.5 مليون برميل نفط, فيما تصل حصة الإمارات إلى 3 مليون برميل يومياً. لكن، وفي ظل حرب عالمية اقتصادية- سياسية مركبة على جبهة الطاقة, يبقى السؤال: ما مصير الاقتصادات الخليجية في المرحلة المقبلة؟
في ضوء اشتداد النشاط العسكري ضد الإرهاب في سورية والعراق، تقف الولايات المتحدة أمام مفترق طرق، بين الاستمرار في استثمار أدواتها الفاشية في المنطقة، أو اللحاق في ركب القوى الدولية المشاركة بقوة في ضرب معاقل التنظيمات الإرهابية، وهي العملية التي بدأها الجانب الروسي، وتلحق به اليوم مجموعة من الدول تباعاً.
بعد الحرب العالمية الثانية، استكملت الولايات المتحدة- بوصفها الإمبريالية حديثة النشأة في ذلك الحين- ما بدأه البريطانيون في بدايات القرن العشرين من دعم منقطع النظير للكيان الصهيوني، وتطوير دوره الوظيفي في المنطقة، كقاعدة متقدمة للإمبريالية.